متطوعون شيعة في شوارع بغداد

متطوعون شيعة في شوارع بغداد
Photo Credit: رويترز / ثائر السوداني

العراق والأسئلة الصعبة

التقدم السريع والكاسح الذي يحققه مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في احتلاله مدنا رئيسية وزحفه على بغداد يطرح أكثر من سؤال : كيف تمكن بضعة آلاف من المقاتلين من الانتصار ، ولو مرحليا ، على جيش عراقي مدرب يقارب عديده المئتي ألف جندي ؟ من يدعم هؤلاء المسلحين ومن كان وراء نشأتهم وقوتهم ؟ ماذا سيكون موقف الولايات المتحدة تحديدا والمجتمع العالمي بما فيه روسيا في حال انتصر التنظيم ؟ ما مصير العراق وسوريا وربما لبنان إذا تمكن من إقامة دولته الإسلامية في جزء من سوريا والعراق ؟ هل يعاد رسم خريطة سايكس بيكو ويصار إلى تقسيم يبدو أنه بات واقعيا أقله في العراق ؟

بداية سؤال يطرح نفسه بإلحاح أمام تقدم المسلحين الإسلاميين وإجلاء الدبلوماسيين الأجانب : هل تصمد بغداد في وجه الزحف ؟ وهل حكومة المالكي قادرة على استعادة المناطق المحتلة ؟ تجيب مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في بغداد آن صوفي  لو موف :

" نشهد حاليا هجوما مضادا ينفذه الجيش العراقي مدعوما بعشرة آلاف متطوع شيعي   قرروا الالتحاق بالجيش وقد تلقوا تدريبا ليوم واحد يرسلون بعده إلى جبهة الموصل في الشمال وتكريت  للتمكن من إيقاف هذا الزحف الجهادي وهم يدركون أن مصيرهم ومصير رئيسهم المالكي وبلادهم مهدد ." وتؤكد أن مسلحي داعش تمكنوا اليوم من احتلال تل عفار .

وتصف آن صوفي لو موف المشهد في بغداد اليوم بالقول :

" ما نراه في بغداد اليوم مجموعة من الميليشيات الموالية لإيران تجوب الشوارع رافعة أعلام حزب الله لتؤكد أنها موجودة وجاهزة للقتال " .

من جهته يؤكد المحلل السياسي في هيئة الإذاعة الكندية فرانسوا بروسو أن ما نشهده من عمليات قتل وتصفيات تباهى المسلحون أمس بنشر صورها هو قمة العنف الذي لم يشهده العراق حتى في أوج المعارك مع الأميركيين . هدف المقاتلين قتل الشيعة والمسيحيين والأجانب أو اختطافهم للمقايضة ويضيف :

" ما نراه في الواقع هو مواجهة سنية شيعية في حرب لا أسرى فيها إنما قتلى " .

ويستعرض بروسو تاريخ نشأة التنظيم وانتقاله إلى سوريا وانفصاله عن القاعدة وجبهة النصرة ليتحول إلى أقوى وأعنف تنظيم إسلامي . ويورد موقف المعارضة السورية التي تتهم النظام السوري في دعمه بالرغم من محاربته ويصفهما بالإخوة الأعداء مضيفا :

" يقول المعارضون إن داعش مرتبطة بنظام بشار وهي تخدم مصالحه بصورة مباشرة أو غير مباشرة . وأنا أعتقد ، يتابع بروسو ، أن بشار ساعدهم بطريقة غير رسمية عبر إطلاق سراح مسلحين إسلاميين على مر الأشهر وتحاشي قصف مواقعهم بينما تقصف قواته مواقع للمعارضة قريبة من مواقعهم " .

وعن أسباب قوتهم وتقدمهم السريع ، يقول فرانسوا بروسو إن ثمة مجموعة من الأسباب والعوامل التي أدت إلى ذلك :

" المشاعر المعادية للسكان السنة ضد السلطة الشيعية لحكومة المالكي الذي همش السنة خلال عدة سنوات ما دفع بهم إلى تأييد المسلحين على وحشيتهم وتفضيلهم على النظام المذهبي القائم ، إضافة إلى فشل الأميركيين في تشكيل جيش مدرب ومنظم بعد حل جيش صدام حسين وانتقال كبار ضباطه وكادراته ومخابراته إلى صفوف الإسلاميين  .

هل تسقط بغداد ؟ يؤكد فرانسوا بروسو أن الأمر مستبعد فالمنطقة شيعية وهناك قوات الجيش والميليشيات ولن تسمح إيران بسقوطها لكن ما قد يؤدي إليه كل ذلك هو تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات  : دولة سنية في شمال الغرب ودولة كردية في شمال الشرق ودولة عربية شيعية في الجنوب وثيقة العلاقة بإيران .استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.