تواصلت المعارك لليوم الثالث على التوالي في مدينة عرسال ومحيطها في شمال شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا بين الجيش اللبناني من جهة، ومقاتلين جهاديين سوريين أو قادمين من سوريا ومن ضمنهم حملة جنسيات أجنبية من جهة أخرى. وسقط في صفوف الجيش اللبناني منذ بدء المعارك 14 قتيلاً و86 جريحاً، فيما لا يزال 22 جندياً في عداد المفقودين. وأفادت معلومات صحافية عن العثور على نحو من 50 جثة لمقاتلين جهاديين.
وبدأت المعارك عقب توقيف الجيش اللبناني في منطقة عرسال القيادي في "جبهة النصرة" السورية المعارضة لنظام دمشق عماد أحمد جمعة الذي سبق له أن بايع تنظيم "الدولة الإسلامية" ("الدولة الإسلامية في العراق والشام" سابقاً). وتضم عرسال نحواً من 50 ألف سوري لجأوا إليها هرباً من المعارك في بلادهم، وهم بصورة أساسية من المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى نحو 35 ألفاً من أبنائها.
وأعلنت الحكومة اللبنانية اليوم استنفار كافة أجهزتها الأمنية والرسمية للدفاع عن عرسال بوجه "العدوان الصريح" الذي تتعرض له من قبل "الإرهابيين".
وقال رئيس الحكومة اللبنانية تمّام سلام بعد اجتماع استثنائي للحكومة بعد ظهر اليوم إن لبنان "يتعرض لعدوان صريح على سيادته وأمنه من قبل مجموعات إرهابية ظلامية تطاولت على كرامة الجيش تنفيذاً لخطة مشبوهة ترمي إلى شل قدرة الدولة ونشر الفوضى في عرسال ومحيطها خدمة لأهداف تتناقض مع المصلحة الوطنية العليا"، وشدد على أن "الجيش الذي قدم الشهيد تلو الشهيد يحظى بدعم كامل من الحكومة بجميع مكوناتها السياسية" وأن الحكومة تقف صفاً واحداً وراءه "في مهمته المقدسة".
وأضاف سلام أن حكومته "لن تدخر أي جهد في سبيل دعم الجيش للدفاع عن لبنان وطلبت من السلطات الفرنسية تسريع عملية تسليم الأسلحة في إطار الصفقة مع السعودية". وكانت المملكة السعودية قد قدمت العام الفائت هبة للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار وطلبت من فرنسا تزويده بالأسلحة في إطارها.
ومن جهته ندد مجلس الأمن الدولي اليوم بإجماع أعضائه بالهجمات التي تقوم بها "مجموعات متطرفة" ضد الجيش اللبناني في منطقة عرسال وأعرب عن دعمه "لجهود القوات المسلحة اللبنانية لمكافحة الإرهاب".
فادي الهاروني تناول المستجدات في لبنان في حديث مع الإعلامي اللبناني الكندي الدكتور ابراهيم الغريّب.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.