” محور الولايات المتحدة الأسيوي ”

تحت عنوان  " محور الولايات المتحدة الأسيوي " علق الخبير في الشؤون الدولية جوسلان كولون في لا بريس على التوجه الأميركي الجديد في السياسة الخارجية . قال :

يقوم  الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا الأسبوع بجولة أسيوية تشمل كلا من اليابان وكوريا الجنوبية والفيليبين وماليزيا وهي مناسبة يؤكد عبرها أوباما  انتقال مركز الثقل الاقتصادي والعسكري الأميركي باتجاه آسيا بالرغم من التوتر في أوروبا الناجم عن الأزمة الأوكرانية ، وهو توجه حتمي وأساسي بالنسبة للولايات المتحدة .

فالأخبار السيئة لا تأتي حاليا من آسيا إنما من القارة الأوروبية وتخومها أي الدول المغاربية والشرق أوسطية . والدبلوماسيون الأميركيون يقومون بجولات مكوكية بين واشنطن وباريس وموسكو والقاهرة بهدف إحياء المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وإخماد  النيران في ليبيا وسوريا وأوكرانيا حاليا .

ويرى كولون أن الدعوت ليعود التركيز الأميركي إلى الوضع في أوروبا سخيفة  وفي غير محلها فمركز الثقل العالمي بات موجودا اليوم في آسيا . والعلاقات التجارية مع دول منطقة أسيا الهادئ تتطور بصورة أسرع من علاقات الولايات المتحدة بأوروبا إلى درجة سعيها إلى عقد اتفاقات تبادل حر وشراكة مع دول آسيا الباسيفيك . وازدهار الولايات المتحدة بات مربوطا بها .

وإذا كان الاقتصاد أحد ركائز هذا المحور فالأمن هو الركيزة الأخرى يقول جوسلان كولون . فبؤر التوتر الأكثر حماومة هي في القارة الآسيوية : النزاع الفلسطيني الإسرائيلي مستمر ، العراق وسوريا غارقتان في النار ، أفغانستان والباكستان تواجهان تمردا شديد العنف . والصراعات ثنائية تتمحور حول امتلاك السلاح النووي : إسرائيل وإيران ، الهند والباكستان ، الصين وتايوان والكوريتان .وتكتمل صورة القلق بصعود قوة الصين الذي يقلق عدة دول بينها اليابان .

ويتابع جوسلان كولون : إن الأميركيين الذين كانوا أسياد المنطقة تلك باتوا يدركون أنهم لم يعودوا وحدهم وهم يبحثون عن كيفية مواجهة هذا الصعود لحماية مصالحهم دون إثارة غضب الصين ما يفسر سياسة حفظ التوازن التي يلعبها أوباما .

وخلافا للوضع السائد في أوروبا لا توجد في آسيا آلية مؤسساتية قارية كما حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تنظم العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية بين الدول الأوروبية . وإنشاء منظمات مماثلة في آسيا سيصطدم حالا بتضارب مصالح تلك الدول فمثلا ما الذي يجمع إيران والهند والصين واليابان ؟

ويخلص الخبير الكندي في الشؤون الدولية جوسلان كولون تحليله في لا بريس :

إذا كانت العلاقات الاقتصادية في أسيا تقوم على قاعدة التعددية ، فالأمن يقوم على مبدأ الانتقائية والولايات المتحدة في صلب هذا النظام . فعلى مر السنين نصف الأسطول الأميركي متواجد على شواطئ القارة وسيزداد عددا مع حلول العام 2020 وهذا مطمئن لكن السؤال : هل الولايات المتحدة تستطيع  وتريد الاضطلع بهذا الدور طويلا نظرا  لمشاكلها المالية وإزاء تنامي قوة الصين ؟استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.