مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة تستمعون إليها مع مي أبو صعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.
تتناول التعليقات التي اخترناها شؤونا متنوّعة كنديّة ودوليّة.
لودوفوار: مثقّفون كنديون يؤيّدون إسرائيل:
بعد كتاب مفتوح وجهه بضع مئات من المثقفين الكيبيكيين إلى رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر تأييدا للفلسطينيين ، نشرت صحيفة لو دوفوار اليوم بيانا وقعه أكثر من مئة مواطن كندي تأييدا لإسرائيل ، هذا نصه :
نحن كيبيكيون من مختلف الآفاق والمناطق ، من اليمين واليسار ، من مؤيدي الفيديرالية ومؤيدي الاستقلال ومن مختلف المهن ، قليلة هي الأمور السياسية التي تجمعنا ولكننا نشعر بالحاجة الملحة حاليا لوضع خلافاتنا جانبا وتوحيد صوتنا لأننا لا نجد أنفسنا جزءا من إجماع ظاهري لنخبة تندد بإسرائيل .
نحن لا نعتبر أنفسنا جزءا من المواقف المعادية للصهيونية أو إسرائيل التي تروج لها منظمات تمنح نفسها حق التحدث باسم المجتمع الكيبيكي .
فبينما يتظاهر بضع مئات في شوارع مونتريال دعما لحماس أو لفلسطين ، يعترف الكثيرون منا بحق دولة الشعب اليهودي في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الإرهابية .
إن إسرائيل ديموقراطية ليبيرالية تتعرض لهجمات مستمرة من حركات دينية رجعية وأصولية قيمها نقيض القيم التي نتقاسمها مع الإسرائيليين.
تصدمنا مواقف أولئك المنددين الانتقائيين الذين ينددون بدولة حرة وديموقراطية تدافع عن شعبها في وقت يتجاهلون فيه الصراعات القبلية في الشرق الأوسط وإفريقيا حيث يسقط الضحايا بمئات الآلاف .
ويتابع البيان : نشعر بالثورة إزاء هؤلاء الذين يجرمون إسرائيل ويصمتون عن جرائم الحرب الحقيقية التي ترتكبها حماس بكل صاروخ تقذفه على مدنيين إسرائيليين أبرياء بينما يختبئون هم خلف مدنيين فلسطينيين أبرياء ، يختم البيان.
نستنكر تكتيك حماس الوحشي الذي يسعى إلى سقوط أكبر عدد من الضحايا الفلسطينيين باستعماله النساء والأطفال كدروع بشرية ليتحولوا إلى شهداء بينما يلجأ مقاتلو حماس إلى الأنفاق لحماية أنفسهم .
نحن لا نفهم صمت بعض النخبة الكيبيكية عن الشعور المعادي للسامية الذي هو في صميم الإيديولوجية الجهادية لحماس .
ويعتبر البيان أنه لا توجد دولة في العالم تهتم بصون حياة المدنيين كإسرائيل ، ولا يوجد جيش في العالم يبلغ العدو عن مكان وزمان قصفه الأهداف لحماية حياة المدنيين الأبرياء كالجيش الإسرائيلي ، لا توجد دولة في العالم تبني مستشفى ميداني على حدودها لمعالجة ضحايا الطرف المعادي .
نحن نؤيد بلا تردد حل الدولتين للشعبين ونعترف بحتمية حصول تسويات صعبة من طرفي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني مع تأييدنا المطلق لحق إسرائيل وواجبها غير القابلين للجدل لرد هجمات أولئك الذين لا هدف لهم سوى تعطيل كل حل سلمي للنزاع وكل أمل للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني بالتعايش بسلام ، يختم البيان.
ماذا تعلّمنا الحرب في غزّة عن سياسة كندا:
صحيفة الغلوب اند ميل نشرت تعليقا بتوقيع الصحافي كونراد ياكابوسكي يتناول فيه موقف الأحزاب الكنديّة من المواجهات الأخيرة في غزّة.
الحزب الديمقراطي الجديد وموقفه المؤيّد لإسرائيل:
وتشير الصحيفة إلى مظاهرة جرت في مونتريال أمام مقر الحزب الديمقراطي الجديد، حزب المعارضة الرسميّة في مجلس العموم الكندي، للتنديد بما وصفه المتظاهرون بحذر الحزب ولطافته في التعامل مع إسرائيل وسط ارتفاع عدد الضحايا في غزّة.
