مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة مع مي ابوصعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني
تحت عنوان : " معقل صغير للإسلاموفوبيا " علقت كاتبة العامود في صحيفة لابريس ليزيان غانيون على نتائج الانتخابات الأوروبية الأخيرة ، وتحديدا في الدانمارك . قالت :
الدانمارك كانت الدولة الوحيدة مع فرنسا وبريطانيا التي انتخبت غالبية من النواب الرافضين للاتحاد الأوروبي والمعادين للمهاجرين المسلمين والروم .الدانمارك ؟؟ تلك الدولة الصغيرة الوديعة والتقدمية ومثيرة إعجاب محبي الطبيعة وركوب الدراجات الهوائية ؟ الدانمارك التي حمت اليهود خلال الاحتلال النازي أكثر من أية دولة أوروبية ؟ الدانمارك التي حذر ملكها كريستيان العاشر الألمان بأنه سيكون أول من يرتدي النجمة الصفراء إذا قرر المحتلون فرض ارتدائها على مواطنيه اليهود ؟
لكن زمن البطولات تلك ولى ، تقول ليزيان غانيون . فمنذ مطلع القرن الحالي لم يتوقف حزب المعارضة اليميني المتطرف من تحقيق مكاسب انتخابية ، ونوابه اليوم يشكلون اثني عشر بالمئة من البرلمان الوطني .
وعلى غرار الجبهة الوطنية الفرنسية يجني أصواته من صفوف اليسار الديموقراطي واليمين التقليدي . وتمكن من إرغام حكومة الائتلاف الوطني في كوبنهاغن على اعتماد سياسة هجرة أكثر تصلبا . فقوانين جمع شمل العائلات الدانماركي هي أكثر القوانين الأوروبية تشددا وثمة معايير متشددة بالنسبة إلى السن وقابلية التأقلم . أما في مجال استقبال اللاجئين ، فالدانمارك حصلت على أسوأ علامة من الأمم المتحدة بالمقارنة مع سائر الدول المتطورة . ووحدهم اللاجئون القادرون على إثبات قدرتهم على " المساهمة في تطوير المجتمع الدانماركي " تقبل طلباتهم .
وتتابع ليزيان غانيون في لابريس : هنا تطهر الحواجز المقامة في وجه اللاجئين السوريين والأفغان والسودانيين وهم طبعا لا يتحدثون اللغة الدانمركية وشهادات دراساتهم ضاعت في معمعمة الحروب . وأصلا ، وخلافا لما هو مطلوب من المهاجرين الذين تم اختيارهم ، ليس عليهم " المساهمة " في الدولة المضيفة . أبناؤهم قادرون على ذلك وربما هم أيضا بعد مرور سنوات الاندماج والتأقلم . إن استقبال اللاجئين عمل ينم عن كرم دولي ولا يهدف إلى مردود اقتصادي .
وتذكّر ليزيان غانيون أن فضيحة رسوم النبي الكاريكاتورية اندلعت من الدانمارك عام 2005 . وحتى أكثر المدافعين عن حرية الإعلام لا يمكنهم إنكار كونها تحريضا متعمدا في ظل تنامي المشاعر المعادية للمهاجرين .
وتخلص ليزيان غانيون مقالتها بالقول : طبعا ليس من أوجه شبه بين الهجرة المسلمة والأقلية اليهودية التي أنقذها الشعب الدانماركي ولكن كيف يمكن فهم أن الإسلاموفوبيا في الدانمارك أقوى بكثير منها في الدول المماثلة في أوروبا الغربية؟
صحيفة الغلوب اند ميل نشرت تعليقا بقلم ستيفن سيدمان يتناول فيه مسألة إطلاق سراح جندي أميركي مقابل 5 من عناصر الطلبان.
تقول الصحيفة إن إطلاق سراح الجندي بوو بيرغدال أثار الجدل في الولايات المتحدة. وثمة من انتقد إدارة الرئيس اوباما ومن بينهم السناتور جون ماكين كان هو نفسه يدافع قبل أشهر عن عمليّة تبادل الأسرى.
وتستعرض الصحيفة مجموعة من النقاط حول عمليّة التبادل. وتشير أولا إلى المخاوف من احتمال عودة عناصر الطالبان الذين أُطلق سراحهم للقتال.
والاحتمال وارد كما تقول، ولكن التقارير تشير إلى أن 29 بالمائة من معتقلي غوانتانامو عادوا للقتال ضد الولايات المتحدة والحلفاء بعد خروجهم من المعتقل.
وتتساءل الغلوب اند ميل إن كانت النسبة مرتفعة أم متدنيّة وتضيف أنها متدنيّة.
وللمقارنة، فإن ثلثي الأشخاص الذين يخرجون من السجن في الولايات المتحدة يرتكبون جرائم في غضون 3 سنوات من إطلاق سراحهم.
وترى الصحيفة أن الخطر الذي يمثّله عناصر الطالبان الخمسة المطلق سراحهم ليس ذي أهميّة في سياق ما جرى خلال الحرب في أفغانستان.
