تعرّض مركز إسلامي في مدينة مونتريال لاعتداءات متكرّرة منذ بضعة أسابيع.
واعتقلت الشرطة رجلا في السابعة والأربعين من العمر كان يسعى لإحراق المركز بواسطة قنبلة مولوتوف اطلقها على المبنى.
ومن غير المعروف إن كان مسؤولا عن الاعتداءات السابقة. ومن غير المعروف ما الأسباب وراء هذه الاعتداءات التي تضمّن أحدها رسالة كراهية ضد الإسلام.
وكان جدل قد أثير في مقاطعة كيبيك في الآونة الأخيرة بشأن مشروع القانون حول شرعة القيم الذي قدّمته حكومة الحزب الكيبيكي السابقة.
وقد أثار أحد بنوده المتعلّق بمنع الرموز الدينيّة في القطاع العام انتقادات حادّة. وأثار بعض القلق في أوساط الجاليات المسلمة التي رأى بعض أبنائها أنهم مستهدفون.
فهل الاعتداء على المركز الإسلامي حالة منفردة؟
سؤال طرحه الصحافي في راديو كندا ميشال سي اوجيه في حديث أجراه مع الصحافي الجزائري الكندي لمين فورا، العضو المؤسّس في المؤتمر المغاربي الكيبيكي.
يقول لمين فورا إن المركز الإسلامي الواقع في منطقة روزمون في مونتريال تعرّض في الآونة الأخيرة لعدد من الاعتداءات وتمّ استهدافه بصورة مركّزة.
ووقعت حالات اعتداء أخرى في أنحاء متفرّقة من مقاطعة كيبيك خلال الجدل الذي أثاره مشروع القانون حول شرعة القيم كما يقول لمين فورا الذي يضيف بالقول:
لقد لمسنا في أوساط الجاليات المسلمة بالإجمال ومن خلال تواصلنا مع مسؤولي المساجد والمسلمين الذين يرتادونها، شعورا بالقلق من أن يكونوا مستهدفين وأن تكون المساجد مستهدفة.
ويضيف أن حادثة الاعتداء الأخيرة كان يمكن أن تكون أخطر لأن بعض المصلّين يأتون باكرا إلى المسجد لتأدية صلاة الفجر. وكان محتملا أن يصابوا بأذى من جرّاء الاعتداء بقنبلة المولوتوف على المركز المذكور.
وعن سؤال حول الجدل الذي أثارته شرعة القيم ومخاوف الجاليات المسلمة من أن تكون ضحيّة خطاب حاقد، وما إذا كان الوضع قد تغيّر بعد الانتخابات الأخيرة في كيبيك ، يجيب الصحافي لمين فورا بأن مشاعر الخوف كانت موجودة في أوساط الجالية خلال الحملة الانتخابيّة، ولا سيّما في أوساط الذين يرتدون الرموز الدينيّة.
وتمّ إحصاء بعض حالات الاعتداء كما يقول ويضيف شارحا:
تعرّضت بعض النساء لسوء المعاملة الجسديّة والشفهيّة . وتعرّضت بعض المساجد والمتاجر وأحد الحمّامات للاعتداء.
وساد مناخ من التوتّر منذ شهر أيلول سبتمبر حتى موعد الانتخابات التي جرت في السابع من نيسان ابريل الفائت.
ولكنّ الجاليات المسلمة أدركت أن الشعب قال كلمته في الانتخابات وأنه استبعد مشروع القانون حول الشرعة وفق ما قدّمها الحزب الكيبيكي لأربع سنوات على الأقل.
ويتابع الصحافي لمين فورا فيشير إلى أن مشاعر التوتّر تراجعت. ولكنّه يستحيل محو تبعات الجدل الحاد بين ليلة وضحاها.
ويضيف أن وزيرة الهجرة كاثلين فيل أشارت إلى الأمر في خطاب ألقته لدى تسلّمها منصبها في الحكومة اللبراليّة الجديدة في كيبيك.
وحادثة الاعتداء الأخيرة اثارت القلق يقول لمين فورا ويتابع:
اعتقد أن الجالية ترغب في طيّ صفحة الجدل الصاخب والاهتمام بالمشاكل الحقيقيّة كمسألة الاندماج المهني .
ويتابع فيقول ردّا على سؤال إن المركز الذي تعرّض للاعتداء حديث العهد بالمقارنة مع مساجد ومراكز إسلاميّة أخرى في مونتريال.
ويشير إلى أن مجلس إدارة المركز يضمّ في عضويّته الجزائري عادل شرقاوي .
وللتذكير فالسيّد شرقاوي كان موقوفا بموجب شهادة أمنيّة بين عامي 2003 و2009 لأن أجهزة الاستخبارات الكنديّة كانت تشتبه بانتمائه لشبكة إرهابيّة على علاقة بتنظيم القاعدة.
يقول لمين فورا إن عادل شرقاوي شارك في الجدل حول شرعة القيم ويضيف:
كان شرقاوي من بين منظّمي أولى المظاهرات التي جرت في 14 أيلول سبتمبر الفائت وكانت له مواقف من شرعة القيم.
ووفقا لمعلوماتي، يتابع لمين فورا، تعرّض عادل شرقاوي للتهديد وقدّم شكوى وقد مثل الشخص الذي هدّده أمام المحكمة مؤخّرا.
ويتابع فيشير إلى ان المركز الإسلامي المستهدف هادئ بالإجمال ويقع في منطقة خالية من التوترات. ويستبعد لمين فورا أن تكون حادثة الاعتداء مرتبطة بخطاب المسجد.
ويضيف بأنه لا يريد استباق التحقيق بشأن احتمال وجود علاقة بين الاعتداء وبين انتماء عادل شرقاوي للمركز الإسلامي هذا.
ويضيف مؤكّدا أن اسم عادل شرقاوي عاد إلى الواجهة خلال الجدل بشأن شرعة القيم.
وينفي وجود أي توتّر في الحي الذي يقع فيه المركز الإسلامي. ويستغرب الاعتداءات المتكرّرة التي تعرّض لها منذ فترة.
ويختم الصحافي الجزائري لمين فورا حديثه بالقول إن الجاليات المسلمة ترغب في طيّ الصفحة.
وغالبيّة أبنائها على قناعة بضرورة أن يجري الجدل حول شرعة القيم بكل أبعاده بعيدا عن الخطاب الشعبوي وعن الاعتبارات التي تفرضها المصالح الانتخابيّة.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.