تناول الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون في مدونته على موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) تأثير البيئة على الاقتصاد في مقال بعنوان "البيئة تحفز الاقتصاد". ويقدم فيليون برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا في مونتريال.
يؤكد فيليون في بداية مقاله أن البنك الدولي "يقول لنا إن مواجهة التغيرات المناخية أمر جيد للاقتصاد"، مستشهداً بدراسة صدرت مؤخراً عن هذه المؤسسة التابعة للأمم المتحدة والتي يقع مقرها الرئيسي في العاصمة الأميركية واشنطن. ويضيف الكاتب أن هذه الدراسة تصب في الإجماع العلمي بشأن التغيرات المناخية التي تقر 97% من الدراسات بوجودها، وأن من لا يزال ينكر حدوث هذه التغيرات عليه مواصلة البحث عن حجج وبراهين تدعم رأيه.
"التكلفة المتزايدة للانحلال البيئي في عدة دول نامية"، يقول التقرير، "تهدد أكثر فأكثر أهداف البنك الدولي التي هي تقليص الفقر وتوزيع الرفاهية".
ويمضي فيليون بالقول إن دراسة حديثة أفادت أن ما نسبته 5,7% من إجمالي الناتج الداخلي للهند في عام 2009 فقد في الانحلال البيئي، وأن نحو 60% من هذه الخسارة عائد إلى الانبعاثات الملوثة للجوّ، وأن التلوث الحاد للهواء في الصين يخنق التنمية الاجتماعية الاقتصادية في المناطق.

والبنك الدولي في دراسته يشير إلى ثلاث دراسات حالة تتناول تأثيرات السياسات التشريعية والضريبية التي يمكن اعتمادها لتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة، يضيف فيليون. ولبلوغ هذا الهدف تستحضر الدراسة سياسات في مجال النقل والفعالية الطاقية الصناعية تتعلق بست دول أو مجموعة دول حول العالم، هي الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي والهند والمكسيك والبرازيل.
وتتيح هذه السياسات زيادة إجمالي الناتج الداخلي العالمي عام 2030 بما يتراوح بين 1800 مليار و2600 مليار دولار. كما أنها تحول دون وقوع 94 ألف حالة ولادة مبكرة متصلة بتلوث الهواء. وبإمكان هذه السياسات أن تحول دون إنتاج 8,5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون وأن توفر 16 مليار كيلوواط ساعي. أي كما لو أننا أزلنا عن الطرقات ملياريْ سيارة، يقول فيليون.
"هذه السياسات تمثل لوحدها 30% من إجمالي التقليص (في حجم انبعاثات الغازات الدفيئة) المتوجب بلوغه عام 2030 من أجل تحديد ارتفاع حرارة كوكب الأرض بدرجتين مئويتين فقط"، تقول دراسة البنك الدولي.
رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر صرح مؤخراً أنه من الصعب فرض قيود لأسباب بيئية، مخافة إلحاق الأذى بنمو الاقتصاد وسوق العمل. ربما توحي له دراسة البنك الدولي بأفكار جديدة حول هذا الموضوع، يختم جيرالد فيليون.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.