و النقطة الثانية تتمحور حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تفاوضت مع إرهابيين لإطلاق سراح الجندي.
تجيب الصحيفة بأن واشنطن لا تصنّف الطالبان على لائحة الإرهاب لأنهم لا يستهدفون المصالح الأميركيّة خارج إطار "الحرب الأهليّة" في أفغانستان.
والنقطة الثالثة : هل إطلاق سراحهم يشجّع البعض على خطف المزيد من السجناء الأميركيين؟ تجيب الصحيفة مشكّكة بذلك خصوصا أن الولايات المتحدة أبدت اهتماما كبيرا بإعادتهم.
والنقطة الرابعة والأخيرة تدور حول الجندي الأميركي بيرغدال الذي قيل إنه ربّما فرّ من الخدمة. ولكنه لم يحدث في السابق أن طُرح السؤال حول خلفيّة من نسعى لإطلاق سراحهم تقول الصحيفة.
وأخيرا، قد يكون الرئيس اوباما تجاوز صلاحيّته لأن الكونغرس الأميركي فرض قيودا بشأن إطلاق سراح معتقلي غوانتانامو.
وهذه النقطة هي الوحيدة التي قد تبرّر التوجّس من إطلاق سراحهم.
ويخلص ستيفن سيدمن في الغلوب اند ميل إلى القول إن عمليّة التبادل طبيعيّة في المراحل النهائيّة من الحرب. ولكنّها شكّلت فرصة لخصوم الرئيس اوباما لانتقاد ضعف سياسته الخارجيّة. وثمّة أسباب لانتقاده ولكنّ عمليّة تبادل الأسرى ليست واحدا منها.
وإلى "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال حيث تناول كاتب العمود سيرج تروفو الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الثلاثاء في سوريا في مقال بعنوان "العذاب السوري".
يقول تروفو إن ما أظهرته الصور التي أخذها صحافيون مؤخراً في قلب مدينة حمص يتجاوز كل قدرة على الفهم، إذ يخال المرء أنه أمام أنقاض مدينة درسدن الألمانية في شباط (فبراير) 1945. وعندما ننظر إلى الدمار الذي حل بهذه المدينة في وسط غرب سوريا نفهم بشكل أفضل قول الكاتب السوري المعارض ميشال كيلو "كما لو أن هتلر قام بتنظيم انتخابات عام 1944"، في حديثه مع صحيفة "لو موند" الفرنسية تعليقاً على إجراء نظام الرئيس بشار الأسد انتخابات رئاسية في سوريا حالياً، يقول تروفو.
"وفي هذا الفصل الجديد من المأساة السورية" التي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 150 ألف شخص وتسببت بتهجير ثلاثة ملايين سوري خارج حدود الوطن وستة ملايين آخرين داخلها، يتابع تروفو متناولاً الانتخابات الرئاسية، تجتمع كل السمات المتصلة بالخساسة والسادية والهذيان، أو حتى بـ"المهزلة المأساوية" كما وصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الانتخابات التي أجراها نظام الأسد. فالدعوة وُجهت للسوريين للاقتراع فيما بلدهم على صورة حمص، مدمر! مدمر وفي حالة فقر أرجعته 40 عاماً إلى الوراء، يقول تروفو.
ويتابع كاتب العمود في "لو دوفوار" قائلاً إن الأسد بتنظيمه هذه الانتخابات بعد ولايتين رئاسيتين متتاليتين له يبعث بداية برسالة للجميع يفهمهم فيها أنه يطمح للبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة. وللأسرة الدولية رسالة الرئيس السوري، حسب كيلو، هي دعوتها لنسيان "كل أمل بانتقال ديمقراطي (للسلطة)" وأن الحل الوحيد للنزاع في سوريا هو الحل الذي يقدمه نظامه، يقول تروفو. وما طبيعة هذا الحل؟ رفض الأسد لكل اتفاق سلام، كما يشهد على ذلك تعاطيه مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، الذي استقال من مهمته الشهر الماضي، يرى تروفو، وبمعنى آخر تحصين نظام الأسد نفسه والدفاع عما بات يُعرف بـ"سوريا المفيدة"، يضيف الكاتب مستشهداً بكلام لدبلوماسي فرنسي.
ومن بين الخطوات التي تصب في هذا الاتجاه، يرى تروفو، إرسال دول غير مشهود لها بديمقراطيتها الراسخة مندوبين لمراقبة الانتخابات الرئاسية السورية، مثل إيران وروسيا وأوغندا وفنزويلا وطاجيكستان. باختصار، سخر الأسد مرة جديدة من شعبه، يقول الكاتب. ويمكن القول إن ما يساعده في ذلك هو الدعم الثابت الذي يحصل عليه من إيران وروسيا وتنظيم "حزب الله" الشيعي في لبنان، فهم يقيمون معاً جبهة أكثر اتحاداً بأشواط كبيرة من المعارضة السورية المنقسمة بين علمانيين وجهاديين من السنة، يرى سيرج تروفو في "لو دوفوار".
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.