تحت عنوان " هل انهارت الدولة الأوكرانية " ، علق الخبير الكندي في الشؤون الدولية جوسلان كولون في لابريس على تطور الأحداث في أوكرانيا . قال :
يتكون لدينا انطباع ونحن نتابع رسائل وكالات الأنباء ، بأن مدن شرق أوكرانيا تسقط بيد المقاتلين الموالين لروسيا بسرعة فائقة كما في لعبة الدومينو . فهل نشهد حاليا إنهيار الدولة الأوكرانية في تلك المنطقة من أراضيها ؟
على كل هذا ما يرشح من أقوال الرئيس المؤقت ألكسندر تورتشينوف الذي أعلن بصورة مباشرة خلال لقائه الحكام المحليين إذ صرح :" سأكون صريحا فالقوات العسكرية غير قادرة على إعادة السيطرة على دونيتسك ولوغانست وإضافة إلى ذلك ، تابع الرئيس الانتقالي ، أظهرت الأحداث عدم تحرك وعجز قوات الأمن وأحيانا خيانتها " . فبحسب رأيه ، فإن عدة وحدات من قوات الأمن تساعد " المنظمات الإرهابية " أو تتعاون معها .
ويرى جوسلان كولون أن فقدان السيطرة على تلك المواقع ، في حال صحته ، لا يمكن أن يكون فقط نتيجة تصرفات عملاء روس تسللوا بين الشعب واتكالهم على بعض الموالين لروسيا لدعم ما يقومون به لنشر الفوضى . سيما وأن طريقة عمل هؤلاء وتحركهم بسيطة ويمكن بالتالي مواجهتها . ويستشهد كولون بما جاء في الغارديان : فعشرات الميليشيويين تمكنوا من احتلال مبنى الإدارة المحلية في لوغانسك التي تعد حوالي نصف مليون نسمة ، وحوالي ثلاثمئة مسلح في دونيتسك التي تعد مليون نسمة يسرحون ويمرحون فيها . وباعتراف حاكم المدينة الموالي للحكومة فإن الانفصاليين ليسوا إلا حفنة من الشعب وأن العملاء الروس قد غادروا المدينة . ويؤكد حاكم المدينة أنه ليس باستطاعة الموالين لروسيا تنظيم الاستفتاء حول استقلال " جمهورياتهم " بحيث أنهم لا يحتلون سوى بضعة مبان " في منطقة يسكنها حوالي مليونين وسبعمئة ألف ناخب وفيها خمسة آلاف قلم اقتراع .
لكن الموالين لروسيا يواصلون احتلال المباني متكلين على تواطئ بعض السكان وهنا يكمن سبب انهيار الدولة الأوكرانية وسلطتها .
ويتابع جوسلان كولون :
لقد نسي زعماء أوكرانيا الجدد وظيفتين أساسيتين للدولة : حماية المواطنين والدفاع عنهم في وجه الاعتداءات الخارجية .ولم تقم الحكومة الجديدة على ما يبدو بأي عمل لبسط سلطتها على المنطقة ولم يقم أي وزير بزيارتها إلا بعد مرور شهر على تشكيل الحكومة . فمناطق الشرق كانت تؤيد الحكومة السابقة وكانت لها تحفظات حول قيام حكومة جديدة موالية لأوروبا وهم يعتبرونها ، عن صواب ، بمثابة انقلاب أيا كانت المبررات التي قدمت لاحقا . وهي فاقدة للشرعية ولم تكن على مستوى حماية مناطق الشرق ولم تظهر اهتماما بأوضاعهم ومصالحهم .
وفي ختام مقاله في لا بريس ، يقول جوسلان كولون : أمس وضع رئيس الحكومة القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى لمواجهة " الغزو الروسي " ولكن ما جدوى هذا التهديد في وقت فشلت فيه الحملة ضد " الإرهابيين " ولم يتظاهر في كييف أكثر من ثلاثة آلاف شخص لدعم الحكومة القائمة ؟ إزاء هذا الواقع ، يخلص جوسلان كولون ، ليس مفاجئا أن الدولة الأوكرانية تبدو وكأنها انهارت .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.