المأساة الإنسانية الناجمة عن النزاع السوري والحرب المستمرة ، أيا كان المسؤول عن تفاقفها ، بلغت حجما مروعا وغير مقبول بكل المعايير ونحن في القرن الحادي والعشرين : فأكثر من مليونين وخمسمئة ألف سوري باتوا مشردين عن ديارهم ولاجئين في دول الجوار ، تركيا والعراق والأردن ولبنان ، ناهيك عن مئات آلاف النازحين في الداخل . وهم يشكلون ، فضلا عن المعاناة الانسانية ، قنبلة مؤقتة قد تنفجر يوما في وجه العالم ، أو قد يستعمل غضبها لأغراض وأهداف سياسية داخل الدول المضيفة .
ورد فعل المجتمع الدولي ليس بعد بحجم المأساة . والاكتفاء بتقديم المساعدات المالية للدول المضيفة حتى تتمكن من استيعاب الوضع المتأزم من شأنه ربما تخفيف المعاناة لكنه غير كاف لاحتوائها وتخفيف مفاعيلها على المدى البعيد إن بالنسبة للاجئين وإن بالنسبة للدول المضيفة .
وكندا في هذا المجال تبدو مقصرة ما دفع بالمفوض الدولي لشؤون اللاجئين ، أنطونيو غوتيريز ، الذي اجتمع أمس بوزير الهجرة الكندي ، إلى الطلب منه باستقبال عدد أكبر من طالبي اللجوء السوريين .
ما هو العدد المطلوب من كندا استقباله ؟ تجيب الصحافية في هيئة الإذاعة الكندية مادلين بلي موران :
بالواقع يقوم المفوض الأعلى للاجئين بجولة عالمية والأرقام غير محددة بالنسبة إلى كندا لكنه يأمل أن يصار إلى استقبال مئة ألف لاجئ سوري خلال السنتين المقبلتين ، في عدة دول في أميركا الشمالية وفي أوروبا ويطالب كندا ، دون توجيه اللوم والانتقاد ، بالمساهمة في هذه الجهود لأن الضغوط هائلة حاليا على الدول المجاورة لسوريا . ويضيف :
" يجب على المجتمع الدولي أن يظهر لتلك الدول أنها ليست متروكة بدون دعم وتضامن وثمة بعدان أساسيا للمساعدة : البعد الأول التعاون الاقتصادي والثاني تقاسم العبء عبر برامج إعادة توزيع اللاجئين .
وكانت كندا تعهدت باستقبال ألف وثلاثمئة لاجئ سوري خلال العام الحالي ولا نعرف بعد كم عدد السوريين الذين تم قبولهم حتى الآن والحكومة لم تعلق بعد على طلب المفوض الأعلى أنطونيو غوتيريز .
من جهتها نددت المعارضة بالتردد الحكومي . يقول النائب الييبيرالي المعارض مارك غارنو :
" يبدو أن الحكومة تريد انتهاج سياسة خارجية قائمة على الاكتفاء بدفع المال ويبدو أنها شديدة التردد تجاه مسألة اللاجئين علما أن ألف وثلاثمئة لاجئ هو عدد ضئيل جدا إزاء حجم المأساة السورية .
يبقى أن كل يوم يمر، يرتفع فيه عدد اللاجئين والنازحين وتتفاقم الأزمة الإنسانية ويزداد حلها تعقيدا .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.