مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة من إعداد وتقديم مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.
تناولت الصحف الكنديّة في تعليقاتها خبر استقالة الجنرال روميو دالير من مجلس الشيوخ الكندي.
صحيفة لودوفوار نشرت عددا من التعليقات حول الموضوع.
وكتب أنطوان روبيتاي يثني على الجنرال دالير الشخصيّة المستقيمة الذي يمثّل اليوتوبيا العسكريّة الكيبيكيّة والكنديّة.
ويقول إن انشغالاته الكثيرة بقضايا دوليّة دفعته للاستقالة من مجلس الشيوخ قبل بلوغه السن القانونيّة.
وويشير روبيتاي إلى أن الجنرال دالير أثنى على مجلس الشيوخ رغم المشاكل التي تعصف به وفضائح الإنفاق غير المبرّر التي طاولت بعض أعضائه.
وهو محقّ في ذلك. ولكنّه يخطئ عندما يقول إن المجلس أساسي للعمليّة التشريعيّة الفدراليّة.
ويرى كاتب المقال أن مجلس العموم يكفي لذلك وهو جدير بدراسة كل مشاريع القوانين ورصد مواقف كافة الأطراف منها. والحاجة ليست ماسّة لمجلس الشيوخ بكلفته الباهظة على خزينة الدولة.
ودوما في صحيفة لودوفوار كتبت ماري فاستيل تقول إن الجنرال دالير لم يستقل ليخلد إلى الراحة. ولديه ملفات كثيرة وملحّة تنتظره على الساحة الدوليّة من بينها ملف الجنود الأطفال وملف الوقاية لتجنّب حصول الإبادة والأبحاث حول أعراض إرهاق ما بعد الصّدمة وما يرتبط به من حلّ النزاعات.
وتضيف ماري فاستيل أن الفضائح التي هزّت مجلس الشيوخ لم تكن وراء قراره بالاستقالة.
وتشير إلى ان اسم دالير برز على الساحة الدوليّة عندما تولّى قيادة القوات الدوليّة في رواندا خلال حرب الإبادة التي وقعت عام 1994.
وتأثّر دالير كثيرا بالويلات التي عاينها، ولأن الأمم المتحدة عجزت عن التصدي للمشكلة ، ما أدى إلى حرب بشعة بين قبائل التوتسي والهوتو راح ضحيّتها نحو من مليون قتيل معظمهم من قبيلة التوتسي.
وترى فاستيل أن استقالة دالير خسارة لمجلس الشيوخ الكندي ولكنّ العالم بأسره سيستفيد من روحه القياديّة ومن خبراته وخدماته كما اجمع على قوله الكثير من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ.
صحيفة الغلوب اند ميل كتبت تشير إلى محطّات مهمّة في حياة الجنرال دالير.
تقول الصحيفة إن الجنرال دالير من مواليد هولندا عام 1946، وبرز على الصّعيد العالمي عندما تولّى قيادة القوات الدوليّة في رواندا خلال حرب الإبادة عام 1994.
ولم يتردّد في الحديث علنا عن المشاكل النفسيّة التي عاناها من جرّاء ذلك وعن إصابته بإرهاق ما بعد الصّدمة الذي ما زال يتعالج منه.
والجنرال دالير من أبرز المدافعين عن المحاربين القدامى في كندا ويتولّى فضلا عن ذلك متابعة ملفّات دوليّة كثيرة ، في طليعتها الحملة لمكافحة تجنيد الأطفال في الحروب.
واصدر عددا من الكتب من بينها كتاب بعنوان صافحت الشيطان وآخر بعنوان يقاتلون كالجنود و يموتون كالأطفال.
وتشير الغلوب اند ميل إلى حادثة سير تعرّض لها الجنرال دالير عام 2013 عندما غلبه النعاس أثناء قيادته سيّارته التي اصطدمت بعامود فوق هضبة البرلمان في اوتاوا.
وقال الجنرال دالير يومها إنه كان يشعر بالتوتّر و بالإرهاق وأصيب بالأرق بعد حادثة انتحار ثلاثة جنود كنديين وأيضا مع اقتراب الذكرى العشرين على حرب رواندا.
