تزخر كندا بثرة مائيّة هائلة تحتل موقعا مميّزا في تاريخ البلاد وثقافتها.
وشكّلت المياه عبر قرون طريقا للمستكشفين وهي وسيلة نقل حيويّة للسياحة والتجارة، ووجهة لمحبّي الرياضات المائيّة ومصدر رزق للصيادين ، ومصدر لإنتاج الطاقة الكهرومائيّة.
ولا ننسى طبعا أنها تضفي سحرا وجمالا على الطبيعة الكنديّة.
نهر يورك في منطقة غاسبيزي في مقاطعة كيبيك واحد من أجمل الأنهار في الشمال الأميركي. ويزخر بثروة من سمك السلمون تجتذب إليها الصيادين من حول العالم منذ عقود.
لكنّ نهر يورك ملوّث بسبب مكبّ النفايات البلدي في مدينة غاسبي الذي ساهم في تعكير مياهه الصافية.
تتحدّث جولي فايانكور الصحافيّة في القسم الفرنسي في تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة عن تلوّث نهر يورك وتشير إلى أن مكب النفايات يرمي منذ سنوات المياه المبتذلة بعد معالجتها في النهر وتضيف شارحة:
من حيث النظريّة، ينبغي ألا تكون المياه الخارجة من القساطل البلديّة ملوّثة لأن مادّة "ليكسيفيات" أي عصارة النفايات قد جرت معالجتها في مستجمعات المياه التابعة للبلديّة قبل أن تصل إلى النهر.
لكنّ الواقع غير ذلك تقول جولي فايانكور وفقا لما ورد في وثائق امكن الحصول عليها بموجب قانون الوصول إلى المعلومات.
فقد تبيّن أن المياه التي يتمّ رميها في نهر يورك منذ عام 2007 حتى اليوم تتضمّن عددا من الملوّثات يفوق المستويات التي تسمح بها وزارة التنمية المستدامة ووزارة البيئة ومكافحة المتغيّرات المناخيّة.
وتفيد الوثائق عن وجود كميّات من القولونيات البرازيّة والزنك والفوسفور والأزوت والمواد الصّلبة العالقة تفوق مرتين او حتى ثلاث مرّات المعدّلات المسموح بها. وتتابع الصحافيّة جولي فايانكور قائلة:
عام 2010، عندما كانت مستجمعات المياه البلديّة في مكبّ غاسبي مهدّدة بالفيضان بسبب الأمطار الغزيرة وذوبان الثلوج، أقدمت البلديّة على رمي عصارة النفايات "ليكسيفيات" مباشرة في النهر لتجنّب حدوث اضرار إضافيّة.
استهجان الصيادين وقلقهم:
وتنقل عن عدد من صيادي الأسماك استهجانهم لما حصل في حينه. وتشير إلى القلق الذي يساور الكثيرين منهم وتتابع قائلة:
الأمر يزداد خطورة نظرا لأن سمك السلمون في الأطلسي من الأنواع المهدّدة بالانقراض ، وسمك السلمون في نهر يورك مصاب منذ 3 سنوات بمرض سابرولينيا Saprolegnia.
ويظهر المرض على شكل جروح بيضاء اللّون تصيب جلد السلمون. وقد نفق المئات من اسماك السلمون منذ العام 2011.
لكنّ مؤسّسة إدارة أنهار غاسبي تستبعد وجود أي علاقة بين مرض السمك وعصارة النفايات التي تنتهي في نهر يورك.
بلديّة غاسبي تبحث عن حلّ:
وتنقل فايانكور عن مسؤولين في بلديّة غاسبي قولهم إن الجهود مستمرّة للتوصّل إلى حل. وقد عمدت البلديّة مؤخّرا إلى زيادة عدد مستجمعات المياه لتجنّب فيضانها كما حصل عام 2010 .
وتأمل في أو تتوّصل إلى حلّ المشكلة في أقرب وقت ممكن. ومن غير المستبعد أن تتعرّض للملاحقة من قبل وزارة البيئة في حال لم تمتثل إلى التحذيرات التي وجّهتها لها منذ فترة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.