وتضيف أن مجموعة من النشطاء الساخطين احتلوا مكتب أحد نواب الحزب، بول ديوَر للتنديد بما أسموه التغيير الخطير في سياسة الحزب التي اثارت استياء الجناح المؤيّد للفلسطينيين والتي قد تدفع بهم للتخلي عنه.
وتنقل عن جناح شباب الحزب تنديده بتردّد حزب المعارضة الرسميّة في الدفاع عن قيمه الديمقراطيّة خلال المواجهات التي استمرّت لنحو شهر في غزّة.
موقف اوتاوا مما يجري في غزّة:
وتتابع الغلوب اند ميل فتتحدّث عمّا أفرزته الحرب في غزّة بشأن السياسة الكنديّة وموقف رئيس الحكومة ستيفن هاربر المؤيّد لإسرائيل، وموقف زعيم الحزب اللبرالي جوستان ترودو المعتاد من القضايا المثيرة للجدل.
ومما افرزته الحرب في غزّة أيضا، موقف زعيم الديمقراطيين الجدد طوماس مولكير الذي عمل على إسكات الصوت المؤيّد للفلسطينيين داخل حزبه.
وكيف أن الصوت المعتدل داخل الحزب بدا أقرب إلى موقف رئيس الحكومة ستيفن هاربر.
والموقف هذا ولّد شعورا لدى بعض المحازبين بأن الحزب قد خانهم، لا سيّما في مقاطعة كيبيك حيث تؤيّد مجموعات يساريّة القضيّة الفلسطينيّة.
وتتابع الغلوب اند ميل فتشير إلى موقف رئيس الحكومة ستيفن هاربر ووزير خارجيّته جون بيرد الداعم دون تردّد لإسرائيل ، لدرجة رأى البعض أنهما أساءا إلى سمعة كندا كوسيط نزيه بهدف كسب ودّ الناخبين اليهود والانجيليين.
وأما الزعيم اللبرالي جوستان ترودو، فقد أصدر بيانا مقتضبا دعا فيه إلى وقف النار في غزّة وأكّد على حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها وندّد بحماس التي وصفها بأنها منظّمة إرهابيّة.
لكن ترودو تجنّب إثارة الموضوع علنا كما تجنّب تناوله في تغريداته على موقع تويتر.
بالمقابل، أكثر زعيم الديمقراطيين الجدد طوماس مولكير من تعليقاته المندّدة بإطلاق الصواريخ من قبل حركتي حماس والجهاد اللتين وصفهما بالإرهاب على المدنيين .

الديمقراطيون الجدد والاعتبارات السياسيّة الداخليّة:
وتعتبر الغلوب اند ميل أن تصريحات مولكير نابعة من سعي حزبه للحصول على السلطة. فضلا عن أنها تعكس التزام مولكير بالقضيّة الصهيونيّة.
وتضيف الصحيفة بأن زوجته الفرنسيّة المولد تتحدّر من عائلة من اليهود السفارديم وأهلها هم من بين الناجين من المحرقة.
ومولكير كان في طليعة المندّدين بالنائبة عن الحزب الديمقراطي ليبي ديفيز التي تساءلت عام 2010 حول حق إسرائيل في الوجود، ودعت إلى مقاطعتها متحدّية بذلك سياسة حزبها الرسميّة تجاه الدولة العبريّة.
و قد امتنعت ليبيز التي ما زالت نائبة عن الحزب الديمقراطي الجديد عن الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام خلال الحرب الأخيرة في غزّة واكتفت باستخدام موقع تويتر للتعبير عن رأيها.
وترى الصحيفة أن موقف مولكير مزعج ويعزّز الاتهامات الموجّهة له بأنه أسكت الأصوات الداعمة للفلسطينيين داخل حزبه.
والحزب الديمقراطي الجديد ليس الحزب الوحيد الذي يعاني من انقسامات داخليّة بشأن الوضع في غزّة.
فزعيم حزب الخضر بول استران اضطر للاستقالة هذا الأسبوع بعد أن كتب في مدوّنته على موقع حزبه أن المسؤولين في غزّة يدعون المواطنين لأن يُقتلوا في وقت هم مختبئون في الملاجئ.
