"همي الأساسي توفير السلامة والرفاه لكل المدنيين أينما كانوا والأمر يؤلمني ويجب أن يؤلم الجميع ". هذا ما قاله صباح اليوم أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون أمام مجلس الأمن الدولي في تعليق على تدهور الأوضاع العسكرية بين غزة وإسرائيل التي أسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن ثمانين فلسطينيا وجرح المئات الآخرين فضلا عن تدمير عشرات المنازل والبنى التحتية .
كيف يعيش سكان غزة وإسرائيل تحت القصف المتبادل ؟ ما موقفهم وماذا يأملون ؟
هيئة الإذاعة الكندية تابعت الأوضاع المأساوية في المجتمعين . بداية يقول رئيس قسم الدراسات الفرنسية في جامعة الأقصى الأستاذ زياد ميدوك :
"الوضع سيء جدا جراء كثافة القصف الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي . خمسة وثمانون قتيلا ، ستمئة جريح وثمانمئة غارة جوية دمرت عشرات المنازل ". ويتابع زياد ميدوك :
"لا نشاهد إلا الصواريخ المتساقطة على المنازل والمساكن والشوارع بوتيرة صاروخ كل ثلاث دقائق . الجيش الإسرائيلي يستهدف البنى التحتية المدنية بينما يدعي أمام وسائل الإعلام أنه يستهدف مراكز حماس والجهاد الإسلامي في حين أن بين القتلى خمسة وعشرين طفلا وثماني عشرة امرأة وخمسة وعشرين مسنا ". الفلسطينيون غاضبون ، يؤكد زياد ميدوك ، ليس من الإسرائيليين فقد تعودنا على القصف والغارات والاعتداءات ، إنما غضبنا ينصب على المجتمع الدولي الذي لا يتحرك .
وعلى المقلب الثاني ، تقول الباحثة في جامعة تل أبيب ناديا إيليس :
"نحن أيضا نعيش تحت القصف وصفارات الإنذار المتواصلة في تل أبيب والحمد لله أن إسرائيل طورت أنظمة دفاعية لاعتراض الصواريخ ، القبة الحديدية، ما حال دون وقوع ضحايا والملاجئ مؤمنة ونلجأ إليها عند سماع انفجار صاروخ تم اعتراضه وننتظر قليلا بسبب الشظايا قبل الخروج من الملجأ أو المنزل ونحاول معاودة الروتين الحياتي اليومي ".
وعن موقف الناس مما يجري تقول ناديا إيليس :
"الناس تعبوا من هذا الوضع ، من التعرض لاحتمال سقوط صاروخ على رؤوسهم ، وقد استمعت إلى ما قاله ضيفك في غزة وبالطبع وضعهم يؤلمني ونحن في إسرائيل في حالة مراجعة ذاتية ونؤمن أننا والفلسطينيين بشر دون تفرقة ونفهم معاناة الطرف الآخر لكن هذا التفكير للأسف لا أسمعه في أوساط الفلسطينيين . وأنا أفهم أن سكان غزة يعانون من القصف الجوي العنيف ولكن لا يمكننا تجاهل أن الفلسطينيين يقصفون أيضا مئات الصواريخ ولا أفهم كيف ينددون بموقف المجتمع الدولي بينما عليهم التنديد بمنظمة حماس التي بدأت بالاعتداء وحماس هي التي أخذت غزة رهينة ولم يعد في غزة وجود للجيش الإسرائيلي منذ العام 2005
يبقى أن الطرفين ، بالرغم من المواقف المتناقضة ، متفقان على أمر جوهري : ضرورة إحلال السلام بعد عقود طويلة من الحروب والمعاناة .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.