علق الخبير الخبير الكندي في شؤون السياسة الدولية جوسلان كولون في صحيفة لابريس على تدهور الأوضاع العسكرية في العراق . قال :
لم يعرف العراق أسبوعا واحدا من السلم منذ الغزو المجرم عام 2003 الذي أقره الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ورئيس الحكومة البريطانية يومها طوني بلير والذي تسبب بسقوط مئتي ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين . والحكومة التي وضعها الأميركيون والبريطانيون سرعان ما أثارت معارضة دموية مستمرة .
ومنذ بضعة أيام ، يتابع جوسلان كولون ، تمكنت مجموعة مسلحة كانت شبه مجهولة منذ سنة من جمع جيش من المقاتلين بعدد كبير بات قادرا على تهديد النظام في بغداد مباشرة ، بعد احتلاله الموصل ومدن أخرى في شمال العراق وغربه وبات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام آخر تجسيد لصراع المنظمات الإرهابية المتقاتلة في العراق وسوريا .
المنظمة نشأت في العراق أولا كفرع للقاعدة وانتقلت من ثمة لمحاربة النظام السوري وتحالفت مع جبهة النصرة ، أقوى التنظيمات المقاتلة في سوريا . وسرعان ما انفصلت عن القاعدة وانقلبت على النصرة لتتحول إلى أقوى مجموعة إرهابية في العالم .
ويرى جوسلان كولون أنه من التبسيط اعتبار داعش المسؤولة الوحيدة عما يجري حاليا في المنطقة وتجاهل عوامل أكثر عمقا وأهمية وهي عوامل داخلية وخارجية . فمنذ سقوط صدام حسين شعرت الأقلية السنية بأنها باتت مهمشة ورئيس الحكومة منذ العام 2006 ، نوري المالكي ، يستأثر أكثر فأكثر بالسلطة ولم يقم بأية خطوة لتطمين السنة الذين قادوا أولى المواجهات ضد المحتلين البريطانيين والأميركيين وباتوا اليوم في ثورة ضد النظام واضطروا إلى عقد تحالف ظرفي مع الدولة الإسلامية .
أما على الصعيد الخارجي ، يتابع كولون ، فالقوى الإقليمية والدولية تلعب دورا مؤذيا وشريرا . ومعروف أن الدولة الإسلامية تتلقى دعما غير رسمي من تركيا وأموالا طائلة من أثرياء دول الخليج . وعمل الدولة الإسلامية وجبهة النصرة لإسقاط نظام بشار الأسد يشكل هدفا للدبلوماسية التركية ودول الخليج . ولكن اللعب مع الإرهابيين يحرق الأصابع وقد اضطرت تركيا الأسبوع الفائت فقط لإدراج جبهة النصرة على قائمة الإرهاب ، فمتى يأتي دور داعش ؟
ويتساءل جوسلان كولون : هل من أمل في تمكن الحكومة العراقية من منع داعش من احتلال بغداد واستعادة الموصل ؟ إن عديد القوات العراقية مهم جدا وقد يتم دعمها بغارات جوية أميركية هي مدار تفاوض اليوم بين الأميركيين والحكومة .
ولكن ، يختم الخبير الكندي في الشؤون الدولية جوسلان كولون تحليله في لابريس ، بعيدا عن أي رد عسكري محتمل ، فإن مستقبل العراق ووحدته تنطلقان من حل سياسي دبلوماسي لا نرى بعد بوادره ما يدفع العراق إلى المزيد من الغرق في جحيم العنف .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.