لم يصمد الهدوء النسبي الذي ساد قبل ظهر اليوم في غزة أكثر من بضع ساعات وكالعادة كل طرف يلقي المسؤولية على الطرف الآخر ويدعي الرد على القصف . وأيا كانت الجهة البادئة فالنتيجة واحدة : تصعيد الحرب وسقوط المزيد من الضحايا .
حول استئناف المعارك يقول مراسل فرانس 2 شارل أنديرلان في حديث مع هيئة الإذاعة الكندية ظهر اليوم :
" يجب استعراض الأحداث بتسلسلها الزمني : مساء أمس اجتماع لمجلس الأمن الدولي ودعوة لوقف فوري لإطلاق النار ، إتصال هاتفي مهم وقاس من الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو طالبه فيه بوقف فوري للنار لأسباب إستراتيجية ، صباح اليوم كان تقريبا هادئا بعد تلقي الجيش الإسرائيلي أوامر بعدم إطلاق النار إلا ردا على إطلاق النار مع حلول عيد الفطر ومن ثم أول حادث وقع في جنوب غزة حيث أطلقت حماس النار على جندي جريح فردت إسرائيل وبعد حوالي خمس أو ست ساعات ، إطلاق بضعة صواريخ على الأراضي الإسرائيلية ، فبدأ تدهور الأوضاع واستؤنفت المعارك . أما في ما يتعلق بقصف ملعب للأولاد ومقتل عشرة منهم فإسرائيل تنفي نفيا قاطعا مسؤوليتها وتؤكد أن حماس أطلقت الصاروخ وأخطأ هدفه وكذلك الأمر في ما يتعلق بالانفجار داخل مستوصف مستشفى الشفاء . باختصار الطرفان يتبادلان التهم بسفك الدماء ."
وعن لهجة أوباما القاسية ، يقول شارل أندرلان :
"أولا لأن هناك أزمة صغيرة بين الحكومة الإسرائيلية والبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية فقد انتقد الإسرائيليون بعنف شديد مبادرة وزير الخارجية جون كيري التي اعتبروها لمصلحة حماس وتم تسريب أقوال وتصريحات قاسية جدا بحق جون كيري وتم مساء أمس اتصال شديد اللهجة بين مسؤول رفيع المستوى من وزارة الخارجية الأميركية ونظيره في الخارجية الإسرائيلية . وفي الوقت الراهن كل المبادرات الأميركية وحتى الأوروبية متوقفة والأنظار تتجه صوب القاهرة حيث كان متوقعا عقد اجتماع بين ممثلي السلطة الوطنية وحماس بإشراف مصري لكن الظاهر أنه لم يتحقق ". ويتابع الصحافي شارل أنديرلان :
"لا بد من التذكير أن حصار غزة ليس متأتيا فقط من الطرف الإسرائيلي فهو أيضا مصري فمنذ وصول الجنرال السيسي إلى سدة الرئاسة في مصر وإعلانه عدم شرعية الإخوان المسلمين واعتبارهم إرهابيين لم تعد حماس مرضيا عنها في مصر والجيش المصري يدمر يوميا عشرات الأنفاق على الحدود بين رفح وسيناء حيث يتم تهريب السلاح والصواريخ وحتى المحروقات إلى غزة وبخاصة إلى حماس .
ويؤكد شارل أنديرلان في ختام حديثه : طالما مصر غير مستعدة للتحرك فلن نشهد تقدما على طريق إنهاء الحرب .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.