عقد بعد ظهر اليوم كافة مرشحي الحزب الكيبيكي في انتخابات يوم الاثنين، الفائزون منهم والخاسرون، أول اجتماع لهم منذ الخسارة التاريخية للحزب الاستقلالي في هذه الانتخابات العامة في مقاطعة كيبيك والتي لم يحصل فيها سوى على 30 مقعداً من أصل 125 تتكون منها الجمعية الوطنية (تشريعية) في المقاطعة، فيما فاز الحزب الليبرالي بقيادة فيليب كويار بحكومة أكثرية وازنة، إذ حصد 70 مقعداً نيابياً. وحضرت الاجتماع أيضاً زعيمة الحزب الكيبيكي ورئيسة الحكومة الخارجة بولين ماروا.
ويعقد منذ السادسة مساءً المرشحون الفائزون الثلاثون اجتماعاً لاختيار زعيم انتقالي للحزب، فماروا التي لم تنجح بالاحتفاظ بمقعدها النيابي في دائرة "شارلفوا-كوت-دي-بوبريه" (Charlevoix-Côte-de-Beaupré) أعلنت ليل الاثنين، عقب صدور نتائج الانتخابات، انسحابها من الحياة السياسية.
"الغموض حول الاستفتاء العام" (على استقلال كيبيك) كان أحد أسباب هزيمة الحزب، يقول المرشح الخاسر عن دائرة تروا-ريفيير، أليكسي ديشين، للصحافيين. "هل نجريه أم لا؟ أظن أنه في المستقبل يجب إعطاء جواب واضح على هذا السؤال"، يؤكد ديشين، مشيراً إلى أن الناخبين على الأرض كانوا يريدون جواباً واضحاً، ومضيفاً أنه شخصياً كان مستعداً لأن يقبل بعدم إجراء استفتاء عام حول الاستقلال في الولاية الحكومية المقبلة، لكنه كان راغباً في أن يتحدث الحزب خلال الحملة الانتخابية عن "المكاسب المتصلة باستقلال كيبيك".
ومن جهته يرى بيرنار درانفيل، وزير المؤسسات الديمقراطية والمشاركة المواطنية في الحكومة الخارجة والمسؤول عن مشروع شرعة العلمنة المثيرة للجدل، أن رابط الثقة بين الحزب الكيبيكي والمواطنين قد قُطع. ويقر درانفيل الذي أعيد انتخابه في الجمعية الوطنية بأن الحزب لم ينجح في تحويل دعم المواطنين "الأكثري" للشرعة إلى تأييد له.
ولم تجرِ الحملة الانتخابية الممتدة من الخامس من الشهر الفائت وحتى السادس من الشهر الحالي، أي عشية موعد الانتخابات، كما اشتهاها الحزب الكيبيكي. فالحزب لم ينجح في إقناع قاعدته الشعبية، غير المتحمسة لفكرة إجراء استفتاء عام حول استقلال كيبيك في الولاية الحكومية المقبلة، بأنه لن ينظم استفتاءً من هذا النوع. ويرى المحللون السياسيون أن سبباً أساسياً وراء الغموض الذي أشار إليه المرشح الخاسر ديشين يعود للخطاب القوي المفعم بالمشاعر الذي ألقاه بعد أربعة أيام على انطلاق الحملة الانتخابية رجلُ الأعمال الكيبيكي بيار كارل بيلادو والذي دعا فيه، رافعاً قبضته في الهواء، لقيام دولة مستقلة في كيبيك، وهو يقف إلى جانب ماروا بعد أن قدمته كمرشح جديد عن حزبها، ولأجوبة ماروا نفسها على أسئلة الصحافيين بشأن استفتاء عام حول استقلال كيبيك في الأيام التي تلت خطاب مرشحها الجديد.
وصب خطاب بيلادو وأجوبة ماروا في خانة الحزب الليبرالي الذي كان زعيمه يردد منذ مطلع الحملة الانتخابية أن الحزب الكيبيكي سجري استفتاءً حول الاستقلال إذا ما فاز في الانتخابات. ولم ينفع تأكيد ماروا مراراً منذ المناظرة التلفزيونية الأولى بين زعماء الأحزاب الأربعة المتنافسة في العشرين من الشهر الفائت أنها لن تجري استفتاءً حول الاستقلال "طالما أن الكيبيكيين غير مستعدين (لذلك)" و"طالما أن الكيبيكيين لا يريدونه" في طمأنة جمهورها بشكل كامل. ويُشار هنا إلى أن البند الأول في البرنامج السياسي (وليس البرنامج الانتخابي) للحزب الكيبيكي ينص على تحقيق "سيادة كيبيك"، والمقصود بها استقلال المقاطعة، من خلال استفتاء عام "تجريه الحكومة في الوقت الذي تراه مناسباً".
إنه وقت مراجعة الذات للحزب الكيبيكي. "على الحزب إجراء فحص ضمير هام" كي يفهم الأخطاء المتعلقة "باستراتيجيته"، يقول المرشح الخاسر عن الحزب في دائرة "سان فرانسوا"، ريجان هيبير.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.