صحيفة لودوفوار

صحيفة لودوفوار
Photo Credit: موقع الصحيفة

صحيفة النخبة الفرنسية: لو دوفوار

استمعوا

" إفعل ما يجب فعله " هو شعار صحيفة لو دوفوار ( الواجب باللغة العربية ) الموصوفة بصحيفة النخبة الفرنسية والتي تصدر في مونتريال منذ العام 1910 .

صحيفة النخبة الفرنسية ؟ ربما . ولكن بالتأكيد صحيفة المدافعين عن الوجود الفرنسي في كندا، لغة وثقافة وحضارة ، أو ما يعرف هنا بالوطنيين الفرنسيين ، من مختلف الأوساط والأحزاب والطروحات وليس بالضرورة من دعاة الاستقلال والانفصال ، إذ ثمة شريحة واسعة من الفرنسيين المؤيدين للفيديرالية ، يرفضون المساس بالواقع الفرنسي في مقاطعة كيبيك ويدافعون عنه بشتى الوسائل .

من هؤلاء ، مؤسس الصحيفة هنري بوراسا وكل الذين تعاقبوا على رئاسة تحريرها .

في العاشر من كانون الثاني – يناير ، عام 1908 ، وفي أعقاب استقالته من مجلس النواب الكندي اعتراضا على قرار رئيس الحكومة الكندية يومها ويلفريد لوريي بإرسال قوات كندية لدعم البريطانيين في حربهم في جنوب إفريقيا ، أسس بوراسا مع عدد من الأصدقاء مؤسسة تهدف إلى الترويج للفكر الوطني الفرنسي . ومن ثم ، وإزاء مطالبة الأوساط الفرنسية بصحيفة مستقلة كاثوليكية ووطنية ، تمكن من جمع مبلغ مئة ألف دولار لإطلاق صحيفة لودوفوار من مدينة مونتريال في العاشر من كانون الثاني – يناير عام 1910 .

وتمكن بوراسا ، جراء مواقفه الجريئة في الدفاع عن الوجود الكندي الفرنسي في كندا ومحاربته الفساد من استقطاب عدد من كبار الصحافيين يومها من مثل هومير هيرو وأوليفار أسلان وجول فورنييه .

ومنذ انطلاقها كرست صحيفة لودوفوار نفسها للدفاع عن القضايا الوطنية ومعارضة الهيمنة البريطانية على المقدرات الكندية فتصدت لقرار رئيس الحكومة ويلفريد لورييه بإنشاء قوات بحرية كندية لخدمة المصالح الإمبريالية البريطانية كما عارض بوراسا عام 1917 قرار التجنيد الإجباري الذي كانت الحكومة الفيديرالية تسعى لإقراره للمشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب المستعمر البريطاني فقررت الحكومة منع نشر الصحيفة بصورة مؤقتة ريثما يتم تبني مشروع القرار في مجلس العموم الكندي . لكن تدخل رئيس أساقفة مونتريال  مونسنيور بروشيزي لمصلحة الصحيفة  أرغم الحكومة عن التخلي عن فكرة إقفالها وواصلت الصحيفة معارضتها للتجنيد الإجباري الذي أقر بالرغم من المعارضة في الرابع والعشرين من تموز – يوليو من العام نفسه .

وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ووفاة زوجته ورئيس الحكومة لورييه بدأ بوراسا بالانسحاب من الحياة العامة شيئا فشيئا ليستقيل من رئاسة تحرير لودوفوار عام 1932  ويضعها بين أيدي الصحافيين الأكثر ولاء له . وكان عمد قبل بضع سنوات ، بغية تمكين الصحيفة من المحافظة على استقلاليتها في وجه الأحزاب السياسية المختلفة ، إلى إنشاء بنية إدارية تسمح للمدير العام بامتلاك أكثر من نصف أسهم المؤسسة الناشرة بإدارته واثنين من الصحافيين المقربين منه ، هومير هيرو وجورج بيلتييه مع عدم السماح ببيع تلك الأسهم .

وبعد مرور ثلاث سنوات ، كلف إداريو الصحيفة جورج بيلتييه بإقناع بوراسا بالاستقالة لأنه بات يضر بسمعة الصحيفة في أوساط الكنديين الكاثوليك جراء انتقاده العلاقات المتينة بين الكنيسة وأصحاب رؤوس الأموال ما اضطره إلى الاستقالة مرغما وتسليم الإدارة العامة لصديقه بيلتييه الأكثر ليونة في التعبير عن المواقف السياسية .

وخاضت الصحيفة عدة معارك وواجهت عدة تحديات ومجموعة من الانتقادات إضافة إلى أزمات مالية متعددة ، لكنها لم تحد عن خطها الوطني في الدفاع عن الوجود الفرنسي أيا كان رئيس تحريرها وقد تعاقبت على رئاسة تحريرها مجموعة من رجال الفكر والصحافة أبرزهم ربما كلود رايان النائب والوزير وزعيم الحزب الليبيرالي لاحقا ، وميشال روا والإمرأة الوحيدة التي ترأست التحرير ليز بيسونيت التي تحولت الصحيفة بإدارتها إلى وسيلة إعلامية تدعم الاستقلاليين الانفصاليين .

وتبقى لودوفوار ، إستقلالية وانفصالية كانت أم لا منبرا مسموعا  لكافة المدافعين عن الوجود الفرنسي في قلب القارة الأميركية . وبالرغم من الإصدار المتواضع ، ثمانية وعشرين ألف نسخة في أيام الأسبوع وأربعة وأربعين ألفا كل يوم سبت ، تبقى لودوار صحيفة محترمة ومسموعة الكلمة بين الصحف ذات التوجه السياسي والثقافي وهي عادة ما تعتبر مرجعا إعلاميا وفكريا  مهما في مقاطعة كيبيك ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية .

column-banner-Press-CND-Ar-Draft (3)

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.