تحديات بقاء كيبيك في الفيديرالية الكندية

نشرت صحيفة ذي ناشيونال بوست مقالا لوزير الخارجية الكندي والفرانكوفونية السابق مكسيم بيرنييه حول موقع كيبيك ضمن الفيديرالية الكندية ، قال :

منذ الانتخابات الأخيرة في مقاطعة كيبيك ، كرس الإعلام مساحات واسعة حول مصير الحزب الكيبيكي . لكن ثمة أمرا أكثر أهمية يجب التطرق إليه وهو السؤال : كيف سنسعى نحن الكيبيكيين لاستعادة موقعنا في كندا ؟ واعتقد أن ذلك يتعلق بتغير عميق في موقفنا وسلوكنا .

بداية يجب أن نتفق على هويتنا . فخلال الحملة الانتخابية كرر السياسيون الكيبيكيون أن علينا الدفاع عن هويتنا وقيمنا عبر اعتماد سياسة التخويق : التخويف من المهاجرين والتخويف من الناطقين بالإنكليزية والتخويف من بقية المقاطعات الكندية . والحقيقة هي أنهم يرفضون قبول ما آلت إليه كيبيك حاليا ويصرون على نعت كيبيك بالمجتمع الفرنسي فحسب حيث الفرنسية وحدها هي اللغة التي تحدد هويتنا ، والأمر ببساطة غير صحيح .

ويتابع ماكسيم بيرنييه : إن شريحة واسعة من السكان الناطقين بالإنكليزية تعيش في كيبيك منذ فترة طويلة . وإلا إذا كنت تعتبر أن  أحفاد المستوطنين الفرنسيين الأوائل هم وحدهم الكيبيكيون الأصليون فثمة واقع لا يمكن تجاهله وهو أن الإنكليز جزء من هوية كيبيك منذ مئتين وخمسين عاما وعلينا أن نعترف بذلك ، أن نعترف أن الإنكليز جزء منا ، جزء من تاريخنا ، جزء من ثقافتنا وجزء من هويتنا . علينا أن نعترف أن الإنكليزية ليست لغة غريبة إنما لغة من لغات كيبيك وبالتالي الكف عن محاربتها وتقليص استعمالها عبر سياساةت قمعية .

وإضافة إلى أن تراثنا الفرنسي شكل هويتنا كذلك كانت الإنكليزية والمؤسسات والرموز البريطانية والكندية . وهويتنا تشمل كل ذلك تماما كما أن الواقع الفرنسي يشكل جزأ من هوية سائر الكنديين .

الأمر الثاني الذي يجب تغييره ، يتابع مكسيم بيرنييه ، هو نظرتنا إلى الفيديرالية الكندية على أنها " فيديرالية مفيدة ومربحة "  . فثمة فكرة سائدة في أوساط الكيبيكيين وهي أن الفيديرالية مربحة بقدر ما يمكننا الاستفادة من الأموال التي تمنحنا إياها سائر المقاطعات  الكندية . فكل الحكومات المتعاقبة في كيبيك لوحت بخطر الانفصال للحصول على المزيد من التقديمات المالية وحتى عندما ترسل كندا المزيد من المال ، يعتبر الكيبيكيون أن ذلك غير كاف ويطالبون بالمزيد وفي حال عدم الحصول على المزيد يعتبرون ذلك دليلا على  عدم فائدة النظام الفيديرالي .

وعلينا بالتالي أن نكف عن اعتبار شراكتنا في كندا بطريقة أنانية تتمحور حول المصالح المالية . إن تأكيد موقعنا داخل كندا يعني التزامنا مع سائر شركاء الوطن بتعاون مسؤول لتسيير الأمور بصورة تخدم كل فرد وكافة المناطق .

أما الأمر الثالث الذي يجب تغييره ، يتابع مكسيم بيرنييه فهو إصلاح النظام الفيديرالي الراهن :

لقد طالبنا  نحن الكيبيكيين ، بأن يعترف سائر الكنديين بأننا مجتمع مميز واستعمال هذا التميز في تفسير الدستور . وطالبنا بزيادة عدد نوابنا في البرلمان الكندي بصورة لا يسوغها عدد سكان المقاطعة . وطالبنا بحق الفيتو للتصدي لكل تغيير دستوري . وطالبنا بكل ذلك والسكين على رقابهم : وافقوا أو ننفصل عنكم .

ويتابع بيرنييه : لا أحد يريد إعادة فتح الدستور، ونحن بالواقع لسنا بحاجة إلى فتحه لإصلاح النظام الفيديرالي .  علينا فقط أن نحترمه ، أن نحترم نيات الآباء المؤسسين للكونفيديرالية الذين سعوا إلى لامركزية فيديرالية تتمتع فيها كل المقاطعات بنوع من الحكم  الذاتي .

ويختم مكسيم بيرنييه تحليله المنشور في الناشيونال بوست :

خلال الخمسين عاما الماضية واجهت التاريخ السياسي لكيبيك داخل كندا سلسلة من محاولات فاشلة لتعديل الدستور واستفتاءات خاسرة . وأحد الأسباب الرئيسية لهذا الفشل يكمن في مواقف مضرة وغير واقعية وعلينا بالتالي تغيير موقفنا إذا كنا نريد فعلا  تحقيق المزيد من الحكم الذاتي  والرفاه لكيبيك ضمن الفيديرالية الكندية ، يختم مكسيم بيرنييه استمعوا.

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.