رئيس حكومة كيبك الجديد زعيم الحزب الليبرالي فيليب كويار

رئيس حكومة كيبك الجديد زعيم الحزب الليبرالي فيليب كويار
Photo Credit: الصحافة الكندية / Clément Allard

من الصحافة الكندية: حول سياسة التقشف لحكومة فيليب كويار

استمعوا

تحت عنوان "هل ينجح فيليب كويار" تطرق كاتب العمود آلان دوبوك إلى هذا الموضوع في صحيفة لابرس قائلا:

إن رئيس حكومة مقاطعة كيبك الجديد زعيم الحزب الليبرالي فيليب كويار وفي خطابه الأول أمام الجمعية الوطنية برلمان كيبك أطلق حملة حكومته بشكل رسمي ليس لإلغاء العجز في الموازنة خلال عامين فحسب بل للتصدي للمشاكل البنيوية التي تعيق عمل الدولة في مقاطعة كيبك.

وما لفت النظر نبرة الخطاب المصممة والحازمة.

غير أن الكيبكيين يعلمون جيدا أن حكومات أخرى أعلنت هي أيضا عن إصلاحات في العمق لم تتمكن من إنجازها حسب رغبتها.

كما نعلم أيضا بأن هناك فرقا شاسعا بين التزامات عامة عمومية يتضمنها خطاب أول أمام الجمعية الوطنية برلمان المقاطعة والتطبيق الجدي لهذه السياسات.

إذا لماذا تنجح حكومة كويار حيث فشلت حكومات عديدة أخرى ؟

إن انطباعي، يتابع آلان دوبوك في صحيفة لابرس مقاله، هذه المرة قد تكون هي الصحيحة.

وما يسمح لي بهذا التفاؤل الحذر نوعا ما هو وجود مجموعة من العوامل تلعب لصالح الحكومة الجديدة.

إن الحرب على العجز والجهود لتغيير ثقافة الدولة بهدف العودة لنوع من التوازن بين الموارد والمهام ليست مجرد عمليات مالية أو إدارية، إنها بالحري تصرف سياسي لتحديد طبيعة الإصلاحات المقبولة ومن ثم النجاح في جعلها مقبولة.

وما يصب في صالح فيليب كويار هو أولا نتائج انتخابات السابع من مارس آذار التي جعلته يتزعم حكومة غالبية وبالتالي لا يشكو من هشاشة حكومة رئيسة الحكومة السابقة زعيمة الحزب الكيبكي بولين ماروا. وبما أن كويار اعتمد شعار الجدية لحكومته الجديدة فإن أمامه أربعة أعوام للوصول إلى غايته.

بولين ماروا تعلن استقالتها من زعامة الحزب الكيبكي بعد الفشل في الانتخابات
بولين ماروا تعلن استقالتها من زعامة الحزب الكيبكي بعد الفشل في الانتخابات © الصحافة الكندية /PC/Paul Chiasson

وما يساعد فيليب كويار أيضا هو تكوين الجمعية الوطنية برلمان كيبك، فحزب التحالف من أجل مستقبل كيبك (حزب المعارضة الثانية) بزعامة فرنسوا لوغو ينادي هو أيضا باعتماد الصرامة في الموازنة وباقتناع يفوق اقتناع الحزب الليبرالي ما يعني أنه سيمارس ضغوطا على الحكومة لتصمد على مواقفها.

زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبك فرسنوا لوغو
زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبك فرسنوا لوغو © الصحافة الكندية /Jacques Boissinot

وهذان الحزبان أي الحزب الليبرالي وحزب التحالف من أجل مستقبل كيبك يمثلان ما يقرب من ثلثي الناخبين في كيبك.

وبما أن الأهداف المتعلقة بالموازنة لحكومة الحزب الليبرالي هي التي حددتها الحكومة السابقة فإن المعارضة الرسمية أي معارضة الحزب الكيبكي ستكون في الواقع صعبة.

ولن تصاب حكومة كويار بالشلل على شاكلة الشلل الذي أصاب حكومة جان شاريه الليبرالية السابقة.

يضاف إلى ذلك أن الرأي العام حاليا يدعم مسيرة أو خيار الصرامة لحكومة الحزب الليبرالي ودليل على ذلك أن 77% من المستطلعين في مقاطعة كيبك حسب آخر استطلاع نشر في صحيفة لودوفوار أظهر أنهم مع إلغاء العجز عبر السيطرة على الإنفاق ما يعني أن ضمن المجتمع الكيبكي إحساسا ضميريا بفداحة الوضع وضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات.

غير أن هذا الدعم الذي يشير إلى وجود شهر عسل (بين الناخبين والحكومة) ليس بالضرورة دائما.

فمن جهة لأن استراتيجية الحكومة التي هي على مرحلتين تقوم على ضغوط فورية للنفقات بهدف إلغاء العجز وهي لن تكون حسب دوبوك دون ألم وقد تستتبعها أجواء صعبة كنتيجة حتمية.

ومن جهة ثانية لأن المرحلة الثانية التي تقضي بدراسة البرامج (التي تمولها الدولة) وتحديد الطرق التي يتوجب على الدولة اعتمادها تواجه مقاومة هامة وكبيرة جدا.

إن تغيير ثقافة الدولة كما قال كويار يعني تغيير ثقافة كيبك بمجملها.

إن التحدي الحقيقي يتابع آلان دوبوك مقاله في صحيفة لابرس ليس الخطاب الذي ألقاه كويار في افتتاح أعمال الجمعية الوطنية برلمان كيبك وليس الموازنة المتوقع أن تعلن مطلع شهر يونيو حزيران المقبل بل ما سيجري خلال عام أو عامين مع ما يتبع ذلك من مراجعة للنظام الضريبي وأعمال اللجنة الدائمة لتقييم البرامج.

إن شخصية فيليب كويار ووجهها التحليلي والتصميمي والمنهجي ستساعد في الوصول لهذه الأهداف.

ويختم آلان دوبوك مقاله في صحيفة لابرس بالقول هناك عامل أخير قد يساعد حكومة فيليب كويار على بلوغ أهدافها. السياسيون كما هو حال المواطنين غالبا ما يرجئون لما بعد القرارات المزعجة ولا يتصرفون إلا إذا كانوا مضطرين لذلك أو عندما لا يكون لهم خيار آخر، وهو حاليا الوضع في كيبك.

فئة:اقتصاد، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.