لاجئون سوريون ينتظرون دورهم لتسجيل أسمائهم في مركز للمفوضية العليا للاجئين في طرابلس في شمال لبنان

لاجئون سوريون ينتظرون دورهم لتسجيل أسمائهم في مركز للمفوضية العليا للاجئين في طرابلس في شمال لبنان
Photo Credit: AP / موقع سي بي سي (هيئة الإذاعة الكندية) نقلاً عن أ ب

من الصحافة الكندية: على كندا استقبال المزيد من اللاجئين السوريين

استمعوا

تناولت صحيفة "ذي غلوب أند مايل"، الرصينة والواسعة الانتشار في كندا، مسألة استقبال أوتاوا للاجئين السوريين في مقال بعنوان "كندا تستطيع، ويتوجب عليها، أن تأخذ المزيد من اللاجئين السوريين".

تقول الصحيفة إنه فيما دخلت "الحرب الأهلية" في سوريا سنتها الرابعة، لا تزال نتيجتها النهائية غير معروفة. فمقاتلو الرئيس السوري بشار الأسد والقوات المتمردة واقعون في مأزق. وكذلك هي حال مفاوضات التوصل إلى حل سياسي مع تعطل محادثات "جنيف 2".

وتفتت سوريا إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام وأخرى لسيطرة التنظيمات المسلحة، أو انهيار الدولة السورية بشكل كامل، هما أمران محتملان، ولو أن أياً منهما لا يبدو وشيكاً. لكن هناك أمر نعرفه وبتأكيد، تضيف "ذي غلوب أند مايل"، وهو أن النزاع في سوريا هو أكبر أزمة إنسانية في جيلنا الحالي. فمن أصل 21,4 مليون نسمة، هي عدد سكان سوريا، هناك 9,3 مليون إنسان يحتاجون للمساعدة وفق أرقام الأمم المتحدة. والحرب في سوريا هجرت 2,6 مليون مواطن عن ديارهم، لاسيما إلى البلدان المجاورة، لبنان والأردن والعراق وتركيا. ومن المرجّح أن يرتفع هذا العدد مع حلول نهاية السنة الحالية إلى 4,1 مليون، أي ما يفوق حجم النزوح الناجم عن عملية الإبادة الجماعية في راوندا في تسعينيات القرن الفائت.

وتمضي "ذي غلوب أند مايل" بالقول إنه نظراً لحجم الأزمة يتوجب على كندا أن تقوم بالمزيد في مجال استقبال اللاجئين السوريين، وتذكر بأن أوتاوا تعهدت العام الماضي باستقبال 1300 منهم. وهذا عدد ضئيل برأي الصحيفة التي تضيف أنه من ضمن هذا العدد هناك 1100 شخص سيأتون إلى كندا بموجب كفالات خاصة، فيما تتكفل الحكومة الكندية بالـ200 الباقين وهم من ذوي الأوضاع الإنسانية الصعبة. ولغاية الآن لم يصل من اللاجئين السوريين إلى كندا سوى عدد صغير.

وعن أسباب التباطؤ في استقبال اللاجئين السوريين يقول وزير المواطنة والهجرة الكندي كريس ألكساندر إنها تعود في جزء منها إلى تأخر الأمم المتحدة في البدء بتحديد الحالات الأكثر إلحاحاً وإحالتها إلى أوتاوا، إضافة إلى بروز مصاعب شاقة في المفاوضات المتعلقة بحالات الكفالة الخاصة.

لكن السؤال الأهم بنظر "ذي غلوب أند مايل" هو ما إذا كان استقبال 1300 لاجئ سوري يشكل أفضل ما باستطاعة كندا أن توفره. فقد سبق لكندا أن أظهرت كرماً يفوق هذا بكثير. وتذكر الصحيفة في هذا الصدد أن كندا استقبلت عام 1999 أكثر من خمسة آلاف لاجئ من إقليم كوسوفو، وعام 1992 استقبلت خمسة آلاف لاجئ من البوسنة، وعام 1979 استقبلت أربعة آلاف فييتنامي من لاجئي القوارب.

وبالمقارنة مع الحالات المذكورة يبدو التجاوب الكندي في موضوع اللاجئين السوريين ضئيلاًً، ترى الصحيفة، إضافة إلى أنه غير متجانس مع موقف أوتاوا من الأزمة في سوريا. وهنا تذكر الصحيفة بأن الموقف الكندي ثابت في إدانة انتهاكات القانون الدولي وفي الدعوة لمحاسبة مرتكبي الجرائم بحق المدنيين، وبأن أوتاوا كانت من الضاغطين بهدف التوصل لقرار مجلس الأمن الدولي بإزالة الترسانة الكيميائية السورية، إضافة إلى أنها قدمت مساعدات إنسانية وتنموية بمئات ملايين الدولارات للاجئين السوريين.

هذا الأسبوع يلتقي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، الوزير ألكسندر في أوتاوا، ومن المتوقع أن يطلب منه أن تقوم كندا بالمزيد من أجل اللاجئين السوريين. لكندا القدرة، وعلى الوزير ألكسندر والحكومة الفدرالية أن يجيبا بـ"نعم"، تختم "ذي غلوب أند مايل".

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.