” أوروبا الغاضبة “

تحت عنوان " أوروبا في حالة غضب " علق أندره برات في صحيفة لابريس على نتائج الانتخابات الأوروبية . قال :

لقد أسفرت الانتخابات الأوروبية عن اختراقات مذهلة للأحزاب المعادية للمهاجرين  والمعادية لأوروبا  فقد سبق حزبا الجبهة الوطنية الفرنسي وحزب استقلال المملكة المتحدة البريطاني سبقا الأحزاب التقليدية وحلا في المرتبة الأولى .

 وانتصار تلك الأحزاب المتطرفة كان بمثابة قنبلة سياسية في باريس ولندن . ولكن من الصعب استشراف تأثير هذه النتائج على مناقشات البرلمان الأوروبي ومداولاته  وعلى تطور الاندماج الأوروبي .

لكن فوز الرافضين للاتحاد الأوروبي لم يتحقق في سائر الدول الأوروبية  فقد شهدناه في النمسا والدانمارك ولكن ليس في إسبانيا ولا في اليونان ولا حتى في إيطاليا وقد تراجع في هولندا  ما يعني أن الأحزاب الأوروبية المعتدلة ما زالت تشكل الأكثرية في البرلمان الأوروبي ويبدو أن الناخبين ، وقد بلغت نسبتهم ثلاثة وأربعين بالمئة ، عاقبوا الأحزاب الحاكمة أكثر من معاقبتهم أوروبا . وكان استطلاع للرأي أجري قبل بضعة أسابيع ، أظهر وجود غضب عامر ومنتشر ضد الحكومات القائمة . فواحد وسبعون بالمئة  من الأوروبيين المستطلعين قالوا إنهم لا يثقون بحكومة بلدهم . والاستياء كبير خاصة في الدول التي فرضت إجراءات تقشفية صارمة كما في اليونان وإسبانيا وحتى في ألمانيا حيث الوضع الاقتصادي جيد فغالبية المستطلعين أعربت عن عدم ثقتها بحكومة أنجيلا ميركل .

ويتابع أندره برات في لابريس : الاستياء يشمل الأوروبيين  أكانت حكوماتهم من اليمين أم من اليسار وأيا كانت شخصية الرئيس أو رئيس الحكومة وطريقة حكمه . فإلى أين سيفضي هذا التذمر والاستياء ؟ وهل ينذر باتساع هيمنة الأحزاب المتطرفة ؟

وماذا عن " الحلم الأوروبي " ؟ إن فشل الدستور الأوروبي عام 2005 والأزمة الاقتصادية أوجعت الاتحاد الأوروبي ومع ذلك ففي معظم الدول الأوروبية ما زال الاتحاد يحظى بدعم واسع.

 يبقى أن المؤسسات الأوروبية ليست أكثر شعبية من الحكومات الوطنية فالذين يحكمون في الاتحاد  أو  على رأس  الدول مكروهون بصورة إجمالية وشاملة .

 ويخلص أندره برات مقاله في لابريس متسائلا : هل الاستياء الأوروبي يخفي أزمة أعمق تهدد الديموقراطية اليبيرالية نفسها ؟ إن مستقبل الغرب قد يكون ربما أكثر ظلاما مما نتصور  يختم أندره برات .استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.