Photo Credit: RCI / راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 11-05-2014

استمعوا

مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة مع مي ابو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.

عودة إلى أفغانستان، عنوان مقال وقّعه في صحيفة لابرس  جوسلان كولون مدير شبكة الأبحاث حول عمليّات السلام التابع لجامعة مونتريال.

وفي وقت يكرّم رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر الجنود الكنديين الذين شاركوا في المهمّة الدوليّة  في أفغانستان، كما تقول الصحيفة، يطرح العديد من الكنديين السؤال حول ما قدّمته كندا طوال اثنتي عشرة سنة.

السؤال منطقي ، ويحتّم البحث في الظروف التي أدّت إلى التدخل الدولي  الذي اعقب احداث الحادي عشر من ايلول سبتمبر في الولايات المتحدة.

فقد رفض الطالبان يومها تسليم اسامة بن لادن والمتواطئين معه للأميركيين.

وكان التحالف بقيادة الولايات المتحدة يهدف لشلّ عمل القاعدة وقلب نظام الطالبان وتشكيل حكومة تمثّل الأفغان والتأكّد من أن افغانستان لن تعود قاعدة لانطلاق الإرهاب .

وتضيف لابرس بأن الشق العسكري المتعلّق بمكافحة الإرهاب ما زال مستمرا ،إلى جانب العمل في مجالات السياسة والاقتصاد والتعليم والصحّة.

وقد انفقت عشرات مليارات الدولارات لإخراج افغانستان من حالة التخلّف المزمنة التي كانت سائدة على أكثر من صعيد.

ولم تكن مساهمة كندا قليلة. فقد تعاقب نحو 40 الف جندي كندي على المشاركة في المهمّة ولقي 160 جنديا حتفهم خلالها.

وافادت افغانستان من المساعدات التنمويّة الكنديّة التي فاقت المساعدة المقدّمة لهاييتي.

كما امكن لملايين الأطفال وبخاصة الفتيات، العودة إلى مقاعد الدراسة، وتحسّنت احوال  النساء والأطفال الصحيّة،  وتمّ إنشاء البنى التحتيّة وتشجيع المجتمع المدني ودعمه.

وتؤكّد لابرس ان المجتمع الأفغاني بكل مقوّماته الاثنيّة والدينيّة سيستفيد من الوجود الدولي.

ورغم كل ذلك، فما زالت افغانستان بلدا فقيرا ، وما زالت زراعة الحشيشة التي تشكّل مصدر دخل كبير تتنامى،  وما زال  امراء الحرب أسياد اللعبة السياسيّة.

والبلاد غير مستقرّة والمفاوضات مع الطالبان لم تفلح، وحتى لو تمّ التوصل إلى اتفاق سلام، فالحل مرتبط بالظروف الاقليميّة.

وامام الرئيس المقبل مهمّة صعبة ، والأميركيون باقون في افغانستان لبضع سنوات وسوف يدافعون بشراسة عن طريقتهم في محاربة الإرهاب، التي يتراجع التأييد لها في المنطقة ولدى حلفاء واشنطن على حدّ سواء.

وتختم لابرس مؤكّدة على أهمّيّة دعم افغانستان وإيجاد الحل الكفيل بإخراجها نهائيا من هذا التاريخ المأساوي.

تحت عنوان  " بداية  نهاية " علق سيرج تروفو في صحيفة لو دوفوار على تطور الأوضاع في أوكرانيا . قال :

إتساع رقعة الفوضى في أوكرانيا يشير إلى تطور النزاع وتشابه بعض نواحيه مع  ما جرى في يوغوسلافيا عام اثنين وتسعين . وليس مستبعدا أن يؤدي إلى التقسيم على غرار ما جرى في الفيديرالية اليوغسلافية . والمؤكد أن تشابك الأوضاع السياسية التي تزداد دموية تدفع إلى التخوف من وقوع حرب أهلية أخرى في أوروبا .

فبعد مدن الشرق ، يتابع تروفو ، ها هم الناطقون بالروسية في أوديسا يتواجهون حاليا مع الموالين للنظام القائم في أوكرانيا على قاب قوسين من ترانسنيستريا الواقعة منذ عدة سنوات تحت سيطرة موسكو . وغالبية سكان تلك المنطقة صوتوا عام ألفين وستة لمصلحة الاستقلال ومن ثمة للانضمام لاحقا إلى روسيا . ومع أن هذا الانضمام لم يتحقق قانونيا فقد تحقق عسكريا عبر إرسال موسكو قواتها إلى المنطقة .

وباختصار ، فبين أحداث الشرق وضم القرم وأحداث أوديسا إكتمل التواصل  الجغرافي وطبعا لمصلحة الكرملين .

ويتابع سيرج تروفو : إن تسارع الأحداث السياسية المترافقة دائما مع أعمال عنف يؤكد أيضا أن موسكو تسعى جاهدة لتتحول الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس والعشرين من الجاري إلى فشل ذريع لحكام أوكرانيا المؤقتين . ويخشى بوتين أن تصبح الانتخابات مثالا جيدا للديموقراطية وأن تدعم المعارضين لسياسته القائمة على تركيز السلطة وحصرها وبالتالي إلى الوحشية .