وتشير الغلوب اند ميل في الختام إلى أن الجنرال دالير استقال قبل 9 سنوات على بلوغه السن القانونيّة للتقاعد. وأكّد أنه يريد التفرّغ لالتزاماته الدوليّة العديدة التي تتطلّب منه الكثير من الوقت.
ونبقى مع "ذي غلوب أند مايل"، الرصينة والواسعة الانتشار في كندا التي تناولت مسألة استقبال أوتاوا للاجئين السوريين في مقال بعنوان "كندا تستطيع، ويتوجب عليها، أن تأخذ المزيد من اللاجئين السوريين".
تقول الصحيفة إنه فيما دخلت "الحرب الأهلية" في سوريا سنتها الرابعة، لا تزال نتيجتها النهائية غير معروفة. فمقاتلو الرئيس السوري بشار الأسد والقوات المتمردة واقعون في مأزق. وكذلك هي حال مفاوضات التوصل إلى حل سياسي مع تعطل محادثات "جنيف 2".
وتفتت سوريا إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام وأخرى لسيطرة التنظيمات المسلحة، أو انهيار الدولة السورية بشكل كامل، هما أمران محتملان، ولو أن أياً منهما لا يبدو وشيكاً. لكن هناك أمر نعرفه وبتأكيد، تضيف "ذي غلوب أند مايل"، وهو أن النزاع في سوريا هو أكبر أزمة إنسانية في جيلنا الحالي. فمن أصل 21,4 مليون نسمة، هي عدد سكان سوريا، هناك 9,3 مليون إنسان يحتاجون للمساعدة وفق أرقام الأمم المتحدة. والحرب في سوريا هجرت 2,6 مليون مواطن عن ديارهم، لاسيما إلى البلدان المجاورة، لبنان والأردن والعراق وتركيا. ومن المرجّح أن يرتفع هذا العدد مع حلول نهاية السنة الحالية إلى 4,1 مليون، أي ما يفوق حجم النزوح الناجم عن عملية الإبادة الجماعية في راوندا في تسعينيات القرن الفائت.
وتمضي "ذي غلوب أند مايل" بالقول إنه نظراً لحجم الأزمة يتوجب على كندا أن تقوم بالمزيد في مجال استقبال اللاجئين السوريين، وتذكر بأن أوتاوا تعهدت العام الماضي باستقبال 1300 منهم. وهذا عدد ضئيل برأي الصحيفة التي تضيف أنه من ضمن هذا العدد هناك 1100 شخص سيأتون إلى كندا بموجب كفالات خاصة، فيما تتكفل الحكومة الكندية بالـ200 الباقين وهم من ذوي الأوضاع الإنسانية الصعبة. ولغاية الآن لم يصل من اللاجئين السوريين إلى كندا سوى عدد صغير.
وعن أسباب التباطؤ في استقبال اللاجئين السوريين يقول وزير المواطنة والهجرة الكندي كريس ألكساندر إنها تعود في جزء منها إلى تأخر الأمم المتحدة في البدء بتحديد الحالات الأكثر إلحاحاً وإحالتها إلى أوتاوا، إضافة إلى بروز مصاعب شاقة في المفاوضات المتعلقة بحالات الكفالة الخاصة.
لكن السؤال الأهم بنظر "ذي غلوب أند مايل" هو ما إذا كان استقبال 1300 لاجئ سوري يشكل أفضل ما باستطاعة كندا أن توفره. فقد سبق لكندا أن أظهرت كرماً يفوق هذا بكثير. وتذكر الصحيفة في هذا الصدد أن كندا استقبلت عام 1999 أكثر من خمسة آلاف لاجئ من إقليم كوسوفو، وعام 1992 استقبلت خمسة آلاف لاجئ من البوسنة، وعام 1979 استقبلت أربعة آلاف فييتنامي من لاجئي القوارب.
