طائرة تجسّس اميركيّة من طراز يو -2

طائرة تجسّس اميركيّة من طراز يو -2
Photo Credit: AP / لي جين مان / أ ب

هل عادت الحرب الباردة؟

استمعوا

هل عادت الحرب الباردة بين روسيا ودول الغرب؟

سؤال مطروح هذه الأيام في وقت تحتل فيه الأزمة في اوكرانيا حيّزا واسعا من الاهتمامات الدوليّة، دون أن تغيب عنها ملفات أخرى.

فمن الأزمة المستمرّة منذ 3 سنوات في سوريا وكل ما افرزته  المعارك من خراب وقتل وتهجير، إلى المفاوضات الفلسطينيّة الإسرائيليّة التي لم تصل بعد إلى نتيجة، مرورا بالملف النووي الإيراني ، وصولا إلى التهديد المتمثّل في السلاح النووي في كوريا الشماليّة.

الملفات كثيرة ومعقّدة لدرجة ان البعض يرى فيها مؤشّرا على صراع جيوسياسي ينذر بعودة الحرب الباردة.

القسم الانكليزي في تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة تناول الموضوع مع عدد من المحلّلين السياسيين.

تقول جانيس ستاين مديرة معهد منك للشؤون العالميّة إننا لسنا على الإطلاق في الحرب الباردة. ورغم عودة  لاعبين أساسيين، إلا ان الظروف مختلفة تقول ستاين وتضيف:

خلال الحرب الباردة دخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في صراع ايديولوجي عميق ودخلت في مواجهة عن بعد فيما بينها حيثما أمكن. ولكن الأمر مختلف اليوم. ونحن نشهد استعراض عضلات في دول الجوار وروسيا تجاوزت بالفعل كل الحدود.

ويوافق كيث داردن الأستاذ المشارك في الجامعة الأميركيّة في واشنطن هذا الرأي ويرى أن عقارب الساعة عادت إلى الوراء ولم يشهد العالم  منذ ما قبل الحرب العالميّة الثانية عمليات ضم الأراضي وتغيير الحدود بين القوى الكبرى.

أما سامانتا نات المؤسسة والمديرة التنفيذيّة لمنظّمة أطفال الحرب فرع كندا، فترى هي الأخرى أن الصراع الايديولوجي الذي شهدته الحرب الباردة ولّى إلى غير رجعة وأن الديمقراطيات اللبراليّة الرأسماليّة ربحت المعركة ضد الشيوعيّة والاشتراكيّة.

ولكنّها ترى في الخطاب السياسي والاستعدادات العسكريّة والتصعيد ما يقلق لأنه يذكّر بما كان يحصل خلال الحرب الباردة.

ويشير برايان ستيوارت الصحافي السابق في سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة أن ثمّة ما يشبه الحرب الباردة ولكن في ظروف وأطر مختلفة ويضيف:

ثمة طرق جديدة في العمليات العسكريّة ، وقد عادت بعض دول اوروبا إلى ميزان القوى التاريخي. و هنالك تغيير جيوسياسي  وأسئلة كثيرة مطروحة حول القوة الأميركيّة.

والقوة الأميركيّة، يتابع ستيوارت، تخضع لاختبار على أكثر من جبهة وعليها أن تظهر أداء مميّزا لئلاّ نعود إلى ما هو أخطر من الحرب الباردة.

ولكن، ما السبب وراء كل ما يجري في اوكرانيا وأماكن أخرى حول العالم؟

يجيب البروفسور كيث داردن بأن الأسباب عديدة  ويوضح قائلا:

الأمر يعود إلى تنامي قوّة الصين وتراجع قوّة روسيا. وما جرى في شبه جزيرة القرم مردّه إلى عدم قدرة روسيا على التعامل مع ما يجري في اوكرانيا إلاّ من خلال القوّة العسكريّة وضم أراض اوكرانيّة.

والصين من جهتها لم تكن في حالة الستاتي كو ولكنّها كانت عاجزة عن تغيير حدودها كما تفعله اليوم.

وتقول سامنتا  نات مؤسسة منظّمة اطفال الحروب فرع كندا إنه لا بدّ من التفكير في حالة الضعف الأميركيّة في مرحلة ما بعد الركود وتضيف:

خرجت الولايات المتحدة منهكة من الحرب في العراق وأفغانستان ، ما دفع بكل من الصين وايران وروسيا إلى انتهاز الفرصة للإفادة من الوضع.

اضف إلى ذلك أن الاستعدادات كانت تجري منذ فترة بالنسبة لما حدث في شبه جزيرة القرم وفي سوريا وكل تطورات الربيع العربي  وانهيار أنظمة مستبدّة في دول آسيويّة.

ولكن ما مدى خطورة ما نشهده في اكثر من منطقة حول العالم؟

يجيب الصحافي السابق في سي بي سي برايان ستيوارت بأن الجميع ينظر بإمعان ويتابع بدقّة موقف الولايات المتحدة مما يجري من احداث ويضيف بالقول:

في الشرق الأوسط ثمة منافسة شرسة بين السنّة والشيعة لفرض الهيمنة على المنطقة، والصين تسعى لأن تفرض نفسها كقوّة إقليميّة، والموقف الأميركي هنا أيضا تحت الرصد.

فمنذ نحو سنتين، لم تعد اوروبا ولا الشرق الأوسط في اولويّات الرئيس أوباما الذي تحوّل اهتمامه نحو آسيا. وبدأت الولايات المتحدة بسحب قواتها من اوروبا ولكن دون أن نشهد تعزيزا للأمن من قبل الاتحاد الاوروبي.

ويمكن الحديث عن هشاشة في التوجّه الأميركي وليس في التصميم. لكن عزيمة واشنطن تتلاشى بعض الشيء من أزمة إلى أخرى.

يبقى ما أشار إليه المحلّلون من تراجع دور المؤسسات الدوليّة خلال العقدين الماضيين. فقد تراجعت قدرتها على اتخاذ القرارات وأصبحت تفتقر احيانا إلى الموضوعيّة والحياديّة للقيام بعملها.

والحلول الدبلوماسيّة تتطلّب أرضيّة من التفاهم والتوافق ، يمكن للمنظّمات الدوليّة ان توفّرها في حال اجمع الكلّ على انها المرجع الحيادي والأمثل لفض النزاعات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.