مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي ابو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.
صحيفة لابرس كتبت نقلا عن رئيس الحكومة وزعيم الحزب اللبرالي المحلي في كيبيك فيليب كويار قوله: "حان وقت القرارات الصعبة" وأضافت بأن عهد كويار انطلق.
ورئيس الحكومة انتهز فرصة الاعلان عن تشكيلة حكومته التي تضمّ 26 وزيرا للفت الانتباه إلى الاقتطاعات المقبلة في النفقات العامّة. وقال كويار إنه يقدّم حكومة الاقتصاد والاصلاح.
وفي مقال بقلم طومي شوينار، نقرأ أن 14 من أعضاء الحكومة هم وزراء جدد وليسوا من الطاقم اللبرالي القديم. ويرى كاتب المقال في ذلك رغبة من رئيس الحكومة في التمايز عن سلفه اللبرالي جان شاريه.
ويضيف شوينار في صحيفة لابرس بأن زعيم الحزب الكيبيكي المعارض ستيفان بيدار أكّد على أهمّيّة ترتيب قطاع المال العام وأن من الممكن الحديث عن تشدّد دون الحديث عن تقشّف.
وافردت لابرس صفحة كاملة لأعضاء الحكومة وكتبت نبذة عن كلّ منهم تحت صورة كبيرة تضمّ رئيس الحكومة والوزراء في مقرّ الجمعيّة الوطنيّة في كيبيك العاصمة.
ورأى فانسان ماريسال في مقاله أن رئيس الحكومة الجديد تجنّب ذكر كلمة تقشّف ولكن التقشّف ضروري لإعادة التوازن إلى موازنة كيبيك. وثمة 3 مليارات دولار ينبغي على كويار أن يجدها لهذه الغاية.
من هنا، المهمّة الصعبة المترتّبة على عاتق " الثلاثي الاقتصادي" كما بات يسمّى كل من وزير المال ووزير التنمية الاقتصاديّة ورئيس مجلس الخزينة.
ونقرأ في صحيفة لودوفوار تعليقا بتوقيع برنار ديكوتو ترى فيه الصحيفة أن الحكومة تتّجه نحو تغييرات جذريّة مهمّة تتطلّب التضحيات.
وترى أن برنامج الحكومة طموح وأن رئيس الحكومة الجديد يسعى للتخفيف من حدّة الاجراءات التي سيضطر لاتخاذها لتحقيق التوازن في الموازنة وإعادة الاستقرار إلى قطاع المال العام.
تحت عنوان " الإمبريالية الجديدة " علق فرانسوا بروسو في صحيفة لو دفوار على موقف فلاديمير بوتين ودول الغرب من الأحداث في أوكرانيا . قال :
ليس ضروريا إجراء امتحان نوايا معقد لفلاديمير بوتين لنكتشف نزعته الإمبريالية المتجددة وشهواته للاحتلالات وتهديداته المباشرة للدول المجاورة . وليس ضروريا التعمق في التحليل .إذ يكفي أن نستمع إليه وأن نقرأ تصاريحه ونرى تصرفاته ،لنتأكد من ذلك ، فالأمر واضح جدا .
ويستشهد بروسو بما قاله الرئيس الروسي في مؤتمر صحافي عقده يوم الخميس الفائت في موسكو :" المسألة الأساسية هي ضمان حقوق جنوب شرق روسيا ومصالحه: هذه هي روسيا الجديدة . ففي زمن القياصرة لم تكن مدن كاركوف ولوغانسك ودونتسك وأوديسا تابعة لأوكرانيا وقد تم ضمها إلى أوكرانيا عام 1920 ووحده الله يعلم لماذا . ومن ثم ، ولأسباب مختلفة ضاعت تلك المناطق وبقي سكانها هناك وعلينا أن نساعدهم لإيجاد الحل ". الأمر واضح ، أسود على أبيض .
ويوضح بوتين طموحاته لتوسيع " المدى الحيوي " للأمة الروسية ، ويمنح الجنسية للناطقين بالروسية في مناطق الجوار ، ويسترجع بنوستالجيا مفردات القياصرة ويلمح إلى إعادة ترسيم حدود تضم كل المناطق التاريخية التي أقام فيها الروس ما يذكر بأدولف هتلر ومطالبته بالنمسا ومنطقة السوديت في تشيكوسلوفاكيا عام 1930 .
