عرض عسكري اليوم في جوبا بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستقلال دولة جنوب السودان

عرض عسكري اليوم في جوبا بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستقلال دولة جنوب السودان
Photo Credit: AP / ماثيو أبوت / أ ب

من الصحافة الكندية: “الاستقلال الحزين لدولة جنوب السودان”

تناول العامل الإنساني الكندي سيباستيان غوديت الوضع في دولة جنوب السودان في مقال بعنوان "الاستقلال الحزين لدولة جنوب السودان" نشرته اليوم صحيفة "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال في زاوية الرأي الحر. ويقيم غوديت في جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، حيث يعمل لحساب منظمة إنسانية.

يقول غوديت إن التاسع من تموز (يوليو)، المصادف اليوم، يُفترض أن يكون يوماً سعيداً، يوم احتفالات "هنا في جوبا"، كما في كافة أرجاء دولة جنوب السودان. فقبل ثلاث سنوات اقترع السودانيون الجنوبيون لصالح الاستقلال عن الخرطوم بعد أكثر من 50 عاماً من الحرب الأهلية مع شمال السودان.

كافة وسائل الإعلام العالمية كانت في جوبا عند الإعلان عن نتائج الاستفتاء على الاستقلال، والكل توقع رؤية مشاهد من الفوضى في الدولة الوليدة. لكن لم يقع شيء من ذلك، يقول غوديت، إذ لم تشهد دولة جنوب السودان سوى الاحتفالات في أجواء من الفرح والهدوء، وأثبت السودانيون الجنوبيون للعالم أجمع أنهم شعب مسالم وراشد بما فيه الكفاية لحكم بلدهم الجديد وإدارة شؤونه. ينبغي إذاً أن يكون التاسع من تموز (يوليو) مناسبة للسودانيين الجنوبيين للاحتفال باستقلال نالوه بعد جهود مضنية، يضيف غوديت.

 جندي في جيش التحرير الشعبي السوداني يسير مستعيناً بعكاز في بقايا سوق مدينة بور في دولة جنوب السودان في أواخر شباط (فبراير) الفائت
جندي في جيش التحرير الشعبي السوداني يسير مستعيناً بعكاز في بقايا سوق مدينة بور في دولة جنوب السودان في أواخر شباط (فبراير) الفائت © AFP/Andreï Pungovschi

لكن للأسف، هذه السنة لن يحتفل السودانيون الجنوبيون باستقلال بلدهم بفخر واعتزاز، يرى غوديت. فالوقت ليس للابتهاج، لا اليوم ولا في الأشهر الستة الأخيرة. والحكاية الساحرة للبلد المقموع على أيدي الخرطوم والذي نال أخيراً حريته تحولت كابوساً، فالتوترات العرقية في جنوب السودان تكتسح الآمال بمستقبل أفضل لهذا البلد الذي اعتبرته جمعية "صندوق من أجل السلام" (Fund for Peace) أكثر دول العالم هشاشة في تصنيفها الأخير لهشاشة الدول، يقول غوديت. والجمعية المذكورة بحثية غير ربحية، مقرها واشنطن. ويمضي غوديت قائلاً إن الخصميْن السياسييْن الرئيسييْن في جنوب السودان، القادميْن من المجموعتيْن العرقيتيْن الرئيسيتيْن في هذا البلد، يتحاربان منذ ستة أشهر ويدعيان إجراء محادثات سلام لم تؤدِ إلى شيء.

وأكثر ما هو محزن في هذه القصة هو أن السودانيين الجنوبيين لا يريدون هذه الحرب العرقية، فهم كانوا يأملون بأن يتمكنوا أخيراً من العيش بسلام، وزراعة حقولهم دون خوف من نيران الحروب، يقول غوديت. وللأسف، ما يحصل حالياً هو عكس ذلك تماماً، فالسودانوين الجنوبيون يلجؤون بالآلاف إلى إثيوبيا وأوغندا هرباً من جحيم المعارك، فيما لجأ آلاف آخرون منهم إلى مخيمات للأمم المتحدة بحثاً عن الحماية. ولهذا التنقل السكاني على نطاق واسع عواقب ثقيلة للجميع: مشاكل تغذية واستحالة توفير الخدمات الصحية الأساسية لمدنيين مجمعين في ظروف لا إنسانية، يقول العامل الإنساني الكندي المقيم في جوبا.

"في هذا التاسع من تموز (يوليو)، وفي ظل تعذر الاحتفال بعيد هذا البلد الجديد الذي هو جنوب السودان، أود التنويه بشجاعة أهله"، يقول سيباستيان غوديت، ويضيف مختتماً مقاله بأنه خلال تنقلاته في جوبا يتضح له، يوماً بعد يوم، أن السودانيين الجنوبيين يحتفظون بالبسمة وبالأمل في أن يتمكنوا في المستقبل من الاحتفال بالتاسع من تموز (يوليو) على أنه اليوم الذي استطاع فيه جنوب السودان تأمين مستقبل أفضل لمواطنيه.

استمعوا
فئة:دولي
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.