تقسيم سايكس بيكو لم يعد صالحا

علق المحرر في لودوفوار سيرج تروفو على التطورات المتسارعة في العراق . قال :

البعض يعتبر أن التاريخ لا يعيد نفسه بينما يعتبر البعض الآخر أنه يعيد نفسه ولكن بصورة مختلفة . قد يعيد التاريخ نفسه ولكن بصورة عكسية وهذا ما نشهده حاليا في الشرقين الأوسط والأدنى .

فبين الأحداث الأخيرة ذات المغزى الرمزي الكبير ، قيام مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام باقتلاع وتحطيم المعلم او اللوحة التي تحدد ترسيم الحدود السورية العراقية منذ حوالي القرن في إشارة واضحة إلى التذكير بأن الحدود التي رسمتها الدول الاستعمارية في أعقاب انهيار الإمبراطورية العثمانية ، لم تعد صالحة . بكلمة أخرى ، الرسالة التي توجهها داعش التي باتت تحتل شرق سوريا وغرب العراق وجزأ من الوسط واضحة كالمياه الصافية : طموحنا أن نكون مهندسي جغرافيا الشرق الأوسط الجديد .

ويرى تروفو أن صعود هذه المجموعة الجهادية الأكثر تطرفا من القاعدة يفاجئ ويزعج وبخاصة يقلق . ولا أمر يختصر هذا القلق أكثر من التقارب الإيراني الأميركي خلال الأسبوع الفائت فمن كان يصدق أن الولايات المتحدة وإيران سيتفقان على رؤية واحدة وهي أن قيام خلافة إسلامية يهدد أمن إيران وأمن الولايات المتحدة ؟

ويعتبر تروفو أن توسع داعش العسكري صب في مصلحة الأكراد والسوريين والإيرانيين : فالأكراد باتوا يتصرفون يوما عن يوم كما لو أنهم مستقلون وصعود سنة داعش قلص الانتقادات التي كانت توجه لبشار الأسد منذ ثلاث سنوات ، وأقنع الأميركيين بأن تأثيرهم في المنطقة مشروط بإعادة العلاقات بإيران .

ويتابع سيرج تروفو في لودوفوار : طلب الأميركيون من الإيرانيين التدخل لدى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لدفعه إلى التفاوض حول مطالب المعارضين أي السماح للإكراد ببيع نفطهم دون استئذان الحكومة المركزية ومنح السنة وزارة الدفاع أو الداخلية وإطلاق سراح المعتقلين بدون تهم محددة .

موقف الأميركيين هذا أثار بدون شك حفيظة الإسرائيليين والسعوديين الذين يجهدون بشتى الوسائل الدبلوماسية لإقناع الأميركيين بأن السياسة التي ينتهجها باراك أوباما سياسة خاطئة لا بل غير مسؤولة .

ويرى تروفو أن استعراض أسماء الدول المعنية مباشرة إو بصورة غير مباشرة بالنزاع ، أي العراق وإيران وسوريا وتركيا والسعودية وقطر ولبنان والأردن والولايات المتحدة وروسيا يبين مدى تعقيد النزاع وخطورتها . باختصار فإن المرجل المشتعل توسع في المنطقة والواقع أن محيط النزاع الجغرافي هذا  ينطبق على المساحة الجغرافية التي خلفها انهيار الإمبراطورية العثمانية وتقسيمها إلى عدة دول وكأن التاريخ هنا يكتب بصورة عكسية يخلص سيرج تروفو تحليله في صحيفة لو دوفوار .استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.