” الإمبريالية الجديدة ”

تحت عنوان " الإمبريالية الجديدة " علق فرانسوا بروسو في صحيفة لو دفوار على موقف فلاديمير بوتين ودول الغرب من الأحداث في أوكرانيا . قال :

ليس ضروريا إجراء امتحان نوايا معقد لفلاديمير بوتين لنكتشف نزعته الإمبريالية المتجددة وشهواته للاحتلالات وتهديداته المباشرة للدول المجاورة . وليس ضروريا التعمق في التحليل .إذ يكفي أن نستمع إليه وأن نقرأ تصاريحه ونرى تصرفاته ،لنتأكد من ذلك ، فالأمر واضح جدا .

ويستشهد بروسو بما قاله الرئيس الروسي في مؤتمر صحافي عقده يوم الخميس الفائت في موسكو :" المسألة الأساسية هي ضمان حقوق جنوب شرق روسيا ومصالحه: هذه هي روسيا الجديدة . ففي زمن القياصرة لم تكن مدن كاركوف ولوغانسك ودونتسك وأوديسا تابعة لأوكرانيا وقد تم ضمها إلى أوكرانيا عام 1920 ووحده الله يعلم لماذا . ومن ثم ، ولأسباب مختلفة ضاعت تلك المناطق وبقي سكانها هناك وعلينا أن نساعدهم لإيجاد الحل ". الأمر واضح ، أسود على أبيض .

ويوضح بوتين طموحاته لتوسيع " المدى الحيوي " للأمة الروسية ، ويمنح الجنسية للناطقين بالروسية في مناطق الجوار ، ويسترجع بنوستالجيا مفردات القياصرة ويلمح إلى إعادة ترسيم حدود تضم كل المناطق التاريخية  التي أقام فيها الروس ما يذكر بأدولف هتلر ومطالبته بالنمسا ومنطقة السوديت في تشيكوسلوفاكيا عام 1930 .

ويتابع فرانسوا بروسو :

في أقوال بوتين وتصرفاته رغبة ونبرة ومفردات وحتى برنامج تصب كلها في هدف واحد : إستعادة الأراضي الضائعة ، ولو جزئيا ، بعد إذلال التسعينات والكارثة " انهيار الاتحاد السوفياتي الذي شكل أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين " كما أعلن في خطابه الرئاسي عام 2005 .ويرى بروسو أن بوتين يدرك تماما أنه يلعب أوراقه في مواجهة غرب لديه فيه أصدقاء ، أمام غرب منقسم وعاجز وغير قادر على الاتفاق بشأن تقدير أخطار الرد الواجب .

ويتساءل بروسو : ماذا يفعل الغربيون إزاء هذه المأساة ؟ يشجبون وفي أحسن الحالات ينددون . وحلف شمال الأطلسي الواقع في أزمة هوية وقدرات ؟ فالأروبيون لا يريدون التقاتل وفي وشنطن ثمة شيوخ يمينيون مستعدون لإرسال السلاح إلى أوكرانيا مع معرفتهم المسبقة بعدم قدرة أوكرانيا على المواجهة أرسلوا سلاحا أم لم يرسلوا . وأوباما يهتم أكثر بالسياسة الداخلية والأسيوية من اهتمامه بأوروبا المسكينة .

ويختم فرانسوا بروسو تحليله في صحيفة لو دوفوار : الجميع يبدون غير مستعدين وغير قادرين في الوقت الراهن على إيقاف المد الموالي لروسيا قي شرق أوكرانيا   ولا حتى إيقاف أحلام بوتين بالثأر والغزو والفتوحات .استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.