مختارات من تعليقات الصّحف الكنديّة مع مي ابو صعب وفادي الهاروني وبيار احمراني.
لابريس: البلد الذي لم يعد موجودا
كتبت الصحافيّة ريما الخوري تعليقا في صحيفة لابريس تحت عنوان: رحلة إلى بلد لم يعد موجودا تتحدّث فيها عن رحلة قامت بها قبل عدّة سنوات إلى مدينة حلب .
وتقول إنها زارت المدينة في يوم حار من أيام تموز يوليو وتسخر كاتبة المقال من نفسها ومن قصّة حدثت معها في صالون تصفيف الشّعر لأنها اعتقدت أنها تفهم اللّغة العربيّة جيّدا.
وكان ذلك عام 1997 . وقد أقنعت والدتها بمرافقتها إلى الوطن الذي أبصرت الأم النور فيه وغادرته عام 1967 خلال حرب الأيام الستة .
حلب والذكريات الحلوة:
وتقول كاتبة المقال المولودة في كندا إنها لم تكن تعرف سوريا وأحبّت التعرّف إليها من خلال ذكريات والدتها.
وقد اذهلها جمال مدينة حلب واستهواها اهلها وتاريخها وكرم الضّيافة والمآكل الشهيّة والسوق القديمة التاريخيّة والمسجد والقلعة.
وتقول إن الكثيرين من الذين التقتهم يومها في حلب ماتوا او هاجروا . وأما الآخرون فيحاولون الاستمرار على قيد الحياة.

الحرب تركت بصماتها في كلّ مكان:
فالحرب الأهليّة تسبّبت بوقوع آلاف القتلى والصور تحكي قصّة بلد لم يعد موجودا. وسوق حلب التهمتها النيران والقذائف.
ومأذنة المسجد دمّرها القصف وحوّل ساحتها الداخليّة مقبرة جماعيّة. وحتى تدمر أجمل مواقع سوريا الأثريّة لم تسلم من الأذى تقول ريما الخوري في صحيفة لابريس، التي تستعيد ذكرياتها وهي تقلّب دفتر صورها. وتتذكّر رحلة قامت بها إلى تدمر في عزّ الصّيف والموائد الشهيّة والسخيّة التي دّعيت إليها، والإلحاح عليها لتأكل عملا بالمثل الشعبي القائل: "الأكل على قدر المحبّة".
وتتذكّر زيارتها لسوق النحاس ومشاهد الحياة اليوميّة للمواطنين والتي تشبه لوحة رسّام.
وتختم ريما الخوري تعليقها في لابريس بالقول: شاهدت بلدا لم يعد موجودا ، بلدا أذابه الرّعب وحوّل بريق الحياة فيه إلى امر يفتقد اللياقة.
لودوفوار: المواجهات بين إسرائيل وحماس

تحت عنوان " كالعادة " علق محرر صحيفة لودوفوار سيرج تروفو على مسار الأحداث السياسية والدبلوماسية والعسكرية في الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس .
قال : كالعادة سيبادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى التوجه إلى المنطقة في وقت بلغ فيه عدد النازحين الفلسطينيين مئة ألف نازح .
وكالعادة سيتداول مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قدم عرضا لاتفاق وقف النار رفضته منظمة حماس ، لماذا ؟
لأنها لا تريد إلغاء اللجوء إلى العمليات الإرهابية كما يطالبها السيسي ولا تريد الاعتراف بإسرائيل وبالتالي باتفاقيات السلام الموقعة من السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس .
وكالعادة ، يتابع سيرج تروفو ، التزم عباس بالصمت في الأيام الأولى للمواجهات .
ولا بد من التذكير أن محمود عباس يعتبر حماس عدو الداخل تماما كما تعتبره حماس ولم يتحرك عباس حتى أمس الأول حيث توجه إلى الدوحة للاجتماع بزعيم حماس خالد مشعل ، حماس التي باتت ضعيفة عسكريا وماليا جراء دعمها السنة الذين يواجهون بشار الأسد في سوريا .
وكالعادة سيعقد زعماء الاتحاد الأوروبي قمة حول المسألة ستنتهي بدون شك بدعوات طوباوية سيما وأنه ليست لأية دولة من الاتحاد الأوروبي علاقات بحماس وهي بالتالي عاجزة كليا عن لعب دور الوسيط ووحدها النروج وسويسرا أقامتا خط تواصل مع حماس .
إزاء هذا الواقع ، يتابع سيرج تروفو في لودوفوار ، فقد حان الأوان لطرح السؤال الأهم على بنيامين نتانياهو وهو : هل الموقف الذي أعلنه في الحادي عشر من الشهر الجاري والذي يؤكد فيه رفضه قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية ، هل ما زال هذا الموقف ساري المفعول ؟
إذا كان الأمر كذلك فهو يغذي شعور حماس العدائي لإسرائيل ولكن أيضا شعور منافسي حماس ، أي الجهاد اإسلامي ، ضد إسرائيل وهذا ما يسمى تربيع الدائرة ، يخلص سيرج تروفو مقالته في لو دوفوار.

