نشرت صحيفة ذي غلوب أند ميل مقالا للسفير الكندي السابق في الأردن وإسرائيل ومصر مايكل بيل بعنوان "لايمكنكم لوم إسرائيل إن هي استعملت القبضة الحديدية". يقول :
إن مواصلة إسرائيل تعزيز وجودها العسكري البري حول قطاع غزة تظهر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لن يتردد أبدا من استعمال القبضة الحديدية عندما يتعرض الشعب لتهديد الصواريخ حتى لو كانت أضرارها ضئيلة . وأيا كان رئيس الحكومة وأيا كان انتماؤه السياسي فسيتصرف بالطريقة نفسها فالواجب الأساسي لأية حكومة شرعية هو ضمان سلامة المواطنين ورفاههم عند أي تهديد .
ويؤكد الدبلوماسي الكندي السابق أن الهجوم البري سيحصل إذا كان ذلك ثمن دفع حماس ومنافسيها الفلسطينيين الأكثر تشددا ، على إنهاء هجماتهم . إن صواريخ فجر خمسة الإيرانية وخيبر السورية قادرة على تهديد معظم المدن الإسرائيلية وقد تم إقفال السفارة الأميركية في تل أبيب في خطوة لا سابقة لها ولا يبدو أن المقاتلين على استعداد لوقف النار حتى كتابة هذه السطور .
ويتابع مايكل بيل : لقد تم التركيز على القتلى والجرحى الفلسطينيين ولا شك أن هذه المعاناة للأبرياء تدمي القلوب ولا يمكن تجاهلها ولكن لا يمكن أن نتجاهل أيضا أن الجيش الإسرائيلي كان ينذر سكان المباني قبل قصفها ما من شأنه تقليص عدد الضحايا المدنيين .
ويعتقد مايكل بيل أن زعيم حماس خالد مشعل قد يكون غير قادر على إرغام الجهاد الإسلامي وسائر المتطرفين على التراجع عن مواجهة إسرائيل وربما توصل إلى نتيجة أن لا خيار له إلا بالانضمام إليهم وإلا فقد مصداقيته في عيون القاعدة المقاتلة ، ورئيس السلطة الوطنية محمود عباس يجد نفسه في موقف أكثر صعوبة . بالمقابل يؤكد القادة العسكريون الإسرائيليون السابقون والحاليون أن الحرب لن تؤدي إلى حل النزاع وأن الحل سياسي عبر التفاوض مع الفلسطينيين.ولعل ما أعلنه منسق مسيرة السلام في البيت الأبيض فيليب غوردون يختصر المأزق . قال غوردون : إن إسرائيل تواجه واقعا لا يمكن إنكاره فهي غير قادرة على إبقاء سيطرتها العسكرية على شعب آخر إلى ما لا نهاية ، وستكون مخطئة إن فعلت ذلك لأنه سيؤدي إلى شعور بالاستياء والغضب ولااستقرار دائم وسيزيد تشدد المتطرفين في الجهتين ويضر بالديموقراطية الإسرائيلية " وذهب إلى أبعد من ذلك فحمل نتانياهو مسؤولية فشل مفاوضات السلام الأخيرة مثنيا على موقف محمود عباس ولو تحقق السلام ، قال غوردون ، " لنعمت إسرائيل بأكثر الحدود أمانا في العالم ".
ويتابع مايكل بيل : ليس من مبرر منطقي أن تتحمل إسرائيل وطأة تعرض مواطنيها للقصف لكن الوسيلة الوحيدة للحل ، بالرغم من مخاطرها ، تكمن في التوصل إلى اتفاق سلام مشرف بين الطرفين عبر قيام دولتين على أساس حدود السبعة والستين . وبدون هذا الاتفاق ستستمر معاناة الطرفين إلى ما لا نهاية ، يخلص السفير الكندي السابق مايكل بيل تحليله في الغلوب أند ميل .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.