غزة تحت القصف

غزة تحت القصف
Photo Credit: أسوشيتد بريس / خليل حمرا

” لمن تقرع الأجراس في فلسطين؟ ”

تحت عنوان " لمن تقرع الأجراس في فلسطين؟ " نشرت صحيفة لا بريس تعليقا لسفير كندا السابق في مصر فيري دوكيركوف يقول فيه :

ماذا يعني وقف إطلاق نار آخر بين القوات الإسرائيلية وحماس سوى تقليل عدد الضحايا بانتظار جولة جديدة من العنف بعد سنة أو سنتين ، وتدخل عسكري إسرائيلي ومجتمع دولي عاجز عن البحث عن وقف إطلاق نار هش جديد لا يختلف عن السابق ؟

الأجراس التي تقرع ليست لضحايا هذه المجزرة الأبرياء إنما لإعلان انتهاء حلم السلام.

ويتابع السفير الكندي السابق في القاهرة : الخطاب الجميل الذي ألقاه الرئيس أوباما في القاهرة عام 2009 عزز الآمال بإمكانية التوصل إلى حل الدولتين وكاد الأمل يتحقق على يد رئيس السلطة الوطنية محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية يومها إيهود أولمرت ولكن دون حسبان وجود من هو في صميم المأزق ، بنيامين نتانياهو الذي ، باستثناء بعض التصاريح غير الواضحة حول قيام دولة فلسطينية ، لم تكن له أبدا أية نية بإنشائها . وقد أكد موقفه هذا منذ بضعة أيام مستشهدا بمثال الأنفاق ليؤكد أن إسرائيل لن تتخلى أبدا عن السيطرة على الضفة الغربية حتى لا يتكرر خطر حفر آلاف الأنفاق في الضفة .

ويرى دوكيركوف أن حماس لم تنفك عن إعطاء كل المبررات اللازمة لنتانياهو ليرسخ عقيدته هذه . فبرفضها الاعتراف بإسرائيل وبمزايدتها على محمود عباس ، ضحت حماس بمستقبل ممكن للشعب الفلسطيني . لقد واصل عباس بشجاعة ما بدأه ياسر عرفات بالعمل على حل الدولتين المستقلتين وهو الحل الذي تؤيده الولايات المتحدة ومبادرة الأرض مقابل السلام العربية وكذلك الأمم المتحدة واللجنة الرباعية .

ويتابع الدبلوماسي الكندي السابق : لم يكن من نصيب وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلا الفشل وتلقي الإهانة عبر تفتيشه خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة أما محمود عباس فبات يشعر أن الأرض تهتز تحت قدميه ما دفعه إلى التنازل وعقد اتفاق مع حماس . بينما يكرر نتانياهو أنه غير قادر على التفاوض مع طرفين أحدهما يكرس نشاطه لإزالة إسرائيل وكان يكرر قبلها أنه غير مستعد للتفاوض مع عباس الذي لا يمثل كل الفلسطينيين .

ويتابع السفير دوكيركوف : يتم الحديث حاليا على تجريد غزة من السلاح ما يعني عمليا القضاء على حماس خاصة . وبالرغم من أن هذا الهدف مشروع فلا بد من التحلي بقدر كبير من التفاؤل بجلوس نتانياهو على طاولة المفاوضات مع محمود عباس لإقامة دولة فلسطينية فور تحقق الهدف حتى لو كان عليه التفاوض مع مفاوض واحد هو عباس الذي سيخرج من هذه الحرب ضعيفا جدا بينما سيتعزز التشدد في غزة جراء هذه المجزرة ما سيمنح نتانياهو المزيد من المبررات لعدم التراجع .وبما أن حماس تعتبر إرهابية في نظر الأسرة الدولية والرأي العام العالمي ، فبعد سكب بعض الدموع على ضحايا النزاع سيعلن المجتمع الدولي أن غزة تم تحريرها من حماس الإرهابية.

ويختم السفير الكندي السابق في القاهرة فيري دوكيركوف تحليله في صحيفة لابريس : للأسف فإن مستقبل الفلسطينيين شبيه بواقعهم اليوم : مقيمون محاصرون وليس مواطنين أحرارا .استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.