صحيفة لودروا الصادرة في اوتاوا واحدة من أقدم الصحف الكنديّة.
يرتبط تاريخ الصحيفة بالتعميم رقم 17 الذي نشرته حكومة مقاطعة اونتاريو عام 1912 والذي يحظر استخدام اللّغة الفرنسيّة في المدارس خارج إطار تعليم هذه اللّغة.
بدأت لودروا بالصدور في السابع والعشرين من آذار مارس عام 1923 على يد رجال دين وعلمانيين هدفوا من خلال نشرها إلى خلق أداة تواصل لتعزيز الحفاظ على المدارس التي تعلّم باللّغة الفرنسيّة في مقاطعة اونتاريو.
وعرض الأب شارل شارلوبوا في تموز يوليو 1913 فكرة إنشاء صحيفة يوميّة كاثوليكيّة مستقلّة سياسيّا ذات منحى نضالي وتعنى أيضا بسرد الأحداث.
وسارع رجال دين وعلمانيون منذورون للخدمة في الأديرة وأعضاء في مجلس الشيوخ ورؤساء لجان مدرسيّة لمساعدة الأب شارلوبوا.
وتمّ الحصول على موافقة قانونيّة برأسمال قدره 100 ألف دولار. وكان القسم الأكبر منه مكتتبا. وساهمت حملات جمع التبرّعات والمساعدات الماليّة التي تلقّتها المؤسّسة في تأمين المبلغ اللازم.
وفي شهر تشرين الثاني نوفمبر 1912، تمّ إنشاء مؤسّسة النشر تحت اسم "نقابة الأعمال الاجتماعيّة المحدودة".
في الخامس عشر من كانون الثاني يناير عام 1913 صدرت نسخة تجريبيّة من 4 صفحات بهدف حشد تأييد الرأي العام للصحيفة.
وبلغ ثمن النسخة اليوميّة من الصحيفة سنتا واحدا، والنسخة الفصليّة 25 سنتا وبيعت النسخة السنويّة بدولار.
وكانت الصحيفة توزّع مساء كلّ يوم على المنازل الواقعة في وسط اوتاوا وتوزّع بالبريد على المنازل الواقعة في أحياء بعيدة.
في السابع والعشرين من آذار مارس عام 1913 صدرت النسخة الأولى من الصحيفة.
وتصدّر خبر معارضة اللجان المدرسيّة الكاثوليكيّة للتعميم رقم 17 صدر الصفحة الأولى.
وكانت الرسالة واضحة ومفادها أن الكنديين الفرنسيين لن يستسلموا وسيواصلون الدفاع عن لغتهم.

اللّغة الفرنسيّة في طليعة الأولويّات:
حملت لودروا لواء الدفاع عن الكنديين الفرنسيين في مقاطعة اونتاريو وكانت تفخر بشعارها القائل: "المستقبل ملك للذين يناضلون".
وكان القرّاء ينتظرون بشغف الصحيفة التي كانت تصدر 10 آلاف نسخة يوميّا.
وكانت مكاتبها متواضعة وكان لديها 27 موظّفا تتجاوز كتلة رواتبهم الأسبوعيّة بقليل 300 دولار.
وفي عام 1914 أصبحت لودروا تصدر نسخة خاصّة للقرّاء في مدينة هول الكيبيكيّة المجاورة.
في عام 1915 شيّدت الصحيفة مكاتبها بعد أن نجحت في جمع 45 ألف دولار لهذه الغاية. وقام المونسنيور روتييه بتدشينها عام 1917.
في عام 1921، هزّت الصحيفة 3 إضرابات عن العمل نفّذها موظّفوها تجاوبا مع دعوة نقابة أميركيّة تضامنا مع صحف أخرى.
لودروا تحتفل بعيدها العاشر:
عام 1923 احتفلت الصحيفة بمرور عشر سنوات على إنشائها. وفي عام 1927 حقّقت الصحيفة نصرا في دفاعها عن الكنديين الفرنسيين عندما قرّرت حكومة اونتاريو إلغاء التعميم الذي يحظر استخدام اللّغة الفرنسيّة خارج إطار التدريس.
وأوصت لجنة تحقيق الحكومة بإنشاء نظام مدارس ابتدائيّة ثنائيّة اللّغة تكون فيها الفرنسيّة لغة التعليم الرئيسيّة.
في عام 1952 أطلقت الصحيفة ملحقا إضافيا تحت اسم hebdo-revue وأطلقت عام 1956 نسخة الشّمال المخصّصة لقرّائها في شمال مقاطعة اونتاريو.
في عام 1978، جال الصحافي ميشال غراتون على اونتاريو للوقوف على أحوال اللّغة الفرنسيّة في المقاطعة ونشر سلسلة مقالات في صحيفة لودروا حول الموضوع.
لودروا تواكب التطوّر الالكتروني:
عام 1996 أصبحت الصحيفة تصدر بنسخة الكترونيّة لتحتل مكانتها في عالم الصحافة الالكترونيّة إلى جانب كبريات الصحف الصادرة حول العالم.
وفي عام 1997 حملت لواء الدفاع عن مستشفى مونفور الذي يقدّم خدمات طبيّة واستشفائيّة باللغة الفرنسيّة في اونتاريو ، وساهمت في الحملة المعارضة لإقفاله، وجاء قرار محكمة الاستئناف لصالح الإبقاء عليه.
في عام 2011 بدأت الصحيفة بنشر تقارير مصوّرة بالفيديو بصورة منتظمة إلى جانب التقارير المكتوبة.

تكريم الصحيفة في الذكرى المئويّة الأولى على تأسيسها:
في عام 2013 احتفلت الصحيفة بالذكرى المئويّة الأولى على إنشائها.
وكرّمها اتحاد الكنديين الفرنسيين في اونتاريو لالتزامها طوال مائة سنة بحماية اللغة الفرنسيّة والكنديين الفرنسيين في المقاطعة.
وأعلن عمدة اوتاوا السابع والعشرين من آذار مارس يوم الذكرى المئويّة للصحيفة.
ودعت الصحيفة بالمناسبة نحو ألف شخص من صحافيين وتقنيّين وموظفين حاليين وسابقين وفعاليّات إلى حفل ضخم احتفاء بمائة عام من العطاء.
وبعد كل هذه السنوات، ما زالت لودروا وفيّة للعهد ولقرّائها وما زال القرّاء أوفياء لصحيفتهم المحبّبة.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.