تناولت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) خلال اجتماع خاص على أعلى المستويات عقدته يوم أمس في مقرها في مدينة مونتريال بمشاركة رؤساء منظمة الطيران المدني (إياتا) والمجلس الدولي للمطارات ومنظمة الملاحة الجوية الوسائل المناسبة للتخفيف بشكل أكثر فعالية من المخاطر المحتملة التي تفرضها مناطق النزاع على الطيران المدني حسب بيان للمنظمة.
وقررت المنظمة في أعقاب الاجتماع تشكيل فريق عمل للتخفيف من المخاطر التي تشكلها مناطق النزاع حول العالم للطيران المدني في أعقاب الكوارث الأخيرة التي حلت بهذا القطاع.
وأعلن Raymond Benjamin الأمين العام للمنظمة في أعقاب الاجتماع بأن ما سيسعى إليه فريق العمل هي الطريقة التي ستعتمدها الدول في نشر المعلومات ونقلها إلينا ومن ثم ننقلها بدورنا نحن إلى القطاع في محاولة منا لضمان شروط أفضل للمسافرين.
يشار إلى أن المنظمة لا سلطة لها لإلزام الدول بالكشف عن المعلومات
وليس لها أيضا سلطة لإغلاق مجال جوي لأن هذه القرارات تعود لسيادة الدول على أراضيها.
وأكّد الأمين العام للمنظمة مجددا على مسؤولية الدول في تقييم مدى المخاطر والتي عليها الإشارة إلى المخاطر التي قد يواجهها الطيران المدني الدولي في مجالها الجوي.
كما أعلنت المنظمة عن الدعوة لاجتماع طارئ يعقد في شهر فبراير شباط العام المقبل تحضره 191 دولة من أعضائها.
هيئة الإذاعة الكندية التقت بيار جانيو الرئيس السابق لمنظمة الطيران الجوي الدولي (إياتا) والمدير العام السابق لشركة الخطوط الجوية الكندية وسألته رأيه عن مدى جدية القرارات التي اتخذتها المنظمة في أعقاب اجتماعها يوم أمس فقال:
أعتقد أننا اتخذنا قرارا ممتازا في هذا الاجتماع الذي شارك فيه كبار المسؤولين في قطاع الطيران المدني وتم البحث فيه عن أفضل الوسائل لحسن سير قطاع الطيران المدني الدولي وقرروا خلاله تشكيل فريق عمل لإعادة النظر في الوضع الراهن بمجمله ومحاولة الوصول وبأسرع وقت ممكن للمعلومات التي تتعلق بسلامة الخطوط الجوية، وعلى المستوى الدولي توجد حاليا مناطق كثيرة تعاني من أزمات ونزاعات داخلية، وهي تعاني أوضاعا صعبة وقاسية ونحن نحلق فوق غالبية هذه المناطق وفي غالب الوقت لا يوجد أي خطر لآنها مجموعات تتصارع على مستوى الأرض ، غير أنه في ما يتعلق بالمتمردين الأوكرانيين فقد حصلوا على صواريخ بعيدة المدى وللأسف لم يتم الكشف عنها مسبقا وإلا لكانت السلطات الأوكرانية قد نصحت بعدم التحليق في هذا المجال ولما كان علينا التحليف في هكذا مستويات.
وعن سؤال عن أهمية الحصول على المعلومات لأنها عصب الحرب لتلافي المخاطر أجاب:
في الواقع يوجد العديد من المعلومات قيد التداول غير أن عملاء المخابرات والأمن يحتفظون بها لأنفسهم، لكن ما يتوجب التحسب له أن يتم نقل ما يثير الشك أو الشائعات.
إن خطوطا جوية عديدة تمر فوق مناطق نزاع غير أنها المرة الأولى التي يحصل فيها ما حصل، لكن هناك حادثة حصلت منذ ما يقرب من 15 عاما عندما أسقط الروس طائرة كورية لكن بطريق الخطأ
وعن سؤال حول قرار كل شركة طيران أن تحول مسارها في حال رغبت ذلك ولكن ليس على OACI أن تقوم بذلك أو تحظر الطيران فوق منطقة معينة أجاب:
بالفعل لا تملك المنظمة الدولية الوسائل لتقوم بذلك، إنها الدول نفسها، الأجهزة الأمنية لهذه الدول التي تقوم بهذه المهمة، أجهزة الطيران المدني للدول.
ومثل على ذلك FAA الوكالة الأميركية للطيران التي طلبت مؤخرا من الخطوط الأميركية والأوروبية بعدم التحليق فوق أوكرانيا وعدم التحليق فوق جزء من البحر الأسود، وقد انصاعت لذلك أي الأميركية لآنها قرارات من وكالتهم، أما الأوروبيون فقد انصاع بعضها والبعض الآخر لم يعتمدها ،وفي ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط التي تدور فيها نزاعات حاليا فإن شركة الخطوط الفرنسية و KLM قررتا عدم التحليق في المجال الجوي العراقي لذا يجب تنسيق هذه المعلومات حسب رأيي أضاف بيار جانيو، لذا يتوجب الاستفادة من المعلومات المتداولة من قبل الدول.
وعما إذا كان على الدول أن تقدم معلومات صحيحة وحيادية للجميع أجاب:
هذا ما سنسعى له وإذا لم يكن هناك تنسيق فإن هذه المعلومات ستبقى مشتتة فالأميركيون يحتفظون ببعض المعلومات والأوروبيون أيضا.
إن تجميع هذه المعلومات في مركز واحد هو شيء هام وسنرى ما سيحدث على هذا المستوى خلال أيام أو اشهر ولا يمكننا أن نتجاهل بأن هناك اعتبارات اقتصادية مثل السياحة فعندما نقول بأن مجالا جويا غير آمن فإن السياح لن يذهبوا إلى هناك لذا يجب الأخذ بعين الاعتبار النواحي الاقتصادية لهذه المناطق.
وختم بالقول يتوجب أن يكون القرار مستقلا وأن يقدم المعلومات للخطوط الجوية التي عليها أن تقرر الذهاب أو تجنب هذه المناطق.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.