ولتحقيق أهدافه ، يشجع الكرملين إجراء استفتاء في الشرق يهدف إلى استقلالية تلك المنطقة الغنية من البلاد بخاصة في قطاع الموارد المنجمية . وفي حال انتصار هذا المنحى ، وهو أمر شبه مؤكد ، فستفقد الانتخابات الرئاسية شيئا من مصداقيتها .

ويتابع تروفو : أمام هذا الفيض من الأحداث السياسية والحربية ، تجد حكومة كييف ، حكومة الدولة المفلسة ، تجد نفسها عاجزة .

ويختم سيرج تروفو تحليله في لودوفوار : اقترحت حكومة أنجيلا ميركيل قمة ثانية في جنيف تضم دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا ربما لبرمجة بداية نهاية أوكرانيا كما نعرفها الآن .

وإلى "ذي غلوب أند مايل"، أوسع الصحف الكندية انتشاراً، حيث تناولت الكاتبتان الكنديتان راتنا أوميدفار ودانا فاغنر موضوع اللاجئين السوريين في مقالة بعنوان "لماذا سينجح اللاجئون السوريون في كندا".

تقول مؤلفتا "الهروب والحرية: قصص عن الهروب إلى كندا" (Flight and Freedom: Stories of Escape to Canada) إن الأزمة في سوريا أضحت مرادفاً للحيرة وعدم الوضوح. ممرات إنسانية، مناطق حظر جوي، تسليح المتمردين، ضربات جوية. ما من واحد من بين هذه الخيارات قليل المخاطر. والنتيجة؟ ما من شيء يحصل، تقول الكاتبتان.

لكن إعادة توطين اللاجئين السوريين لا تندرج ضمن الخيارات العالية المخاطر، خصوصاً بالنسبة لكندا، ترى الكاتبتان. فهي خيار لا يحظى فقط بدعم قوي في تعليقات الصحف الكندية، بل له أيضاً نتائج مؤكدة، وذلك بالاستناد إلى تجارب كندا السابقة في إعادة توطين اللاجئين على نطاق واسع وفي حالات الطوارئ.

وتضيف أوميدفار وفاغنر أن لكندا تاريخاً في القيام بذلك بنجاح، وأحياناً بإمكانيات محدودة، كما حدث في النصف قرن الأخير مع الهنغاريين والشيليين والمسلمين الاسماعيليين والجنوب شرق آسيويين والمسلمين البوسنيين وشعب الكارين في بورما. وبالاستناد إلى تاريخنا يمكننا أن نتوقع الكثير، وبثقة عالية، بشأن السوريين في كندا. من المؤكد أن التأقلم الثقافي والصدمة سيكونان الفصل الأول لحياتهم في كندا، لكنهما لن يشكلا القصة بأكملها، تقول الكاتبتان.

وتمضي أوميدفار وفاغنر بالقول إن اللاجئين السوريين عند وصولهم إلى كندا سيملأون، على الأرجح، وظائف يملكون مؤهلات أعلى من التي تتطلبها. والبعض منهم سيجد مع الوقت سبلاً للانتقال إلى مهنهم السابقة، وهذه المرة بشهادات ومؤهلات كندية، فيما سيبرع البعض الآخر في مجالات جديدة عليهم كلياً. وتعطي الكاتبتان كمثال رجلاً وزوجته هربا من إيران مع أطفالهما عام 1982، وكانا يعملان هناك لصالح سلاح البحرية الإيراني. وهنا في كندا تمكن الزوجان من شق طريقهما في قطاع الهندسة.

كما أن اللاجئين السوريين سيأخذون في كندا دروساً في الإنكليزية أو الفرنسية، لغتيْ كندا الرسميتين، أسوة بمن سبقهم إلى هذه البلاد ولم يكن يتحدث أياّ منهما، فدرسها وأتقنها. وبصورة خاصة سيشعر أطفالهم بشكل فوري أنهم كنديون، حتى قبل حصولهم على الجنسية الكندية، وسيتحدثون هذه أو تلك من اللغتين الرسميتين، وربما الاثنتين، بطلاقة وحتى دون لكنة غريبة.

وسيجد اللاجئون السوريون الدعم والمساعدة في أوساط مكونات مجتمعهم الكندي الجديد وجالياته.

وسيقوم اللاجئون السوريون بعد كل ذلك بالعطاء. وتتوقع الكاتبتان الكنديتان في هذا السياق أن يرد السوريون لمجتمعهم الكندي جميله كما يفعل الجميع: كمهندسين، وعاملين في قطاع الصحة، وأهل علم وثقافة، وقياديين، وكمواطنين ملتزمين.

وتختم راتنا أوميدفار ودانا فاغنر بالإشارة إلى أن أوتاوا تعهدت الصيف الفائت باستقبال 1300 لاجئ سوري بحلول نهاية العام الحالي، مبديتين أسفهما لأن عشرة منهم فقط وصلوا إلى كندا قادمين من مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط، كما جاء في تقرير للقسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية قبل شهرين، ومتمنيتيْن أن تقوم كندا بأفضل من ذلك، لاسيما و"أننا بلد يفتخر بسخائه مع اللاجئين".

 

 

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.