تناول مراسل راديو كندا (القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكندية) في الصين، إيفان كوتيه، في مدونته على موقع راديو كندا اهتمام الصين بأميركا اللاتينية في مقال بعنوان "الصين في طريقها لغزو أميركا اللاتينية".
يقول إيفان كوتيه إن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أنهى الأسبوع الفائت جولة جديدة في أميركا اللاتينية استغرقت ثمانية أيام، وهي الثانية له هناك في الأشهر الثمانية عشرة الأخيرة.
وعلى عادته استغل الرئيس الصيني المناسبة للحصول على أقصى ما يمكن من عقود ذات مردود مرتفع للغاية. فوقع على 15 اتفاق تعاون مع البرازيل، و19 اتفاقاً مع الأرجنتين، و38 اتفاقاً مع فنزويلا، و30 اتفاقاً مع كوبا.
ويتناقض هذا المشهد مع السيطرة الاقتصادية المزمنة للولايات المتحدة في المنطقة، يقول الكاتب. ففي فنزويلا ستستثمر الصين 4 مليارات دولار لقاء كميات من نفط هذا البلد. وفي محصلة إجمالية ستقوم الصين بأعمال بنى تحتية في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي بقيمة 35 مليار دولار. وحتى لو أصر الرئيس الصيني على التأكيد بأن جولته لم تكن جولة "أيديولوجيا" بما أنه شارك في بدايتها في قمة مجموعة "بريكس" (BRICS) التي عُقدت في البرازيل، فهو أمضى معظم وقته بعد نهاية القمة مع قادة اليسار الذين لا تربطهم بواشنطن أواصر صداقة وثيقة، كالقادة الكوبيين والفنزويليين.
وأميركا اللاتينية سوق أساسية للصين، فحجم التجارة بين الجانبين بلغ 262 مليار دولار العام الماضي. وتأتي البرازيل والأرجنتين في طليعة شركاء الصين في أميركا اللاتينية.

فرق بين العقد مع "إمبراير" البرازيلية والعقد مع "بومباردييه" الكندية
وأتاحت الجولة للرئيس الصيني أن يوقع مع شركة "إمبراير" (Embraer) البرازيلية لصناعة الطائرات سلسلة اتفاقات تشتري الصين بموجب أحدها 60 طائرة بقيمة 7,5 مليارات دولار. وهذه الصفقة الثابتة تتناقض مع طلبيات حصلت عليها مؤخراً شركة "بومباردييه" (Bombardier) الكندية من الصين لتسليمها طائرات من فئة "سي" (CSeries) بقيمة 1,5 مليار دولار.
وفي الأرجنتين تعهدت الصين ببناء سدّيْن كهرمائييْن في جنوب البلاد بقيمة 4,4 مليارات دولار، إضافة إلى 11 سفينة بقيمة 423 مليون دولار.
المجازفة تستحق العناء
واختتم الرئيس الصيني جولته على أميركا اللاتينية في كوبا في زيارة هي استراتيجية ومن باب اللياقة في آن، يقول إيفان كوتيه. فالصين أصبحت في السنوات الأخيرة أحد أبرز شركاء كوبا الاقتصاديين. وكما في سائر الدول التي شملتها جولته، ما إن وصل شي جين بينغ إلى هافانا حتى وُقعت سلسلة عقود، معظمها في قطاعي الاتصالات والبناء السكني.
ويرى بعض المحللين في هذه الجولة الأخيرة لشي جين بينغ في أميركا اللاتينية محاولة من الصين لتوسيع نفوذها في منطقة لطالما كانت الحديقة الخلفية للولايات المتحدة. ورغم مخاطر الاستثمار في اقتصادات متقلبة كالأرجنتين وكوبا وفنزويلا، يبدو أن بكين ترى حالياً أن المجازفة تستحق العناء، يختم مراسل راديو كندا في الصين، إيفان كوتيه.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.