تحت عنوان : "أردوغان كما السلطان" علق محرر صحيفة لو دوفوار سيرج تروفو على الانتخابات التركية وفوز رجب طيب أردوغان فيها. فرأى أن النتيجة كانت كما توقعها كل المراقبين في الداخل كما في الخارج : فوز رجب طيب أردوغان بالرئاسة .
وبالواقع يجب توصيف النتيجة بالنصر وليس بمجرد الفوز إذ أن النصر تحقق في الدورة الأولى . وبالتالي لا نفاجأ متى علمنا أن النعت الأكثر استعمالا لتوصيف أردوغان هو السلطان وينطبق التوصيف عليه فعلا . ويجب أن نتوقع أن الإصلاحات أو بالأحرى مجموعة الإجراءات التي يعتزم فرضها ستحول وظيفة الرئاسة إلى سلطنة استبدادية .
ويتابع سيرج تروفو : سيعمد أردوغان خلال الأشهر القليلة المقبلة على تغيير الدستور ليمنح الرئيس المزيد من الصلاحيات والسلطات تضاهي ما فعله فلاديمير بوتين الذي سيبدو ديموقراطيا كبيرا أمامها . من تلك الصلاحيات تمكين الرئيس من حل البرلمان عندما يشاء ، تمكين الرئيس من اختيار الوزراء كما يريد ، السماح للرئيس بتعيين كافة قضاة المحكمة العليا . وفي حال صوت ثلثا النواب على ما يمكن تسميته بحصر السلطات كلها بالرئيس , وهذا أكثر من مرجح فسيمتلك أردوغان كل السلطات ليحقق أقصى طموحاته ، الا وهي محو كل أثر علماني تركه مصطفي كمال أتاتورك . ويأمل بالبقاء على رأس السلطة حتى العام 2023 أي في الذكري المئوية الأولى لإعلان أتاتورك ، عدوه اللدود ، قيام الدولة التركية .
ويتابع سيرج تروفو ، للتوصل إلى أهدافه ، عمد أردوغان خلال ولايته الثالثة والأخيرة كرئيس حكومة على وضع كل مرافق الدولة في خدمة نفسه وأفكاره فعاقب كل من انتقد سلطته وتلاشت في عهده حرية التعبير والتظاهر ولاحق القضاة والمدعين العامين والصحافيين ورجال الشرطة والموظفين الرسميين وطاردهم بعنف .
وتزامنا مع كل هذا ، عزا كافة المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إلى مؤامرات حاكها الأرمن أو اليهود أو النساء أو الدول الخارجية . باختصار ، فإن أردوغان هو محرض جدلية : الآخرون هم ضدنا يختم سيرج تروفو تعليقه في صحيفة لو دوفوار .
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.