تناول الصحافي آلان دوبوك في تعليقه في صحيفة لابريس موقف الكيبيكيين من عيد كندا الوطني الذي يصادف مطلع شهر تموز يوليو.
وأشار إلى أن الاحتفال مهم للغاية بالنسبة للكنديين الأنكليز والجاليات المهاجرة ولكنّه أقل اهميّة بالنسبة للكنديين الفرنسيين.
ويعزو الأمر إلى سببين: الأول يعود إلى النزعة الاستقلاليّة التي تدفع بالكثيرين نحو عدم الاحتفال.
والثاني يعود إلى كون الكيبيكيين قد طوّروا مع الوقت شعورا بالانتماء إلى وطن في كيبيك.
وهذا الشعور يسمو على الانقسامات السياسيّة وقد فرض نفسه حتى في الجمعيّة الوطنيّة ( البرلمان الكيبيكي).
ويضيف آلان دوبوك في تعليقه في لابريس بأن أغلبيّة من الكيبيكيين ترى أن الاحتفال بالعيد الوطني يعني الاحتفال بعيد كيبيك الوطني.
ورغم ذلك، فثمة اغلبيّة من الكيبيكيين الفرنسيين ترغب في البقاء داخل الاتحاديّة الكنديّة وتدرك جيّدا فوائد الانتماء لها.
والعلاقات بين كيبيك وكندا تزداد تعقيدا بسبب ازدواجيّة الهويّة والانتماء: فهل الكيبيكيون هم كنديون أولا أم كنديون وكيبيكيون في آن معا أم كيبيكيّون أوّلا أم كيبيكيّون فقط؟
هذه التساؤلات دفعت ببعض دعاة الانفصال إلى الاعتقاد بأن هذا التجاذب يشكّل ارضا خصبة للمشروع الانفصالي وبالتالي لاستقلال كيبيك.
ولكنّهم واهمون يقول دوبوك، كما تبيّن خلال الأحداث الأخيرة في كيبيك.
وللتذكير هنا، فقد أسفرت الانتخابات الأخيرة عن خسارة مريرة للحزب الكيبيكي الانفصالي ، كما اظهرت استطلاعات الرأي تراجعا في التأييد لمشروع الانفصال عن كندا.
ويشير دوبوك إلى تنامي نزعة أخرى موازية لتراجع التيار الانفصالي ، وهي نزعة الانفصال عن الواقع الكندي واللامبالاة حيال المسألة الدستوريّة.
ويبتعد الكيبيكيون نتيجة لذلك عن الجدل الكندي بشأن العديد من الأمور التي تهمّهم ، ويتراجع بالتالي نفوذهم السياسي.
وفضلا عن ذلك، يغيب عن بال الكيبيكيين أن ثمّة وطنين تطوّرا الواحد في موازاة الآخر في كندا، ويتقاسمان القيم إياها وأيضا نوعيّة العيش إياها.
والنموذج الكيبيكي قريب جدّا من النموذج الكندي يقول آلان دوبوك في تعليقه في لابريس. ويخلص إلى أن القواسم المشتركة ، على أهمّيتها، لن تدفع الكيبيكيين إلى التلويح بالأعلام الحمراء في أول تموز يوليو، يوم عيد كندا الوطني.

الغلوب اند ميل: موقف كندا من الأحداث في مصر
وننتقل إلى الشأن الدولي وإلى صحيفة الغلوب اند ميل التي كتبت تتناول موقف الحكومة الكنديّة من التطورات في مصر.
وتشير إلى الزيارة التي قام بها جون بيرد إلى مصر قبل شهرين لتقديم الدعم المعنوي للحكومة العسكريّة .
وتنقل عنه قوله إن لقاءاته مع المسؤولين المصريين كانت حارّة ومثمرة وأن كندا تريد مساعدة مصر في المرحلة الحسّاسة التي تجتازها.
وجاء كلام بيرد في وقت كانت العديد من الدول تنتقد الحكومة المصريّة وقساوة تعاملها مع المواطنين المصريين.
وتشير الصحيفة إلى أحكام الإعدام الصادرة بحق المئات من المصريين وممارسات الحكومة بحق الأقباط والشيعة والملحدين. وتضيف أن رئيس الحكومة ستيفن هاربر يرى رغم ذلك أن الحكومة المصريّة نجحت في إعادة الاستقرار إلى البلاد.
و الناطق باسم الحكومة الكنديّة أكّد أن اوتاوا قلقة بشأن الصحافي المصري الكندي محمّد فهمي ، ولكن الحكومة في الوقت عينه تقول إن مصر تتقدّم في مسارها نحو الديمقراطيّة.
وقد سخر الكثيرون من موقف اوتاوا الفاتر من قضيّة الصحافي المصري، وردّ وزير الخارجيّة جون بيرد مشيرا إلى دبلوماسيّة البوق التي يستخدمها البعض والتي لا تجدي نفعا.
وتتساءل الغلوب اند ميل في ختام تعليقها إن كان موقف ستيفن هاربر سيكون مماثلا لو كان الظلم اللاحق بالصحافيين الثلاثة قد حصل في روسيا أو إيران بدل أن يحصل في مصر.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.