Photo Credit: RCI / راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 04-05-2014

استمعوا

مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع  اعدّها ويقدّمها كل من مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.

نشرت صحيفة "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال في صفحة الآراء رسالة وقّعتها مجموعة من الأشخاص المنتمين إلى "منتديات اندريه نادو"  و"المسيحيين والمسيحيّات من كنيسة كيبيك" ، بمناسبة يوم العمّال الذي يصادف في مطلع شهر أيار مايو.

وتتساءل الرسالة كيف يمكن الحديث عن مجتمع عادل في ظل الفروقات الحادّة في المداخيل بين العمّال وأرباب العمل.

وتنقل عن المركز الكندي للسياسات البديلة أن من بين مائة رب عمل يتقاضون اجورا عالية، فإن ما يجنيه كل واحد منهم لقاء يوم ونصف من العمل يوازي ما يجنيه عامله طوال سنة كاملة.

وعلى مدى 14 سنة ، ما بين عامي 1998 و 2012 ، ارتفعت مداخيل كبار أرباب العمل بنسبة 73 بالمائة في وقت ما زالت مداخيل ثلثي العمّال تراوح مكانها، وتكاد معدّلات تفوق بقليل معدّل التضخّم.

وتندّد الرسالة المنشورة في صحيفة لودوفوار بخطاب أرباب العمل الذين يشتكون دوما من أن أجور عمّالهم مرتفعة وتضيف بأن انتاجيّتهم وعبء العمل هما في ارتفاع مستمرّ.

وترى أن اوضاع العمّال غير المستقرّين في عملهم والذين يعملون بالحد الأدنى للأجور مقلقة أكثر من سواها. وهؤلاء هم غالبا من النساء والشباب والعمّال الأكثر تقدّما في السن.

ويضطر الكثيرون منهم للجوء إلى بنوك الغذاء ويعانون أوضاعا هشّة ويصعب عليهم تأمين حياة لائقة لأسرهم.

ويخلص موقّعو الرسالة في لودوفوار معربين عن قلقهم إزاء حالة الفقر التي يعانيها إخوة لهم وأخوات يجري استغلال طاقتهم في العمل.

وينتهزون مناسبة عيد العمل لإطلاق صرخة تحذير من أجل القضاء على كل ما من شأنه أن يؤدي إلى الفقر و يسبّب عدم التوازن الاجتماعي ويدعون لتحقيق التضامن بين الجميع بدل ذلك.

 

تحت عنوان " المزيد من المحاكمات الصورية " علقت الغلوب أند ميل الواسعة الانتشار على صدور دفعة جديدة من الأحكام بالإعدام بحق أعضاء أو مناصرين للإخوان المسلمين في مصر . قالت :

لم يولد الربيع العربي في مصر ، ولكن يبدو أنه مات فيها . فبعد شهر عن صدور أحكام إعدام بحق خمسمئة وتسعة وعشرين إسلاميا بتهمة قتل ضابط أمن واحد ، أصدرت محكمة مصر الجزائية أحكاما جماعية بإعدام ستمئة وثلاثة وثمانين إسلاميا في أضخم محاكمة جماعية ، ليس في مصر فحسب ، إنما في تاريخ العالم الحديث  .

لقد أظهرت الأشهر القليلة الماضية أن النظام القضائي ليس أكثر من أداة طيعة في يد الدولة الاستبدادية . ذلك أن تلك المحاكمات لا تهدف إلى تحقيق العدالة بقدر ما تهدف إلى زرع الخوف في نفوس الإخوان المسلمين ومطلق من يتجرأ على تحدي سلطة حكام مصر العسكريين . وقد بلغ عدد المتهمين المعتقلين ستة عشر ألفا منذ إزاحة الرئيس السابق محمد مرسي واعتقاله على يد الجيش في تموز – يوليو الفائت .

وتتابع الغلوب أند ميل : ليست هي المرة الأولى التي تقمع فيها الحكومة المصرية المعارضين . فمعاملة جمال عبد الناصر وحسني مبارك للإخوان المسلمين المعارضين معاملة رديئة ليست بحاجة إلى التذكير بها وقد ساهم قمع المعارضين في الخمسينيات والستينيات إلى دفع أيمن الظواهري إلى التطرف والراديكالية وقيام القاعدة .  واليوم أكثر من عشرة آلاف معارض تم سجنهم ، وسوء المعاملة وغياب الإجراءات القضائية العادلة بات يزرع بذور المزيد من العنف في المستقبل .

وترى الغلوب أند ميل أن هذا يجب أن يكون أحد الأسباب التي تدفع زعماء الغرب لتسجيل اعتراضهم على جنوح القضاء المصري صوب الراديكالية .  ولكن ، بدل ذلك ، عقد وزير الخارجية الكندي جون بيرد الأسبوع الماضي " اجتماعا  وديا ومثمرا " مع نظيره المصري في القاهرة .

