أطلقت منظمة العفو الدولية أمس حملتها الجديدة لمكافحة التعذيب ، في شريط فيديو يعرض إحدى حالات التعذيب . وتأتي الحملة في أعقاب إصدار المنظمة تقريرها السنوي الذي يكشف واقعا دوليا مأساويا بتأكيده أن مئة وإحدى وأربعين دولة من مختلف القارات ، بما فيها دول غربية ، ما زالت تمارس التعذيب ، منها تسع وسبعون دولة كانت وقعت على الاتفاقية الدولية لمكافحة التعذيب منذ ثلاثين عاما .
وتتعدد دوافع ممارسة التعذيب وأهدافه ، وليست دائما لحماية الأمن القومي كما تقول الناطقة بلسان منظمة العفو الدولية آن سانت ماري وتضيف :
" هناك اعتقاد سائد ، وبخاصة في الغرب ، بأن الحكومات تمارس التعذيب لحماية الأمن القومي بينما الواقع ، وبعد الاطلاع على تقارير منظمة العفو الدولية المتتالية ، هو أن التعذيب يمارس لإيجاد مذنبين في القضايا الجرمية أو أن الحكومات تعتمده لإسكات المعارضة من صحافيين أو معارضين سياسيين أو سواهم . باختصار يستخدم لإسكات الناس وليس لسحب معلومات منهم ."
ويركز فرع كندا للمنظمة حملته هذا العام لإنقاذ مواطن سعودي نشر آراءه على صفحته الإلكترونية وهو متهم بالإساءة إلى السلطات الدينية وصدر بحقه حكم بالسجن عشر سنوات وتغريمه مبلغ 286 ألف دولار وجلده ألف جلدة وقد يواجه حكم الإعدام في حال اتهامه بالكفر . هو المواطن رئيف بدوي البالغ من العمر تسعة وعشرين عاما وقد لجأت زوجته وأطفاله الثلاثة إلى مدينة شيربروك القريبة من مونتريال بعد حصولهم على تأشيرات لجوء إلى كندا .
تقول زوجته ، إنصاف ، في مقطع من شريط فيديو أنتجته منظمة العفو الدولية :
إزاء هذا الواقع الذي يتكرر الكشف عنه سنة بعد سنة ، ما هو الحل ؟
الناطقة بلسان المنظمة آن سانت ماري تستعرض الخطة التي وضعتها المنظمة والأولويات الواجب اعتمادها :
" أول ما على الدول التي يمارس فيها التعذيب أن تعمله ، إضافة إلى تمكين المعتقل من استشارة طبيب والحصول على محام والتمكن من الاعتراض على اعتقاله ووضع حد للاعتقالات السرية ، هو أن تقوم بالتحقيق عندما تتهم بارتكاب التعذيب . عليها كسر طوق عدم المحاسبة وأن يخضع عناصر الأمن والعسكريون للتحقيق والمعاقبة في حال ثبوت تهمة التعذيب والتعويض عن ضحاياه .
يبقى أن الضغوط على الدول المتهمة بالتعذيب أدت في السنوات الماضية إلى تخلي بعضها عنه لكن الواقع المرير يثبت أن كل الخطط والضغوط والدعوات تبقى حبرا على ورق وصوتا صارخا في البرية في أكثر من دولة عبر العالم .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.