النزوح والتهجير باتجاه كردستان

النزوح والتهجير باتجاه كردستان
Photo Credit: صافن حامد

مسيحيو الموصل وتحديات المستقبل

طغى النزاع في غزة على سائر النزاعات المشتعلة في الشرق الأوسط إن في العراق وإن في سوريا وإن مؤخرا في لبنان ، وحجب الأضواء عنها واحتل الحيز الإعلامي الأوسع . ومع عودة الهدوء النسبي إلى غزة ، عاد الاهتمام بالملفات الساخنة الأخرى التي لا تقل خطورة ، ومنها مصير المسيحيين في الشرق الأوسط وبخاصة في الموصل مع تصاعد عنف الأصولية وفي أعقاب تهجيرهم من أرضهم أو فرض اعتناقهم الإسلام .

هيئة الإذاعة الكندية أجرت حوارا مع الكاردينال فيليب بارباران ، رئيس أساقفة مدينة ليون الفرنسية الذي تفقد اوضاع المسيحيين في زيارة قام بها مؤخرا إلى العراق على رأس وفد فرنسي .

يشرح الكاردينال أسباب زيارته الحافلة بالمخاطر في أعقاب لقائه ببطريرك الكلدان لويس روفائيل الأول ساكو خلال مؤتمر مسيحي نظمه في ليون وقد نشأت بينهما علاقة ودية وتواصل هاتفي شبه يومي للاطمئنان عن الأوضاع المأساوية وقد نصحه البطريرك بعدم النزول في بغداد إنما في إربيل ومن هناك بدأ جولته برفقة البطريرك ويضيف :

"قلت لهم : أنا لا أريد لقاء وزراء وسفراء إنما لقاء الناس فقط وكل يوم كنا نزور قاعات مدرسية ورعوية وكنائس وكاتدرائيات والتقينا أعدادا كبيرة من المؤمنين صلينا معهم واستمعنا لهم وكان سردهم لمعاناتهم مؤثرا جدا."

وعن مشاهداته في العراق يقول الكاردينال بارباران :

"شاهدت فظائع وأمورا رائعة من الفظائع إعلان الخليفة المزعوم أنه ابتداء من ظهر الثامن عشر من تموز – يوليو يجب ألا يبقى مسيحي واحد في الموصل فالمنازل والمدينة لم تعد لكم وعليكم بالرحيل . ما اضطرهم إلى المغادرة مع بعض حاجياتهم التي تم الاستلاء عليها على الحواجز . وتتعدد الروايات وتبقى المأساة واحدة في مدينة كان يعيش فيها آلاف المسيحيين .

هذا بالنسبة للأمور السيئة ، ماذا عن الأمور الإيجابية ؟ يجيب الكاردينال فيليب بارباران :

" لم أسمع ولا مرة واحدة كلاما عن الثأر والانتقام . ومن الأمور الرائعة أيضا أن لا أحد منهم تنكر لدينه وظلوا جميعا على مسيحيتهم ومن الأمور الرائعة أيضا أن أحد جيرانهم المسلمين تصدى للمهاجمين دفاعا عن جيرانه المسيحيين ما تسبب بموته وجار آخر تمكن من تهريب بعض جيرانه المسيحيين. فكما في كل الحروب هناك جبناء وخونة يستغلون الظروف وأبطال رائعون يدافعون عنك .

هل يأمل المهجرون عن الموصل  بالعودة إلى مدينتهم ؟ يجيب الكاردينال فيليب بارباران:

" التقيت جماعة منهم عند الأكراد ، نظروا إلي قائلين : نحن اليوم نلقى استقبالا رائعا من الأكراد الذين هجرونا منذ حوالي أربعين عاما فذهبنا إلى الموصل ، وأسسنا عائلاتنا ومنازلنا وأعمالنا وكنا سعداء وكانت الأمور تسير على ما يرام واليوم هجرنا من جديد. الأكراد استقبلونا بصورة جيدا جدا ولكن من يدري ما قد يحصل بعد خمس أو عشر سنوات ، لذلك فالرحيل أفضل . وهنا تدخل البطريرك الكلداني ليقنعهم بعدم الرحيل كما تدخلت نائبة عراقية شيعية كانت معنا في الكاتدرائية لتقول لهم : لا لا ترحلوا فالأرض أرضكم ونحن بحاجة للمسيحيين لإعادة بناء العراق وانتم أقلية والكل يعرف أنكم دعاة سلام وانظروا ما يجري لنا نحن من صراعات دامية لا تنتهي وسمعت الكلام نفسه من نواب أكراد وسنة وتركمان.

ويؤكد الكاردينال فيليب بارباران في ختام حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية : أن المسيحيين المهجرين باتوا يشعرون أكثر بدعم العالم لهم وتضامن مسيحيي  العالم معهم ، لكنهم مع ذلك يعتقدون أن الرحيل يبقى الحل الأفضل. استمعوا

فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.