الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس يدليان بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية أمس في مركز اقتراع في دمشق

الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس يدليان بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية أمس في مركز اقتراع في دمشق
Photo Credit: راديو كندا / رويترز نقلاً عن وكالة سانا السورية الرسمية

من الصحافة الكندية: “العذاب السوري”

استمعوا

تناول اليوم كاتب العمود في صحيفة "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال سيرج تروفو الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس في سوريا في مقال بعنوان "العذاب السوري".

يقول تروفو إن ما أظهرته الصور التي أخذها صحافيون مؤخراً في قلب مدينة حمص يتجاوز كل قدرة على الفهم، إذ يخال المرء أنه أمام أنقاض مدينة درسدن الألمانية في شباط (فبراير) 1945. وعندما ننظر إلى الدمار الذي حل بهذه المدينة في وسط غرب سوريا نفهم بشكل أفضل قول الكاتب السوري المعارض ميشال كيلو "كما لو أن هتلر قام بتنظيم انتخابات عام 1944"، في حديثه مع صحيفة "لو موند" الفرنسية تعليقاً على إجراء نظام الرئيس بشار الأسد انتخابات رئاسية في سوريا حالياً، يقول تروفو.

"وفي هذا الفصل الجديد من المأساة السورية" التي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 150 ألف شخص وتسببت بتهجير ثلاثة ملايين سوري خارج حدود الوطن وستة ملايين آخرين داخلها، يتابع تروفو متناولاً الانتخابات الرئاسية، تجتمع كل السمات المتصلة بالخساسة والسادية والهذيان، أو حتى بـ"المهزلة المأساوية" كما وصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الانتخابات التي أجراها نظام الأسد. فالدعوة وُجهت للسوريين للاقتراع فيما بلدهم على صورة حمص، مدمر! مدمر وفي حالة فقر أرجعته 40 عاماً إلى الوراء، يقول تروفو.

ويتابع كاتب العمود في "لو دوفوار" قائلاً إن الأسد بتنظيمه هذه الانتخابات بعد ولايتين رئاسيتين متتاليتين له يبعث بداية برسالة للجميع يفهمهم فيها أنه يطمح للبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة. وللأسرة الدولية رسالة الرئيس السوري، حسب كيلو، هي دعوتها لنسيان "كل أمل بانتقال ديمقراطي (للسلطة)" وأن الحل الوحيد للنزاع في سوريا هو الحل الذي يقدمه نظامه، يقول تروفو. وما طبيعة هذا الحل؟ رفض الأسد لكل اتفاق سلام، كما يشهد على ذلك تعاطيه مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، الذي استقال من مهمته الشهر الماضي، يرى تروفو، وبمعنى آخر تحصين نظام الأسد نفسه والدفاع عما بات يُعرف بـ"سوريا المفيدة"، يضيف الكاتب مستشهداً بكلام لدبلوماسي فرنسي.

ومن بين الخطوات التي تصب في هذا الاتجاه، يرى تروفو، إرسال دول غير مشهود لها بديمقراطيتها الراسخة مندوبين لمراقبة الانتخابات الرئاسية السورية، مثل إيران وروسيا وأوغندا وفنزويلا وطاجيكستان. باختصار، سخر الأسد مرة جديدة من شعبه، يقول الكاتب. ويمكن القول إن ما يساعده في ذلك هو الدعم الثابت الذي يحصل عليه من إيران وروسيا وتنظيم "حزب الله" الشيعي في لبنان، فهم يقيمون معاً جبهة أكثر اتحاداً بأشواط كبيرة من المعارضة السورية المنقسمة بين علمانيين وجهاديين من السنة، يرى سيرج تروفو في "لو دوفوار".

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.