منذ خمسين عاما بالتمام ، صوتت الجمعية الوطنية في كيبيك لمصلحة القانون ستة عشر الذي تقدمت به أول امرأة نائبة في البرلمان الكيبيكي كلير كيركلاند كاسغران لتغيير وضع المرأة المتزوجة القانوني وإلغاء بعض القوانين والأعراف التي كانت تعيق تقدم المرأة في المجتمع . بعض تلك القوانين التي تضحك قراءتها اليوم ، يستعرضها أستاذ القانون جيرمان بريير في مقابلة مع راديو كندا عام أربعة وستين في مقارنة بين ما قبل صدور القانون وما بعده :
"أبرز التغييرات التي أقرها القانون هي أولا إلغاء واجب الطاعة للزوج ، ثانيا بات يحق للمرأة ممارسة مهنة مختلفة عن زوجها وحتى بدون رضاه وحتى بالرغم من رفضه ، ثالثا بات يحق للمرأة ، في حال كان المنزل العائلي الذي أختاره زوجها لا يناسبها أو يشكل خطرا عليها أو على أولادها أن تطلب من القضاء السماح لها بتغيير المنزل أو السكن خارجه كما سمح لها القانون الجديد ألا تكون خاضعة لمشيئة الرجل عند توقيع عقد ما أو طلب قرض مصرفي أو رفع قضية أمام المحاكم . كما حصلت المرأة على حرية التصرف بمالها وإدارة شؤونها بدون موافقة الزوج الذي كان هو مسؤولا عن إدارة أموالها .
كل هذه الحقوق التي نالتها المرأة الكيبيكية المتزوجة لم تحصل عليها في القرن التاسع عشر أو حتى في مطلع القرن العشرين إنما في النصف الثاني من القرن الماضي وتحديدا في الأول من تموز يوليو عام 1964 أي منذ خمسين عاما فقط في مجتمع غربي كان يسيطر على مقدراته الرجل ويتحكم الإكليروس الكاثوليكي بمختلف جوانبه وبخاصة في ما يتعلق بالمرأة وتعليمها ودورها الأسري في تربية الأولاد وحتى في الإنجاب .
تعلق الباحثة الاجتماعية في جامعة كيبيك فرانسين ديكاري على وضع المرأة قبل إقرار القانون وبعده فترى أن المرأة المتزوجة كانت تعاني أكثر من الفتاة العزباء أو من الأرملة لأنها كانت خاضعة لمشيئة الزوج ولم تنل كامل حقوقها إلى بعد مرور أربعة عشر عاما على إقرار القانون ستة عشر وتضيف :
"كان المجتمع بأكمله وكل المعايير والمبادئ الاجتماعية وكل الإملاءات الدينية والخطابات العامة تركز على مبدأ أن مهمة المرأة تنحصر في تأمين السعادة للزوج والأولاد وكلنا نذكر صورة المرأة الطيبة الخاضعة لإرادة الزوج . وكل التعاليم التي كنا نتلقاها في المدارس وفي الكتب التربوية كانت تحث المرأة على الاهتمام بالرجل وإراحته ، ومعظم النساء كن سعيدات بهذا الدور ولم تتغير الأمور إلا بعد سنوات من التحصيل العلمي مكنت المرأة من المطالبة بحقوقها ونزع الاعتراف بمساواتها بالرجل .استمعوا
خمسون عاما خطت فيها المرأة خطوات كبيرة على طريق المساواة وبخاصة على طريق الاعتراف بها إنسانا سويا .
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.