لكن القضيّة السياسيّة الأخطر بالنسبة للديمقراطيين الجدد هي في مقاطعة كيبيك.
فهم فازوا بتسعة وخمسين مقعدا فدراليا في المقاطعة في انتخابات العام 2011 الفدراليّة وكبّدوا حزب الكتلة الكيبيكيّة خسارة مريرة.
ومن المهم بمكان لهم الاحتفاظ بمقاعدهم في كيبيك إن ارادوا الوصول إلى السلطة في اوتاوا في الانتخابات المقبلة عام 2015 تقول الغلوب اند ميل.
وتختم متسائلة إن كان موقف مولكير المؤيّد لإسرائيل يقف في وجه تحقيق هذا الهدف.

وإلى موقع راديو كندا (القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكندية) حيث تناول مراسل راديو كندا في الولايات المتحدة، يانيك دومون بارون، في مدونته موضوع تسريب الوثائق والمعلومات الرسمية المصنفة سرية في الولايات المتحدة في مقال بعنوان "سنودن جديد".
يبدو أن الأمر أصبح رسمياً، على الأقل بالنسبة للإعلام الأميركي، بأن في الولايات المتحدة إدوارد سنودن جديداً، يقول يانيك دومون بارون. "كاشف فساد" آخر في عالم التجسس والمراقبة. شخص آخر يرى أن الحكومة الأميركية تذهب بعيداً أكثر من اللازم. شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأميركية أعطت الموضوع أهمية كبيرة وتحدثت عن رصد وملاحقات على صلة بالقضية في أوساط الموظفين الفدراليين.
وتقول مصادر أخرى إن "كاشف الفساد" الجديد لم يعد وحيداً، يضيف مراسل راديو كندا. ويشير يانيك دومون بارون في هذا الصدد إلى تقرير نشره موقع "ذي إنترسبت" (The Intercept) الذي أسسه الصحافي غلين غرينوالد والذي كان أحد الأوائل في تلقي الوثائق السرية التي سرقها إدوارد سنودن. ويستند التقرير إلى وثيقة مصنفة سرية يعود تاريخها إلى الصيف الفائت، بعد أن استقبلت روسيا العميل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA).
ويضيف مراسل راديو كندا أن قراءة الوثيقة التي تحمل عنوان "مديرية الهويات الإرهابية – الإنجازات التاريخية 2013" (Directorate of Terrorist Identities (DTI) Strategic Accomplishments 2013) تكشف معلومات كثيرة عن مختلف الأجهزة التي تراقب الأميركيين، ومن ضمنها أن 40% من الأسماء المدرجة في قاعدة بيانات عن الإرهابيين لا تربط حامليها أي صلة معروفة بتنظيمات إرهابية، وهذا يعني نحواً من 280 ألف شخص. ومن ضمن تلك المعلومات أيضاً أن نيويورك وديربورن وهيوستن هي المدن التي تضم أكبر عدد من الناس الذين تجري مراقبتهم، وأن وكالة الاستخبارات المركزية قادرة على سحب معلومات من قواعد بيانات عائدة لدول أجنبية وتتعلق بالمراقبة.
وهذا هو تحديداً نوع البرامج الذي يغضب إدوارد سنودن، وإدارة الرئيس باراك أوباما أيضاً، يقول يانيك دومون بارون لافتاً إلى أن هذه الأخيرة لم تعلق بعد على آخر المعلومات المسربة المشار إليها. ويضيف مراسل راديو كندا أن الإدارة الأميركية الحالية تقوم بجهود كبيرة لترويع مسربي الوثائق والمعلومات المصنفة سرية.
ويذكّر المراسل بأن محلل المعلومات السابق في الجيش الأميركي برادلي مانينغ الذي سرب إلى موقع "ويكيليكس" مئات الآلاف من الوثائق والتقارير العسكرية والدبلوماسية المصنفة سرية وأدين قبل سنة بعدة جرائم وفقًا لقانون التجسس الأمريكي، وُصف بالـ"خائن"، لكن ذلك لم يحل دون حدوث تسريبات جديدة لوثائق مصنفة سرية. ويختم يانيك دومون بارون مقاله بالتساؤل ما إذا كانت هذه التسريبات الجديدة ستشجع على حدوث تسريبات أخرى.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.