وبالمقارنة مع الحالات المذكورة يبدو التجاوب الكندي في موضوع اللاجئين السوريين ضئيلاًً، ترى الصحيفة، إضافة إلى أنه غير متجانس مع موقف أوتاوا من الأزمة في سوريا. وهنا تذكر الصحيفة بأن الموقف الكندي ثابت في إدانة انتهاكات القانون الدولي وفي الدعوة لمحاسبة مرتكبي الجرائم بحق المدنيين، وبأن أوتاوا كانت من الضاغطين بهدف التوصل لقرار مجلس الأمن الدولي بإزالة الترسانة الكيميائية السورية، إضافة إلى أنها قدمت مساعدات إنسانية وتنموية بمئات ملايين الدولارات للاجئين السوريين.
هذا الأسبوع يلتقي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، الوزير ألكسندر في أوتاوا، ومن المتوقع أن يطلب منه أن تقوم كندا بالمزيد من أجل اللاجئين السوريين. لكندا القدرة، وعلى الوزير ألكسندر والحكومة الفدرالية أن يجيبا بـ"نعم"، تختم "ذي غلوب أند مايل".
تحت عنوان " أوروبا في حالة غضب " علق أندره برات في صحيفة لابريس على نتائج الانتخابات الأوروبية . قال :
لقد أسفرت الانتخابات الأوروبية عن اختراقات مذهلة للأحزاب المعادية للمهاجرين والمعادية لأوروبا فقد سبق حزبا الجبهة الوطنية الفرنسي وحزب استقلال المملكة المتحدة البريطاني سبقا الأحزاب التقليدية وحلا في المرتبة الأولى .
وانتصار تلك الأحزاب المتطرفة كان بمثابة قنبلة سياسية في باريس ولندن . ولكن من الصعب استشراف تأثير هذه النتائج على مناقشات البرلمان الأوروبي ومداولاته وعلى تطور الاندماج الأوروبي .
لكن فوز الرافضين للاتحاد الأوروبي لم يتحقق في سائر الدول الأوروبية فقد شهدناه في النمسا والدانمارك ولكن ليس في إسبانيا ولا في اليونان ولا حتى في إيطاليا وقد تراجع في هولندا ما يعني أن الأحزاب الأوروبية المعتدلة ما زالت تشكل الأكثرية في البرلمان الأوروبي ويبدو أن الناخبين ، وقد بلغت نسبتهم ثلاثة وأربعين بالمئة ، عاقبوا الأحزاب الحاكمة أكثر من معاقبتهم أوروبا . وكان استطلاع للرأي أجري قبل بضعة أسابيع ، أظهر وجود غضب عامر ومنتشر ضد الحكومات القائمة . فواحد وسبعون بالمئة من الأوروبيين المستطلعين قالوا إنهم لا يثقون بحكومة بلدهم . والاستياء كبير خاصة في الدول التي فرضت إجراءات تقشفية صارمة كما في اليونان وإسبانيا وحتى في ألمانيا حيث الوضع الاقتصادي جيد فغالبية المستطلعين أعربت عن عدم ثقتها بحكومة أنجيلا ميركل .
ويتابع أندره برات في لابريس : الاستياء يشمل الأوروبيين أكانت حكوماتهم من اليمين أم من اليسار وأيا كانت شخصية الرئيس أو رئيس الحكومة وطريقة حكمه . فإلى أين سيفضي هذا التذمر والاستياء ؟ وهل ينذر باتساع هيمنة الأحزاب المتطرفة ؟
وماذا عن " الحلم الأوروبي " ؟ إن فشل الدستور الأوروبي عام 2005 والأزمة الاقتصادية أوجعت الاتحاد الأوروبي ومع ذلك ففي معظم الدول الأوروبية ما زال الاتحاد يحظى بدعم واسع.
يبقى أن المؤسسات الأوروبية ليست أكثر شعبية من الحكومات الوطنية فالذين يحكمون في الاتحاد أو على رأس الدول مكروهون بصورة إجمالية وشاملة .
ويخلص أندره برات مقاله في لابريس متسائلا : هل الاستياء الأوروبي يخفي أزمة أعمق تهدد الديموقراطية اليبيرالية نفسها ؟ إن مستقبل الغرب قد يكون ربما أكثر ظلاما مما نتصور يختم أندره برات.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.