احتلّت المواجهات الاسرائيليّة الفلسطينيّة حيّزا مهما في اهتمام الصحف الكنديّة التي أفردت لها العديد من صفحاتها.
لابريس: لا يريدون السلام
صحيفة لابريس نشرت مقالا بتوقيع الصحافي اندريه برات تحت عنوان "يفضلون الحرب" يقول فيه إن المتطرّفين الفلسطينيين واليهود يقومون بخطف المراهقين وقتلهم ، والصراع بلغ درجات غير مسبوقة من الفظاعة.
ويشير إلى خطف ثلاثة فتيان اسرائيليين وقتلهم وخطف فتى فلسطيني وقتله انتقاما لهم، ليستمرّ بعدها التصعيد بين إسرائيل وحماس.
والردّ الإسرائيلي غير متكافئ كالعادة. ففي حين أحدثت الصواريخ التي أطلقتها حماس أضرارا قليلة وامكن اعتراضها من الجانب الاسرائيلي، فالقنابل التي ألقتها القوّات الإسرائيليّة دمّرت المنازل وقتلت المواطنين الفلسطينيين بالعشرات.
ويتصوّر الحكّام الإسرائيليون أنه سيكون بإمكانهم سحق الإرهاب الفلسطيني نهائيا.
لكنّ التاريخ اثبت العكس. والسياسة تلك من شأنها أن تزيد من العداء الدوّلي للقضيّة اليهوديّة التي هي محقّة تقول لابريس.
وحركة حماس من جهة أخرى تبدو معزولة أكثر واكثر ، ومن صالحها الإبقاء على الصّراع المسلّح.
وقد نفت مسؤوليّتها في خطف الفتيان الثلاثة ولكنّها هنّأت خاطفيهم.

السلام لن ينحقّق:
وترى الصحيفة أن السلام لن يتحقّق أبدا بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فزعماء الطرفين غير مستعدّين لتقديم التنازلات المطلوبة لذلك.
وتنقل لابرس عن النائب الاسرائيلي السابق يوسي ساريد قوله إن حكّام بلاده يخشون السّلام ومن يخشى السلام يراهن على الحرب المقبلة التي يظنّ أنها ستكون المنتصرة والأخيرة إلى أن يتمّ كشف كلّ الكذب والغشّ كما يقول ساريد.
وترى لابريس أن الطّرفين تركا للمتطرّفين أن يكتبوا التاريخ. والمتطرّفون يعارضون كلّ اتفاقات السلام المطروحة وحكّامهم رضخوا لهم.
وتشير لابريس إلى ما كتبه وزير اسرائيلي على موقع فيسبوك حيث تظهر صورة لقيادي في حماس في مرمى سلاح اوتوماتيكي.
لماذا لايزال هنالك مياه وكهرباء في غزّة ، سأل احد أعضاء حزب ليكود، وهوحزب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
فهل هذه هي الحكومة التي تقدّم لها كندا المساعدة بوفاء تتساءل لابرس.
وتضيف أن الرئيس عبّاس اتّهم إسرائيل بارتكاب إبادة عندما تحدّث عن اوشفيتز ثانية. وتتساءل لابريس إن كان الرئيس عبّاس معتدلا.
وتنقل عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قوله إن السّلام يتطلّب من زعماء الطرفين أن يتحلّوا بروح قياديّة جرئية وبعيدة الرؤيا وألاّ يتراجعوا أمام القرارات الصعبة. وتختم لابريس فتقول إن بان كي مون على حقّ ولكنّ أمنيته لن تتحقّق لأن هؤلاء الزعماء يفضّلون الحرب.

الغلوب اند ميل: دعوة لتجنّب موجة الغضب
صحيفة الغلوب اند ميل نشرت مقالا بتوقيع الطبيب الفلسطيني عزالدين ابو العيش يدعو فيه إلى تجنّب إحياء الغضب الذي أودى بحياة بناته الثلاث عام 2009 في القصف الاسرائيلي على غزّة.
يقول الدكتور ابو العيش إن الأطباء يعالجون المرض وليس الأعراض.
ومعالجة الأعراض لا تكفي لأنها لا تقضي على المرض كما يقول ويضيف بأن الكراهية مرض.
فهي تعرّض للإذلال والمضايقة والانتهاك والحرمان والتعذيب والتجريد من الإنسانيّة.
ويضيف أن العديد من الفلسطينيين والاسرائيليين يعانون من مرض الكراهية ويمارس كل منهم أشد أنواع العنف بحق الآخر.
وفي وقت يركّز الأطباء على معالجة الأعراض يزداد سرطان الكراهية في التمدّد كما يقول الدكتور عز الدين ابوالعيش في تعليقه في الغلوب اند ميل.
فالكراهية تولّد العنف والعنف يولّد الكراهية.
معالجة المرض وليس الأعراض:
وبدل أن يختار العالم تحديد المرض ومعالجته يختار الانحياز إلى هذا الطرف أو ذاك.
ويتساءل كم يمكن للاسرائيليين أن يستمرّوا في ممارسة العنف وكم يمكن للفلسطينيين أن يتحمّلوا.
ويشير إلى الضربات الأخيرة على غزّة التي اوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى ولم توفّر النساء والأطفال.
ويضيف أنه يشعر بالألم والغضب لأن التاريخ يعيد نفسه وأن دم بناته لم يجف بعد والجرح لم يلتئم.
ويدعو زعماء اسرائيل إلى الاعتراف بأن القوّة العسكريّة فشلت في حلّ الصّراع وبأن الحلّ هو في إنهاء الاحتلال.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.