الجنرال الكندي روميو دالير في ختام مؤتمر صحافي أعلن خلاله استقالته من مجلس الشيوخ الكندي

الجنرال الكندي روميو دالير في ختام مؤتمر صحافي أعلن خلاله استقالته من مجلس الشيوخ الكندي
Photo Credit: PC / ادريان وايلد / و ص ك

الجنرال روميو دالير: الشأن الدولي يبعده عن مجلس الشيوخ

استمعوا

الجنرال الكندي روميو دالير استقال من مجلس الشيوخ الكندي. وتدخل استقالته حيّز التطبيق في السابع عشر من شهر حزيران يونيو المقبل.

وكان رئيس الحكومة الأسبق بول مارتان قد عيّن الجنرال دالير الذي يبلغ حاليا 67 عاما، عضوا في مجلس الشيوخ في 24 آذار مارس عام 2005.

وبموجب القوانين الكنديّة يمكنه البقاء في منصبه حتى بلوغه سن الخامسة والسبعين.

وشكّل إعلانه مفاجأة لنظرائه في مجلس الشيوخ الكندي وللأوساط السياسيّة والإعلاميّة في كندا.

وتاتي استقالة دالير في الذكرى العشرين على حرب الإبادة التي وقعت في رواندا يوم كان الجنرال الكندي يتولّى قيادة القوات الدوليّة في هذا البلد الإفريقي عام 1994.

وتركت الحرب والمجازر وأعمال القتل مضاعفات نفسيّة على الجنرال الذي آلمه بصورة خاصّة أن الأمم المتحدة لم تسمح بتدمير مخابئ السلاح التي كانت منتشرة في رواندا قبل ثلاثة أشهر على وقوع المجازر.

وقد أوقعت الحرب بين قبائل التوتسي والهوتو نحو مليون قتيل غالبيّتهم من قبيلة التوتسي.

وعانى الجنرال دالير كثيرا من مشاكل نفسيّة مرتبطة بإرهاق ما بعد الصّدمة. وتركت المضاعفات النفسيّة تأثيرها على صحّته.

وأصدر عام 2003 كتابا بعنوان: صافحت الشيطان يتحدّث فيه عن المهمّة في رواندا ووقف على الويلات والمجازر وأعمال القتل التي تركت وقعا مؤلما في نفسه.

وتهيّأ له لفترة من الوقت أن يديه ملطّختان بالدّم. وأغضبه كثيرا عجز الأمم المتحدة عن التصدي للمأساة والحؤول دون وقوع المجازر .

الجنرال دالير تحدّث ظهر اليوم إلى الصحافيين فأشار إلى أن الظروف تحول أحيانا دون تحقيق ما يخطّطه أي منا . وقد أطلع حاكم كندا العام على رغبته في ترك منصبه في مجلس الشيوخ. وأضاف الجنرال دالير قائلا:

السبب يعود بكل بساطة إلى انشغالاتي الكثيرة على الصعيد الدولي وخصوصا بالنسبة لملف الأطفال الجنود حيث لديّ أشخاص يعملون على الأرض.

هذا فضلا عن العمل على تجنّب وقوع الإبادة الذي يعمل فيه بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة وعمله المتعلّق بالأبحاث حول إرهاق ما بعد الصّدمة وملف حلّ الأزمات المرتبط به.

وفي هذا المجال بالتحديد دعته جامعة ساذرن كاليفورنيا في لوس انجلوس للقيام بأبحاث حول الموضوع طوال سنة بأكملها.

أضف إلى ذلك الإعداد لإصدار كتابين حول شؤون مرتبطة بهذه المواضيع يقول الجنرال دالير ويتابع بالقول:

أترك مجلس الشيوخ قناعة مني بأن ثمّة واجبات تستدعيني خارج مجلس الشيوخ وتتطلّب مني المزيد من الوقت. وأصبح بإمكاني تلبية النداء بعد 9 سنوات على تعييني في مجلس الشيوخ حيث قمت بواجبي على ما أعتقد يقول الجنرال دالير.

ويتابع ردا على سؤال فيقول إنه لا يتقاعد عن العمل واستقالته ليست الأولى من نوعها في مجلس الشيوخ ، إذ أنه يمكن إحصاء نحو 200 استقالة على مرّ تاريخ هذه المؤسّسة العريقة.

تسع سنوات في مجلس الشيوخ وست وثلاثون سنة في القوّات المسلّحة، كرّسها الجنرال دالير من حياته لكندا كما يقول. ولديه مسؤوليات تستدعيه على الساحة الدوليّة وفي الامم المتحدة ويضيف:

الملف الوحيد الذي لن أتحوّل عنه هو ملف المحاربين القدامي والمصابين منهم وعائلاتهم وسوف يبقى في صلب اهتماماتي هنا في كندا. ولديّ فريق عمل يعكف عليه.

ويتابع فيقول إن إرهاق ما بعد الصّدمة ليس من العوامل التي دفعته للاستقالة وأنه يترك عملا ليتابع آخر يوازيه لناحية الوقت والجهد المطلوبين.

ويشير إلى أنه تحدّث علنا عن مشكلة الإرهاق منذ عام 1997 وأنه ما زال يعاني المشكلة ويتابع العلاج منذ 14 سنة حتى اليوم.

ويتابع ردا على سؤال حول مجلس الشيوخ الكندي فيقول:

يشهد مجلس الشيوخ سيناريو انتقاليا حيث يسعى الشيوخ أنفسهم لإصلاحه من الداخل ، وهذا أمر لم اعهده لدى تعييني عام 2005.

ويضيف بأن المشاكل التي عاناها مجلس الشيوخ والفضائح التي طاولت بعض أعضائه خرجت إلى العلن. والكل على قناعة بضرورة إجراء إصلاح من الداخل.

ويختم الجنرال الكندي وعضو مجلس الشيوخ روميو دالير مؤتمره الصحافي فيؤكّد مرّة أخرى أنه يعتزم تخصيص وقته للملفات الدوليّة الكثيرة الملحّة على أكثر من صعيد وفي أكثر من منطقة حول العالم.

 

 

 

 

 

 

 

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.