صحيفة الغلوب اند ميل تناولت في تعليقها قضيّة الجزائري محمّد حركات وكتبت تقول إن محكمة كندا العليا اقتربت من تربيع الدائرة في مسألة الشهادات الأمنيّة التي هي شائكة.
ولم يكن بمقدورها أن تفعل ذلك لو لم تعدّل الحكومة إجراء الإبعاد القاسي.
ومحمّد حركات مشتبه بكونه إرهابيا وعنصرا من الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة.
ولا يتمتّع الأشخاص الذين لا يحملون الجنسيّة الكنديّة ، إرهابيين كانوا أم سيّاحا، بالحق المطلق بالعيش في كندا.
وبإمكان الحكومة أن تزجّ في السجن شخصا غير كندي للاشتباه بأنّه يشكّل خطرا على الأمن القومي.
ويتمّ احتجازه بموجب شهادة أمنيّة، بهدف ترحيله. ولكن، ماذا يحصل في حال كان ترحيله غير ممكن؟
تجيب الغلوب اند ميل بالقول إن كندا لا تريد في حالة الجزائري محمّد حركات تكرار الخطأ الذي حصل يوم سمحت للولايات المتحدة بإبعاد ماهر عرار إلى سوريا حيث تعرّض للتعذيب.
ومن المحتمل أن يواجه محمّد حركات خطرا كبيرا في وطنه الأم.
وتشير الصحيفة إلى أن الشهادات الأمنيّة تشكّل استثناء واضحا للقاعدة العامّة القائلة بأن على المحكمة أن مفتوحة للجمهور وأن يكون بإمكان المتّهم الاطّلاع على الشّبهات التي تحوم حوله.
وفي حين يعترف القانون بحماية المخبرين السرّيين، فالمشكلة في حالة محمّد حركات أن القسم الأكبر من المعلومات جاء من مخبرين سرّيين لا يمكن استجوابهم.
ولا يحصل الاشخاص الموقوفون بموجب شهادات أمنيّة إلاّ على ملخّص يخلو من أي معلومات تجد فيها الحكومة خطرا على الأمن القومي.
وقد اعتمدت كندا منذ جلسات محاكمة محمّد حركات وسواه، نموذجا بريطانيّا يقوم على تعيين محام خاص للمشتبه بهم ، يدقّق في جلسات الاستماع المغلقة دون أن يحقّ له إطلاع موكّله على تفاصيلها.
وقد اجمع قضاة المحكمة العليا على أن الشهادات الأمنيّة دستوريّة.
ويبقى محمّد حركات والعديد من أمثاله في الإقامة الجبريّة بأشكال مختلفة، وما من أحد منهم في السّجن.
وربّما أنّهم لن يغادروا كندا أبدا تقول الغلوب اند ميل. وتختم بأن الشهادات الأمنيّة باقية وكذلك المشتبه بهم والارهابيين الذين لا يمكن إبعادهم.
في صحيفة لودفوار كتب سيرج تروفو تحت عنوان مهمّة مستحيلة مقالا تناول فيه الازمة في سوريا ورأى أن الوسيط المحنّك الأخضر الابراهيمي فشل في إقناع اللاعبين بالتعقّل، واستقال من منصبه بعد سنتين من الجهود المضنية.
وجاءت استقالته في وقت افادت فيه الانباء أن الرئيس السوري بشار الأسد لجأ إلى استخدام السلاح الكيمياوي أكثر من مرّة.
ولدى وزير الخارجيّة الفرنسي لوران فابيوس مجموعة من العوامل تؤكّد استخدام غاز الكلور منذ تشرين الاول اكتوبر عام 2012 ضدّ الشعب السوري.
وهذا يعني أن النظام السوري اجتاز الخطّ الأحمر الذي حدّده الرئيس اوباما، ما يدلّ على ثقة النظام بالروابط القائمة بينه وبين روسيا في هذه الحرب الأهليّة التي اوقعت ما يزيد على 150 ألف قتيل.
والعدد كان بحدود 20 ألف قتيل يوم تمّ تعيين الابراهيمي وسيطا في النزاع تقول لودوفوار.
وكان عليه ان يقنع مختلف الأطراف بإظهار مشاعر الانسانيّة كما كان يطالب به الصليب الأحمر ومنظّمة هيومن رايتس ووتش وسواهما.
لكنّ الإبراهيمي اصطدم طوال مهمّته بقساوة الرئيس الأسد البالغة وبالعقبات التي وضعتها روسيّا في وجه الامم المتحدة، وبتردّد الولايات المتّحدة ولا مبالاتها في بعض الأحيان، وبتفتّت المعارضة السوريّة.
وتضيف لودوفوار قائلة إن عدد أطراف المعارضة يوازي عدد الدول العربيّة التي تموّل المقاتلين.
وأفظع ما في ذلك أن المجموعات المسلّحة تتقاتل في ما بينها و تقاتل الجيش السوري.
ويتوافق تدفّق الميليشيات الأجنبيّة مع مصالح الرئيسين الأسد وبوتين،مما جعل مهمّة الأخضر الابراهيمي مستحيلة.
والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يبحث حاليّا عن بديل له.
وتختم لودوفوار مؤكّدة أن كل العوامل المرتبطة بالوضع السوريّ تنذر بأن الأزمة ستطول.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.