يحتفل العالم في الثاني والعشرين من شهر نيسان ابريل باليوم العالمي للأرض.
فقبل ما يزيد على 4 عقود وتحديدا في 22 نيسان ابريل من العام 1970، أسّس السناتور الأميركي غيلورد نيلسون يوم الأرض للتوعية على أهميّة حماية كوكبنا الأرضي والحفاظ على البيئة.
وثمة احتفال آخر بالبيئة، اسّسته الامم المتحدة عام 1972 وهو يوم البيئة العالمي الذي يجري الاحتفال به في 5 حزيران يونيو من كل سنة.
وأيا تكن المناسبة، فالمهم العمل من أجل حماية البيئة والتوعية على أهميّة الحفاظ عليها.
فثمة أمور يوميّة بسيطة يمكن لأي كان القيام بها دون أن تأخذ كثيرا من وقته ودون أن تتعبه.
وتضافر الجهود من شأنه أن يعطي نتيجة ويساهم في تحسين أحوال البيئة وأحوال الأرض.
يتحدّث جيروم دوبرا الفنان العازف في فريق "كاوبوي فرانغان" الكيبيكي ورئيس مؤسسة كاوبوي فرانغان لحماية البيئة عن أهميّة يوم الأرض.
ودوبرا متخصّص في الاقتصاد البيئي وفي دراسة القيمة الاقتصاديّة للطبيعة ويشير في حديثه لتلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة إلى حدث يجري الاعداد له لزرع 375 ألف شجرة في مونتريال فيقول:
سيتمّ زرع هذا العدد من الأشجار بمناسبة مرور 375 عاما على تأسيس مدينة مونتريال.
وقد باشرنا التعبئة للحدث منذ اليوم لا سيّما وأن الأشجار تتطلّب بعض الوقت لتنمو وتكبر.
ونحن نزرع اليوم لنتمكّن في عام 2017 من تقديم هديّة من المؤسسات والفنانين لمونتريال الكبرى.
والحدث ليس سياسيا والهديّة تأتي مباشرة من الفنانين ومن الناس العاديين.
ونحن نقوم بالمهمّة يدا بيد لنترك إرثا أخضر للأجيال اللاحقة.
والمهمّة ليست بالسهلة وتمتدّ ورشة زراعة الأشجار طوال ثلاث سنوات يقول جيروم دوبرا.
ويتابع فيشير ردا على سؤال إلى أن مؤسسة "كاوبوي فرانغان" تولي أهميّة كبرى للأشجار وتحيي حفلات يذهب ريعها لحماية الارض ويهمّها تمويل نشاطات لهذه الغاية ويضيف دوبرا قائلا:
نحن نربط نشاط مؤسستنا بنشاط فريقنا الغنائي. وخلال السنوات التي نعدّ فيها لألبوم غنائي ، لا نقوم بجولات فنيّة وتكون مساهمتنا الماليّة بالتالي ضئيلة.
وخلال السنوات التي تكثر فيها جولاتنا الفنيّة هنا وفي اوروبا، تمتلئ صناديق مؤسستنا بالمال.
ومنذ انطلاق المؤسّسة عام 2006 جمعنا ما يزيد على مليون دولار وساعدنا على حماية اراض محميّة تضمّ أنواع من النباتات والأشجار الهشّة التي تحتاج للحماية.
ويضيف بأن المؤسّسة ساهمت أيضا في زراعة الأشجار في العديد من أنحاء مقاطعة كيبيك. وساهمت في التوعية وقدّمت منحا للطلاب.
ويشير جيروم دوبرا إلى ان كل حفل يقدّمه فريقه يكون في الوقت عينه مناسبة للحديث عن الأرض وتوعية الناس على أهميّة حمايتها ويضيف:
يبادلنا جمهورنا مشاعر الحب ويبث فينا طاقة قويّة وهذا ما يزيد من عزمنا على التوجّه للأجيال المقبلة حول بيئتهم التي غالبا ما تلقى معاملة سيّئة.
ويتحدّث بيار لوسييه نائب رئيس مؤسسة "يوم الارض" فيؤكّد أن التجمعات والمسيرات للاحتفال بيوم الأرض مهمّة ولكن الأهمّ من ذلك هو الجهد الفردي الذي يبذله كل واحد منّا على صعيد شخصي ويضيف:
جميل أن نجتمع ونحتفل في يوم الأرض ولكن هذه التجمعات بحدّ ذاتها لن تحدث التغيير.
والتغيير يأتي مما يقوم به كل فرد منا ومن ممارساتنا اليوميّة ومن خلال ما يجري يوميّا على أرض الواقع.
وثمّة مقولة معروفة حول البيئة مفادها أن التفكير جماعي والعمل فردي كما يؤكّد كارل ميران مدير عام مؤسّسة ديفيد سوزوكي البيئيّة فرع كيبيك الذي يشير إلى أن زرع الأشجار قد يبدو عملا رمزيا ولكن الأمر أبعد من ذلك. ويكفي أن نعرف أننا نتنشّق يوميا من خلال الشهيق والزفير نحو 20 ألف ليتر من الهواء كما يقول ميران ويضيف بالقول:
هنالك كتاب من تأليف طبيب القلب فرانسوا ريف بعنوان كوكب القلب يشير فيه إلى أن الاشجار المحيطة بنا ليست مهمّة من الناحية الجماليّة فحسب وإنما هي تفرز الأوكسيجين وأوراقها تلتقط الجزيئات الصغيرة و تعمل بمثابة منقي للهواء.
ويأسف كارل ميران لان التمدّد العمراني الزاحف منذ بضعة عقود أدّى إلى تدمير الغطاء الأخضر الذي تشكّله الأشجار .
ويؤكّد على أهمّية إعادة ربط الانظمة البيئيّة فيما بينها وأهمّية زيادة المساحات الخضراء التي تساهم في حماية الصّحة بصورة اساسيّة.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.