أطفال سوريون في مخيم للاجئين قرب مدينة عرسال في شمال شرق لبنان في كانون الأول (ديسمبر) الفائت

أطفال سوريون في مخيم للاجئين قرب مدينة عرسال في شمال شرق لبنان في كانون الأول (ديسمبر) الفائت
Photo Credit: AFP / أ ف ب

من الصحافة الكندية: اللاجئون السوريون سينجحون في كندا

استمعوا

تناولت الكاتبتان الكنديتان راتنا أوميدفار ودانا فاغنر موضوع اللاجئين السوريين في مقالة بعنوان "لماذا سينجح اللاجئون السوريون في كندا" نُشرت اليوم في صفحة التعليقات في "ذي غلوب أند مايل"، أوسع الصحف الكندية انتشاراً.

تقول مؤلفتا "الهروب والحرية: قصص عن الهروب إلى كندا" (Flight and Freedom: Stories of Escape to Canada) إن الأزمة في سوريا أضحت مرادفاً للحيرة وعدم الوضوح. ممرات إنسانية، مناطق حظر جوي، تسليح المتمردين، ضربات جوية. ما من واحد من بين هذه الخيارات قليل المخاطر. والنتيجة؟ ما من شيء يحصل، تقول الكاتبتان.

لكن إعادة توطين اللاجئين السوريين لا تندرج ضمن الخيارات العالية المخاطر، خصوصاً بالنسبة لكندا، ترى الكاتبتان. فهي خيار لا يحظى فقط بدعم قوي في تعليقات الصحف الكندية، بل له أيضاً نتائج مؤكدة، وذلك بالاستناد إلى تجارب كندا السابقة في إعادة توطين اللاجئين على نطاق واسع وفي حالات الطوارئ.

وتضيف أوميدفار وفاغنر أن لكندا تاريخاً في القيام بذلك بنجاح، وأحياناً بإمكانيات محدودة، كما حدث في النصف قرن الأخير مع الهنغاريين والشيليين والمسلمين الاسماعيليين والجنوب شرق آسيويين والمسلمين البوسنيين وشعب الكارين في بورما. وبالاستناد إلى تاريخنا يمكننا أن نتوقع الكثير، وبثقة عالية، بشأن السوريين في كندا. من المؤكد أن التأقلم الثقافي والصدمة سيكونان الفصل الأول لحياتهم في كندا، لكنهما لن يشكلا القصة بأكملها، تقول الكاتبتان.

وتمضي أوميدفار وفاغنر بالقول إن اللاجئين السوريين عند وصولهم إلى كندا سيملأون، على الأرجح، وظائف يملكون مؤهلات أعلى من التي تتطلبها. والبعض منهم سيجد مع الوقت سبلاً للانتقال إلى مهنهم السابقة، وهذه المرة بشهادات ومؤهلات كندية، فيما سيبرع البعض الآخر في مجالات جديدة عليهم كلياً. وتعطي الكاتبتان كمثال رجلاً وزوجته هربا من إيران مع أطفالهما عام 1982، وكانا يعملان هناك لصالح سلاح البحرية الإيراني. وهنا في كندا تمكن الزوجان من شق طريقهما في قطاع الهندسة.

كما أن اللاجئين السوريين سيأخذون في كندا دروساً في الإنكليزية أو الفرنسية، لغتيْ كندا الرسميتين، أسوة بمن سبقهم إلى هذه البلاد ولم يكن يتحدث أياّ منهما، فدرسها وأتقنها. وبصورة خاصة سيشعر أطفالهم بشكل فوري أنهم كنديون، حتى قبل حصولهم على الجنسية الكندية، وسيتحدثون هذه أو تلك من اللغتين الرسميتين، وربما الاثنتين، بطلاقة وحتى دون لكنة غريبة.

وسيجد اللاجئون السوريون الدعم والمساعدة في أوساط مكونات مجتمعهم الكندي الجديد وجالياته.

وسيقوم اللاجئون السوريون بعد كل ذلك بالعطاء. وتتوقع الكاتبتان الكنديتان في هذا السياق أن يرد السوريون لمجتمعهم الكندي جميله كما يفعل الجميع: كمهندسين، وعاملين في قطاع الصحة، وأهل علم وثقافة، وقياديين، وكمواطنين ملتزمين.

وتختم راتنا أوميدفار ودانا فاغنر بالإشارة إلى أن أوتاوا تعهدت الصيف الفائت باستقبال 1300 لاجئ سوري بحلول نهاية العام الحالي، مبديتين أسفهما لأن عشرة منهم فقط وصلوا إلى كندا قادمين من مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط، كما جاء في تقرير للقسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية قبل شهرين، ومتمنيتيْن أن تقوم كندا بأفضل من ذلك، لاسيما و"أننا بلد يفتخر بسخائه مع اللاجئين".

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.