أسباب تراجع النزعة الاستقلالية في كيبيك

علق رئيس تحرير صحيفة لا بريس أندره برات على مسألة انفصال كيبيك عن الفيديرالية الكندية وموقف جيل الشباب منها . قال :

للسنة الثانية على التوالي فاز سامي كولار المعروف باسم شوغر سامي بجائزة أوليفييه كأفضل فكاهي كيبيكي لهذا العام . وشوغر سامي لم يتورع يوما عن توجيه النقد الساخر واللاذع لدعاة الاستقلال ويقدم عروضه دائما باللغتين الفرنسية والإنكليزية . ولا شك أن شعبية هذا الفكاهي تعكس التغيرات العميقة التي تشهدها مقاطعة كيبيك منذ بضع سنوات .

وثمة مثل آخر على التحول الذي أصاب جيل الشباب الكيبيكي بشأن المسألة الوطنية فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة لودوفوار مؤخرا أن جيل الشباب تخلى عن فكرة الانفصال والسيادة وتخلى كذلك عن تأييد الحزب الكيبيكي الاستقلالي  بحيث أشارت الأرقام إلى أن أربعة وثلاثين بالمئة فقط من الشباب ما بين الثامنة  عشرة والرابعة والعشرين يؤيدون الانفصال مقابل ثلاثة وخمسين بالمئة منهم يعارضونه . كما أن نسبة الكيبيكيين ما دون الخامسة والثلاثين سنة تضع الحزب الكيبيكي في المرتبة الرابعة من التأييد بعد حزب التحالف والحزب الليبيرالي وحزب التضامن .

كيف تعمقت هذه الهوة ، يسأل أندره برات ؟ ويجيب :

إن مشروع الاستقلال ولد من رغبة الكيبيكيين الفرنسيين بوضع حد للتفرقة التي كانوا يعانون منها في مقاطعتهم وسائر المقاطعات الكندية . لكن شباب كيبيك اليوم لم يعودوا يشعرون بهذه التفرقة ولم يعودوا يرون الأبواب تقفل أمامهم جراء كونهم ناطقين بالفرنسية . وفي الستينات والسبعينات ، كان ينظر للاستقلال على كونه الوسيلة الوحيدة لضمان بقاء اللغة الفرنسية بينما كانت الإنكليزية لغة المهيمنين وتشكل خطرا على الكيان ، أما اليوم فبات الشباب يعتبرون الإنكليزية وسيلة تواصلهم مع العالم وتحقيق طموحاتهم .

إضافة إلى ما تقدم يرى أندره برات أن " شرعة القيم الكيبيكية " التي كانت في صلب استراتيجية الحزب الكيبيكي ، أزعجت الكثير من الشباب المونترياليين الذين عايشوا التعددية منذ حضانة الأطفال .

ويتساءل برات في الختام : هل سيتمكن الحزب الكيبيكي من ردم هذه الهوة ؟

لا أحد يعرف سيما وأن الشباب الكيبيكيين وإن كانوا لم يعودوا استقلاليين فهم ليسوا بالضرورة فيديراليين ولا يشعرون بأنهم كنديون . أما بالنسبة إلى مستقبل مقاطعتهم السياسي ، فيبدو أن الشباب لجأوا إلى منطقة بدون هوية وطنية انتمائية ولكن من غير المعقول أن يطول انتظارهم فيها ، يختم أندره برات مقالته في لابريس .استمعوا

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.