الغزو الأميركي للعراق الذي سهّل انتقال السلطة من الأقلية السنية إلى الأكثرية الشيعية إثر سقوط نظام البعث وإعدام صدام حسين ، أشعل فتيل الحرب الأهلية المذهبية ، بدعم إقليمي ودولي لهذا الفريق أو ذاك كما العادة. وشهد العراق عدة حروب أودت بحياة عشرات آلاف العراقيين : حرب لمقاومة الاحتلال ، حرب للتنازع على إرث صدام وقيادة السنة، وحروب بين مختلف مكونات المجتمع العراقي وبخاصة بين السنة والشيعة . واليوم وبينما تتقدم الدولة الإسلامية في الشمال ، بوادر حرب بين أبناء السلطة أنفسهم والحزب الواحد والمذهب الواحد في أعقاب تعيين حيدر العبادي رئيسا للحكومة خلفا لنوري المالكي المتمسك بالسلطة.
لماذا أبعد المالكي عن رئاسة الحكومة ؟ تجيب الصحافية آن ماري لوموف في رسالة إلى راديو كندا من بغداد :
"لقد بات المالكي بكل بساطة رجلا مزعجا فالأكراد والسنة وقسم من الشيعة يرون فيه رجلا متسلطا منجرفا مذهبيا متمسكا بالسلطة وهو متهم بعدم تقاسم السلطة وبفرض قراراته في أكثر الأحيان دون الأخذ برأي مستشاريه والطبقة السياسية العراقية إضافة إلى خلافاته الحادة مع الأكراد ما أدى إلى ضغوط كبيرة لاستبداله حتى من قبل الأميركيين."
هل تمسكه بالسلطة ينذر بحرب داخلية ؟ ومن أين يستمد قوته ؟ تجيب آن مالاي لوموف:
"كون المالكي رئيسا للحكومة يجعله القائد الأعلى للقوات المسلحة.ما يعني أن في إمرته مئات آلاف الجنود . ومنذ أمس وقبل خطابه المتلفز الذي فاجأ الكثيرين باتهامه الرئيس بخرق الدستور ، وأنه سيلاحقه أمام العدالة، فقد أرسل قوات موالية له في محيط المنطقة الخضراء كما تم نشر ميليشيات وقوات مسلحة ورجال شرطة كما لو أن هناك حالة طوارئ . وقد نام العراقيون ليل أمس على قلق من عودة العنف والحرب الأهلية.
فهل يقع ما لم يعد محظورا في تلك المنطقة التعيسة من العالم : المراقبون يستبعدون ذلك إذ أن إيران لن تسمح لحلفائها بالتقاتل في ما بينهم والدولة الإسلامية على الأبواب .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.