وأيضاً بقلم سيرج تروفو، كاتب العمود في "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال، مقال بعنوان "مِن اللامبالاة" عن وضع مسيحيي الشرق عقب نزوح مسيحيي الموصل في شمال العراق عن مدينتهم تحت تهديد تنظيم "الدولة الإسلامية".
يقول سيرج تروفو في مقاله إن نزوح مسيحيي الشرق الذي بدأ قبل سنوات عديدة يتواصل في ظل لامبالاة شبه شاملة. هذا النزوح مأساة تتواصل في الخوف وعلى درجة عالية من المرارة. ويضيف الكاتب أن مسيحيي العراق يتعرضون اليوم لوحشية مفرطة من قبل من يصفهم بـ"مجانين الله" الملتحقين بتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يقوده أبو بكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة للمسلمين باسم "الخليفة ابراهيم".
والبغدادي المسكون برفض التقدم والتنوير، وبكراهية الآخر "الكافر"، وجه انذاراً ذا وحشية نادرة لآلاف المسيحيين في الموصل، ثانية كبريات مدن العراق، بأن عليهم أن يعتنقوا الإسلام أو أن يدفعوا الجزية أو أن يرحلوا عن المدينة، وإلاّ كان مصيرهم القتل، يقول سيرج تروفو في "لو دوفوار".
ويتابع الكاتب بأن ما يحدث في العراق حالياً يمكن رؤيته أيضاً في الشرقين الأدنى والأوسط. فمن المعلوم، كما يقول، أن الأقباط في مصر يعانون تمييزاً بحقهم أرسته السلطة المركزية بشكل قانوني، هذا إضافة إلى أنهم ضحايا عنف متواصل غالباً ما يكون حصيلة شائعات. والمسيحيون في هذه المنطقة من العالم ضحايا عنصرية تتغذى من الدولة، يرى سيرج تروفو، ويعطي مثلاً على ذلك أنه ممنوع على المسيحيين في المملكة السعودية أن يُصلّوا بشكل علني، وإن فعلوا يتعرضون للعقاب.
ويرى الكاتب في ما يصفه بـ"شكل جديد" من الحرب على المسيحيين ترجمةً لتغيير أمر به رجال الدين. فالمسيحيون في العراق ومصر وسواهما من دول المنطقة ما عادوا يُعتبرون "أهل الكتاب" بل كفاراً وملحدين، وبنظر المسلمين السنة أصبح من الواجب إخضاعهم للقمع الذي يخضع له المسلمون الشيعة خارج إيران ولبنان والعراق، يقول سيرج تروفو.
ويعطي الكاتب بعض الأرقام واصفاً إياها بالـ"مذهلة"، فيقول إن عدد المسيحيين في العراق عشية الهجوم العسكري الأميركي عليه عام 2003 كان مليوناً ونصف المليون، أمّا اليوم فلم يبقَ منهم في هذا البلد سوى 400 ألف. ومسيحيو سوريا تقلص عددهم كثيراً جراء الحرب الأهلية في بلدهم، ومسيحيو لبنان كانوا يشكلون أكثرية السكان وأضحوا أقلية. وإذا أصبح عدد المسيحيين في هذه المنطقة الأدنى في العالم، فلأن نزوحهم عنها لا يثير سوى اللامبالاة من العالم، يختم سيرج تروفو في "لو دوفوار".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.