وتخلص صحيفة الغلوب أند ميل : إن مساءلة تصرفات الحكومة في مصر تقود إلى السجن أو إلى حبل المشنقة فما هي حجج الدول الأخرى لعدم التدخل ؟

وموضوع أحكام الإعدام الجماعية في مصر تناوله أيضاً كاتب العمود في صحيفة "لو دوفوار" سيرج تروفو في مقال بعنوان "إكليل الكوارث".

يقول تروفو إن مصر تتميز كل شهر بما يسميه "بطولة الكوارث". فبعد أن أصدرت سلطاتها القضائية أحكام إعدام بحق نحو 530 من ناشطي جماعة الإخوان المسلمين والمتعاطفين معها، ها هي تصدر أحكام إعدام بحق نحو 700 شخص آخرين، من المنتمين للجماعة والمتعاطفين معها.

يُشار هنا إلى أن محكمة الجنايات في محافظة المنيا في جنوب مصر أصدرت يوم الاثنين أحكاماً بالإعدام بحق 683 شخصاً من مؤيدي الرئيس المصري المعزول القادم من جماعة الإخوان المسلمين، متهمين بقتل وإصابة أفراد من الشرطة والتحريض على ذلك في أحداث عنف وقعت في المنيا في آب (أغسطس) الفائت. والمتهمون ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين أو هم من مناصريها، من بينهم مرشد الجماعة محمد بديع. وخفضت المحكمة عقوبة الإعدام إلى أحكام مؤبدة بالسجن 25 عاماً لـ492 شخصاً من أصل 529 سبق لها أن حكمت عليهم بالإعدام في آذار (مارس) الفائت، فيما ثبتت حكم الإعدام على المتهمين الـ37 الباقين.

ويقول تروفو إن هذه المحاكمات الجماعية في مصر هي، حسب الأمم المتحدة، الأكبر من نوعها في العالم في التاريخ المعاصر، ويصفها بأنها مجموعة من عمليات ليّ ذراع العدالة.

ويرى الكاتب أن هذه المحاكمات تكشف بشكل خاص التغيرات العميقة التي أدخلتها قيادة الجيش المصري على إدارتها للعلاقات مع الإخوان المسلمين. ويضيف أن الرجل القوي الجديد في مصر، المشير عبد الفتاح السيسي، قرر اعتماد الطرق التي استخدمها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وبالتالي التخلي عن تلك التي اتبعها خلفه الرئيس الراحل أنور السادات ومن بعده الرئيس حسني مبارك. فبعد ميل إلى "الوحشية" في حقبة عبد الناصر، دأب السادات على اتباع سياسة العصا والجزرة، فسمح هو وخليفته مبارك للإخوان المسلمين مواصلة أنشطتهم الاجتماعية والاقتصادية والخيرية، كما أذنا لهم بالتقدم لبعض الانتخابات ولكن بأعداد محدودة.

ويمضي تروفو في السياق نفسه فيقول إن السيسي، ومنذ أن أضحت أدوات السلطة بين يديه، اعتمد الأسلوب الخشن العزيز على عبد الناصر وحتى متجاوزاً إياه في مجال العنف. فعبد الناصر أدخل 20 ألف شخص السجن بين عاميْ 1952 و1955، أي في الفترة التي ركز فيها هجومه على الإخوان المسلمين والليبراليين والاشتراكيين. ومنذ تموز (يوليو) الفائت، أي منذ عزل مرسي، دخل 19 ألف شخص السجن، وأصيب 17 ألف شخص بجراح وقُتل 2500 شخص.

ويرى تروفو أن السيسي، وبخلاف أسلافه ومن بينهم عبد الناصر، قرر استخدام كافة الأدوات المتوفرة في الدولة في حربه ضد جماعة الإخوان، مع مطالبته المؤسسة الدينية وكافة وسائل الإعلام وسواها أن تشارك في هذه الحرب ضد الجماعة ومرشدها والرئيس المعزول وكل من لا يذعن لأوامر العسكر. وبذلك يختلف السيسي كثيراً عن مبارك والسادات اللذيْن حرصا على حصر أدوات القمع ضد جماعة الإخوان بأيدي أجهزة الاستخبارات وعدم اتخاذ إجراءات من شأنها أن تثير الاعتراض والخصام ضد المؤسسة العسكرية والقضاء وسواهما، بينما أفعال السيسي على كافة الأصعدة تجعل من المؤكد أن المصالحة السياسية مع الإخوان المسلمين أضحت مستحيلة، يقول الكاتب.

ويخلص سيرج تروفو في "لو دوفوار" قائلاً إنه من المؤكد أن بين التسعة عشر ألف إنسان القابعين في سجون بلد حقوق الإنسان فيه وهم وخيال، سيسمع المئات دعوات الجهاد. وبتعبير آخر لقد أطلقت دعوة أخرى للصخب السياسي.

 

 

فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.