ويتابع فرانسوا بروسو :
في أقوال بوتين وتصرفاته رغبة ونبرة ومفردات وحتى برنامج تصب كلها في هدف واحد : إستعادة الأراضي الضائعة ، ولو جزئيا ، بعد إذلال التسعينات والكارثة " انهيار الاتحاد السوفياتي الذي شكل أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين " كما أعلن في خطابه الرئاسي عام 2005 .ويرى بروسو أن بوتين يدرك تماما أنه يلعب أوراقه في مواجهة غرب لديه فيه أصدقاء ، أمام غرب منقسم وعاجز وغير قادر على الاتفاق بشأن تقدير أخطار الرد الواجب .
ويتساءل بروسو : ماذا يفعل الغربيون إزاء هذه المأساة ؟ يشجبون وفي أحسن الحالات ينددون . وحلف شمال الأطلسي الواقع في أزمة هوية وقدرات ؟ فالأروبيون لا يريدون التقاتل وفي وشنطن ثمة شيوخ يمينيون مستعدون لإرسال السلاح إلى أوكرانيا مع معرفتهم المسبقة بعدم قدرة أوكرانيا على المواجهة أرسلوا سلاحا أم لم يرسلوا . وأوباما يهتم أكثر بالسياسة الداخلية والأسيوية من اهتمامه بأوروبا المسكينة .
ويختم فرانسوا بروسو تحليله في صحيفة لو دوفوار : الجميع يبدون غير مستعدين وغير قادرين في الوقت الراهن على إيقاف المد الموالي لروسيا قي شرق أوكرانيا ولا حتى إيقاف أحلام بوتين بالثأر والغزو والفتوحات.
ونبقى مع "لو دوفوار" حيث تناول كاتب العمود سيرج تروفو النزاع المسلح الدائر في سوريا في مقال بعنوان "الملك السفيه".
يرى تروفو في مقاله في الصحيفة الصادرة بالفرنسية في مونتريال أن "الحرب الأهلية في سوريا" ستطول. ويقول إنه بعد ثلاث سنوات قتال على إيقاع مروحة من الأعمال الوحشية وبلوغ عدد القتلى 157 ألفاً، ما يجعل من ذلك أسوأ نزاع عالمي في القرن الحادي والعشرين إلى يومنا هذا، ينبئ فتور عزيمة الدول الأجنبية، "كي لا نقول لامبالاتها"، بمستقبل حتى أكثر دموية. ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل، كشف البعض منها يظهر أن وحشية الرئيس السوري بشار الأسد تغذي وحشية التنظيمات الإسلاموية، والعكس بالعكس. ما يعني، بإيجاز، أن المعارضة الرسمية للنظام السوري، المدعومة من الأوروبيين والأميركيين، دون أن ننسى تركيا، واقعة بين المطرقة والسندان، يقول الكاتب.
ويتابع تروفو قائلاً إن عدد عناصر التنظيمات الشيعية المسلحة القادمين في غالبيتهم من لبنان والعراق والذين يقاتلون إلى جانب الجنود النظاميين السوريين يفوق عدد الجهاديين السنة منذ عدة أشهر. وتمكنت هذه الشبكة الشيعية التي يقودها ضباط إيرانيون من تغيير مسار الحرب منتصف العام الماضي بفضل زيادة عدد المقاتلين اللبنانيين والعراقيين المرسلين إلى سوريا. وصب ذلك في مصلحة الرئيس السوري. ويذكر الكاتب بالفتوى التي أصدرها أواخر العام الفائت المرجع الشيعي العراقي آية الله كاظم الحائري، المقيم في مدينة قم في إيران، والتي أجاز فيها القتال في سوريا إلى جانب القوات الموالية للرئيس الأسد "للدفاع عن الإسلام".
أما في الجانب السني، يتابع تروفو، فقد أخرجت المملكة السعودية إلى العلن استياءها من موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما في الملف السوري.
ويمضي الكاتب بالقول إن جنوداً نظاميين سوريين قاموا باستخدام غاز الكلور في مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة خلال الشهر الحالي. ويضيف أنها المرة الثانية، "على الأقل"، التي يتم فيها تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه أوباما في آب (أغسطس) 2012. وماذا كانت ردود الفعل على ذلك؟ لا شيء. أو بالأحرى اللامبالاة التي تستلهم هذه الحرب الأهلية والدينية. وعندما نضيف إلى ذلك أن روسيا استخدمت دوما حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد المبادرات الإنسانية، نرى أن السفاهة أضحت الملاذ الآمن، يختم سيرج تروفو في "لو دوفوار".
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.