أثار تعيين الخبير الكندي وليام شاباس على رأس لجنة التحقيق الدوليّة حول أحداث غزّة الأخيرة ردود فعل عديدة، من بينها ردود فعل مندّدة بتعيينه. وتحقّق اللجنة في اتهامات بشأن احتمال ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب الاسرائيليّة الفلسطينيّة الأخيرة في غزّة.
والبروفسور شاباس أستاذ القانون الدولي في جامعة ميدل سيكس في لندن وأستاذ في جامعة كيبيك في مونتريال، وواحد من المتخصصين القانونيين في القضايا القانونيّة المتعلّقة بجرائم الحرب وحكم الاعدام.
وتقول "يو أن ووتش" وهي منظّمة غير حكوميّة تابعة للجنة اليهوديّة الأميركيّة إنه ينبغي على شاباس أن يرفض تعيينه على رأس اللجنة. وتأخذ عليه تصريحات سابقة أدلى بها أكثر من مرّة حول مسؤولين إسرائيليين من بينهم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اعتبر خلالها شاباس أنه ينبغي إحالتهما أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة.
واعتبر مدير عام منظّمة "يو أن ووتش" أن تصريحات شاباس تجعله غير مؤهل لترؤس اللجنة. واعتبر أنه من غير المقبول أن يطالب أحدهم خلال عدّة سنوات بمحاكمة شخص ما ليتحوّل فيما بعد إلى قاض لمحاكمته.
يقول البروفسور شاباز في حديث إلى تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة إن مهمّة اللجنة التي تضمّ ثلاثة أشخاص تقضي بالتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان ويضيف: المهمّة تقضي أيضا بالتحقيق في انتهاك القانون الدولي الانساني أي جرائم الحرب والبحث في احتمال حصول انتهاكات من هذا الطرف وذاك، ورفع التوصيات ولاسيّما حول إمكانيّة ملاحقة مرتكبيها.
ويتابع وليام شاباس فيؤكّد ردا على سؤال أن أفضل طريقة لإجراء التحقيق هي من خلال التواجد على الأرض ويتابع قائلا:
هذا ما نتمنّاه بالطبع ولكنّ ثمّة مشكلة في التوجّه إلى غزّة حاليا مع استمرار الحرب. ومن غير المعروف ما إذا كانت إسرائيل ستتجاوب مع لجنة التحقيق وستمنح أعضاءها تأشيرات دخول، وما إذا سيكون بالإمكان العمل على الأرض وجمع الأدلّة التي تحتاجها اللجنة لإجراء تحقيقها وتعاون الجانب الإسرائيلي معها يقول الخبير وليام شاباس.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت لدى اللجنة تعهدات بالتعاون من الجانب الفلسطيني يقول إن اللجنة ما زالت في بداية عملها ويضيف:
ينبغي بداية التحدّث إلى الضحايا وتحديد الادعاءات حول الانتهاكات وتحديد وسائل الدفاع عن المسؤولين عن ارتكابها. ويتابع فيشير إلى أن بإمكان من يطلق النار على مدرسة مثلا أن يدّعي أنه يستهدف هدفا عسكريّا ولديه أسبابه لذلك. ويؤكّد شاباز على أهميّة التحدّث إلى الناس وجمع المعلومات منهم وهذا يتطلّب تعاونا من جميع الأطراف كما يقول ويأمل في أن تتمكّن اللجنة من الحصول عليها.
ولكن هل ستتمكّن اللجنة من رفع تقريرها في شهر آذار مارس المقبل رغم أن المهلة امام المحققين محدودة نسبيا؟ يجيب البروفسور وليام شاباس بأن هذا ممكن وحدث في مرّات سابقة أن عملت اللجان تحت وطأة الظروف الملحّة وتمكّنت من القيام بمهماتها.
ويشير إلى أن التقرير سيقتصر على بضعة مئات من الصفحات وستسعى اللجنة من خلاله إلى تزويد الأمم المتحدة بأكبر قدر من المعلومات حول الانتهاكات التي حصلت خلال الحرب الأخيرة في غزّة.
وحول الجدل الذي أثاره تعيينه على رأس لجنة التحقيق نظرا لتصريحات ادلى بها حول مسؤولين إسرائيليين يقول وليام شاباز إن البعض نقلوا أقواله خارج إطار إدلائه بها . ولو تمّ نقل الكلام في إطاره الصحيح، كان سيتّضح منه أنه لم يكن تحيّزا.
وعندما تحدّث عن أشخاص مذنبين، كان يتحدّث عن المحكمة الجنائيّة الدوليّة وأهميّة أن تتحرّك بصورة متوازنة خلال متابعة شؤون خارج افريقيا وليس فقط شؤونا افريقيّة كما يقول ويضيف:
آسف جدا لهذه الاتهامات وأود طمأنة الجميع وبخاصة إسرائيل أنني لست ضدّها وقد زرت هذا البد مرارا وأعطيت دروسا في جامعاته وأنا عضو في لجنة تحرير أهم مجلّة إسرائيليّة حول القانون.
ويتابع فيقول إن الجميع في كندا وخارجها لديهم موقف من إسرائيل. ومن المستحيل أن تجد أشخاصا لا مواقف لديهم إن أردت تأليف لجنة تحقيق. وماذا عن انتقاد وزير الخارجيّة الكندي جون بيرد لتعيين شاباز على رأس اللجنة؟ وهل سيبقى شاباس على المسافة نفسها من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني؟ يجيب البروفسور وليام شاباس قائلا:
بالطبع، اللجنة حياديّة بصورة كليّة وسوف تتصرّف دون تحيّز.
و من كانت لديه مواقف في السابق قادر بالتأكيد أن يكون غير منحاز. وعندما تكون هنالك محاكمات أمام لجنة محلّفين، لا يطلب أحد من القاضي ألاّ تكون لديه مواقف من الأمور. والمطلوب منه أن يواجه المشكلة ويقيّم الأمور دون تحيّز.
ويعرب وليام شاباس عن أسفه لأن وزير الخارجيّة الكندي جون بيرد لم يؤيّد تعيينه على رأس لجنة التحقيق ولم يؤيّد اللجنة. ويضيف بأنه من جهته لا يؤيّد مواقف حكومة المحافظين الكنديّة بصورة إجماليّة وليس بالتحديد مواقفها المؤيّدة لإسرائيل.
ويوضح أنه يقيم خارج كندا منذ سنوات طويلة ولا يحقّ له التصويت في الانتخابات الفدراليّة. وكان يتمنّى ذلك لأنه يرغب في تغيير الحكومة الكنديّة الحاليّة كما قال خاتما حديثه.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.