آثار القصف على غزة

آثار القصف على غزة
Photo Credit: رويترز / إبراهيم أبو مصطفى

“التخلي العربي”

 

تحت عنوان : "التخلي العربي" تساءل المحرر في صحيفة لودوفوار سيرج تروفو في مستهل مقالته الافتتاحية :

ماذا يفعل العرب وبخاصة مصر في مواجهة القصف على غزة ؟ يصلون لكي تسحق إسرائيل عدوتهم الأولى ، حماس .

فثمة تحالف بين دول عربية يدعم سراً جهود إسرائيل في حربها ضد حماس التي تحمل راية هذا الإسلام السياسي الذي يخيفهم . ضد المنظمة التي مولتها إيران بالمال والسلاح ، إيران العدوة ، الساعية إلى التحول إلى قوة إقليمية  .

ويعتبر سيرج تروفو أن هذا الحلف المخالف للطبيعة بين العرب وإسرائيل نشأ غداة إطاحة الرئيس المصري محمد مرسي الموالي للإخوان المسلمين المكروهين من ضفاف النيل إلى حدود الخليج الفارسي .

ولا بد من التذكير بموقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من منظمة حماس الذي أعلنه منذ حوالي العام معتبرا أنها تشكل تهديدا لأمن مصر وعمد بالتالي على إقفال الحدود ومنع التعامل الاقتصادي مع غزة بهدف إضعاف حماس ماديا دون الاكتراث بنتائج هذه السياسة على الصعيد الانساني . فأمر بتدمير الأنفاق وقرر منع تواجد حماس على الأراضي المصرية . بكلمة ، يعامل السيسي حماس كما تعامل مع الإخوان المسلمين أي القضاء عليها .

وحصل السيسي على المال من دول الخليج الغنية الخبيرة في زعزعة الاستقرار بعيدا عنها كي تحمي أنظمتها الإقطاعية القاتلة .

وتحالف المصالح هذا ، يقول تروفو ، هو أحد النتائج المأساوية لقرار تسخير كل الطاقات بهدف الحؤول دون حصول أية انتفاضة تذكر من بعيد أو قريب بالربيع العربي .إذ يجب أن ندرك أن موقف مصر والسعودية وسواهما من حماس حاليا نابع عن الخوف من أي ثوران سياسي ذي صلة بالربيع العربي ، بدليل مشروع وقف النار الذي قدمه الرئيس المصري . وإذا كانت إسرائيل قد وافقت عليه بينما رفضته حماس فالسبب واضح لكونه يلبي كل مطالب إسرائيل دون الاستجابة لأي مطلب من حماس والهدف إضعاف حماس وتقوية محمود عباس الذي لم يقم تقريبا بأي تحرك منذ اندلاع النزاع .

ويرى سيرج تروفو أن الجهود التي بذلتها مصر والسعودية وسواها كانت لها نتيجة مذهلة ومتناقضة في آن بمعنى أن كل اتفاقات السلام خلال العقد الماضي كانت بمبادرة الحكومات المصرية المتعاقبة : حسني مبارك عامي 2008 و 2009 ومحمد مرسي عام 2012 كانا المهندسين الرئيسين في صياغتها . أما اليوم ، فالسياسة الت اعتمدها السيسي والتي تسببت بتنامي الشعور الحاقد على مصر في غزة وكذلك في الضفة ، يجعل أية مبادرة سلام تحمل توقيعه مرفوضة . وقد أحرج هذا الواقع وزيري خارجية الولايات المتحدة وفرنسا إلى درجة لجوئهما إلى وزيري خارجية تركيا وقطر . ويختم سيرج تروفو مقالته في لودوفوار : كما لو أن أقدار مختلف الأطراف تتشابك دون أن تلتقي . استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.