عامل لحام في شاوينيغان في مقاطعة كيبيك (أرشيف)

عامل لحام في شاوينيغان في مقاطعة كيبيك (أرشيف)
Photo Credit: راديو كندا

من الإعلام الكندي: الصورة المشوهة للبطالة

استمعوا

تناول الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون في مدونته على موقع راديو كندا موضوع البطالة في كندا والولايات المتحدة في مقال بعنوان "الصورة المشوهة للبطالة". ويقدم فيليون برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا في مونتريال.

يقول فيليون إن وسائل الإعلام غالباً ما تتناول معدل البطالة، لكن خبراء الاقتصاد يرددون منذ سنوات أن هذا المؤشر غير كامل ولا يعطي صورة صحيحة عن حالة سوق العمل. ويضيف الصحافي الاقتصادي أن مصرف كندا المركزي نشر مؤخراً دراسة تحليلية مفيدة في هذا المجال تؤكد صحة رغبة فريق العمل في البرنامج الاقتصادي التلفزيوني الذي يقدمه بزيادة التركيز على اتجاهات سوق العمل لفترات تتراوح بين ثلاثة أشهر واثني عشر شهراً، وعلى مؤشرات أكثر تبياناً لوضع سوق العمل مثل معدل العمالة ومعدل القوى العاملة.

ويمضي فيليون شارحاً فيذكّر بأن كندا فقدت 430 ألف وظيفة خلال أزمة الركود الكبيرة بين عاميْ 2007 و2009. وبعد ذلك أوجدت سوق العمل الكندية أكثر من مليون وظيفة. وفي الولايات المتحدة قضت الأزمة على 8,7 ملايين وظيفة، وأفاد خبراء الاقتصاد مؤخراً أن سوق العمل الأميركية ستنتهي من تعويض هذه الخسارة بشكل كامل خلال الشهر الحالي.

وبالنسبة لمعدل البطالة في كندا فقد ارتفع من 5,9% في شباط (فبراير) 2008 إلى 8,7% في آب (أغسطس) 2009، ليتراجع إلى 6,9% حالياً. أما في الولايات المتحدة، حيث لا يجري احتساب معدل البطالة تماماً وفق طريقة احتسابه في كندا، فقد ارتفع هذا المعدل من 4,4% في أيار (مايو) 2007 إلى 10% في تشرين الأول (أكتوبر) 2009، ليتراجع إلى 6,3% حالياً.

في نظرة أولى، تفيد هذه الأرقام أن أوضاع سوق العمل عادت تقريباً إلى ما كانت عليه. ولكن مهلاً، فدراسة مصرف كندا المركزي تفيد بأن "انطلاقة أسواق العمل لا تزال غير مكتملة"، يقول فيليون. فخبراء المصرف يرون، بالاستناد إلى سبعة مؤشرات أخرى، معلومات هامة خلف لمعان معدلات البطالة المذكورة، ومن بين هذه المعلومات أن نسب العاطلين عن العمل منذ أكثر من ستة أشهر لا تزال "مرتفعة بشكل غير معتاد"، وهذا ما يُعرف بـ"البطالة الطويلة الأمد"، وأن الكثيرين من العاملين بدوام جزئي يرغبون بالعمل بدوام كامل لكنهم لا يُوفقون بذلك، وأن معدل نمو الرواتب يسير بوتيرة متراجعة، ففي عام 2007 بلغ 3,5% في كندا و4% في الولايات المتحدة، لكنه في العام الفائت تراجع إلى 2,1% في كندا و2% في الولايات المتحدة.

ويتابع فيليون مشيراً إلى أن نحو 20% من العاطلين عن العمل في كندا حالياً يندرجون في إطار البطالة الطويلة الأمد، بينما كانت نسبتهم بحدود 10% في أواخر 2008 وأوائل 2009. أما في الولايات المتحدة فقد ارتفعت نسبتهم من 17% إلى 45% لتتراجع إلى 37% حالياً.

كل هذا يشير إلى وجود تراجع عميق في صحة سوق العمل خلف معدلات البطالة الحالية الجميلة، وهذا التراجع يطال سهولة الحصول على وظائف، ونوعية الوظائف المتوفرة، والرواتب، يقول الصحافي الاقتصادي الكندي.

ومع التغيرات الديمُغرافية الحالية يصبح من المفيد والمناسب أكثر فأكثر التوقف عند معدل القوى العاملة. فهذا المؤشر يعطينا نسبة الأشخاص العاملين والذين يبحثون عن عمل بالنسبة لعدد السكان. وفي كندا بلغ هذا المعدل 66,1% الشهر الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2001.

وهناك مؤشر آخر، وهو معدل العمالة، الذي يعطينا، وفق مؤسسة الإحصاء الكندية، "النسبة المئوية للأشخاص العاملين في أوساط السكان الذين بلغوا سن الخامسة عشرة أو تجاوزوها"، والذي بلغ 61,5% الشهر الماضي.

وهكذا يخلص مصرف كندا المركزي إلى أن معدل البطالة يغالي بعض الشيء في تقييم تحسن سوق العمل في كندا ويبالغ "بشكل واضح" تحسن الوضع في الولايات المتحدة، يختم الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون.

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.