تناول مراسل راديو كندا (القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكندية) في الولايات المتحدة، يانيك دومون بارون، في مدونته على موقع راديو كندا موضوع تسريب الوثائق والمعلومات الرسمية المصنفة سرية في الولايات المتحدة في مقال بعنوان "سنودن جديد".
يبدو أن الأمر أصبح رسمياً، على الأقل بالنسبة للإعلام الأميركي، بأن في الولايات المتحدة إدوارد سنودن جديداً، يقول يانيك دومون بارون. "كاشف فساد" آخر في عالم التجسس والمراقبة. شخص آخر يرى أن الحكومة الأميركية تذهب بعيداً أكثر من اللازم. شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأميركية أعطت الموضوع أهمية كبيرة وتحدثت عن رصد وملاحقات على صلة بالقضية في أوساط الموظفين الفدراليين.
وتقول مصادر أخرى إن "كاشف الفساد" الجديد لم يعد وحيداً، يضيف مراسل راديو كندا. ويشير يانيك دومون بارون في هذا الصدد إلى تقرير نشره موقع "ذي إنترسبت" (The Intercept) الذي أسسه الصحافي غلين غرينوالد والذي كان أحد الأوائل في تلقي الوثائق السرية التي سرقها إدوارد سنودن. ويستند التقرير إلى وثيقة مصنفة سرية يعود تاريخها إلى الصيف الفائت، بعد أن استقبلت روسيا العميل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA).
ويضيف مراسل راديو كندا أن قراءة الوثيقة التي تحمل عنوان "مديرية الهويات الإرهابية – الإنجازات التاريخية 2013" (Directorate of Terrorist Identities (DTI) Strategic Accomplishments 2013) تكشف معلومات كثيرة عن مختلف الأجهزة التي تراقب الأميركيين، ومن ضمنها أن 40% من الأسماء المدرجة في قاعدة بيانات عن الإرهابيين لا تربط حامليها أي صلة معروفة بتنظيمات إرهابية، وهذا يعني نحواً من 280 ألف شخص. ومن ضمن تلك المعلومات أيضاً أن نيويورك وديربورن وهيوستن هي المدن التي تضم أكبر عدد من الناس الذين تجري مراقبتهم، وأن وكالة الاستخبارات المركزية قادرة على سحب معلومات من قواعد بيانات عائدة لدول أجنبية وتتعلق بالمراقبة.
وهذا هو تحديداً نوع البرامج الذي يغضب إدوارد سنودن، وإدارة الرئيس باراك أوباما أيضاً، يقول يانيك دومون بارون لافتاً إلى أن هذه الأخيرة لم تعلق بعد على آخر المعلومات المسربة المشار إليها. ويضيف مراسل راديو كندا أن الإدارة الأميركية الحالية تقوم بجهود كبيرة لترويع مسربي الوثائق والمعلومات المصنفة سرية.
ويذكّر المراسل بأن محلل المعلومات السابق في الجيش الأميركي برادلي مانينغ الذي سرب إلى موقع "ويكيليكس" مئات الآلاف من الوثائق والتقارير العسكرية والدبلوماسية المصنفة سرية وأدين قبل سنة بعدة جرائم وفقًا لقانون التجسس الأمريكي، وُصف بالـ"خائن"، لكن ذلك لم يحل دون حدوث تسريبات جديدة لوثائق مصنفة سرية. ويختم يانيك دومون بارون مقاله بالتساؤل ما إذا كانت هذه التسريبات الجديدة ستشجع على حدوث تسريبات أخرى.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.